توقعت الحكومة السودانية ان يتبنى مجلس الأمن الذي يعقد اليوم جلسة تاريخية في نيروبي موقفاً ايجابياً تجاه السودان لتسريع عملية السلام في جنوب البلاد وتعزيز جهود الاتحاد الافريقي لانهاء أزمة دارفور، لكنها أكدت استعدادها لكل الاحتمالات. وأكد الرئيس الاميركي جورج بوش للرئيس السوداني عمر البشير وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق في اتصالين هاتفيين "ان السلام في السودان من أولويات الإدارة الاميركية الجديدة". فيما اعلن قرنق استعداده لتحقيق السلام في أقرب وقت داعياً ان تكون جولة المفاوضات المقبلة هي الأخيرة. واعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش مارس ضغوطا على الرئيس السوداني وزعيم "الحركة الشعبية" حتى يتوصلا الى اتفاق سلام لدى استئناف المفاوضات نهاية الشهر. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان في تصريح صحافي ان "من الملح ان تتوصل الحكومة السودانية والحركة الشعبية الى اتفاق سلام شامل لدى استئناف المفاوضات اواخر الشهر الجاري. وبعث الرئيس بوش بالرسالة ذاتها خلال محادثاته الهاتفية المنفصلة، الى عمر البشير وجون قرنق". وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين أمس ان حكومته أجرت اتصالات مع عواصم عدة في شأن القرار المتوقع. وفي تطور آخر، قررت احزاب المعارضة الرئيسية ابتعاث وفد الى نيروبي يحمل رؤيتها الى مجلس الأمن يضم القياديين في حزب الأمة فضل الله برمة ناصر وسارة الفاضل والقيادي في الحزب الشيوعي فاروق كدودة والمسؤول السياسي في حزب المؤتمر الشعبي بشير آدم رحمة والقيادي في حزب البعث كمال بولاد. ووعد الحزب الاتحادي الديموقراطي بتحديد موقفه بعد مشاورة زعيمه محمد عثمان الميرغني. ووقعت أحزاب المعارضة على مذكرة الى مجلس الأمن تطالب بالتوقيع فوراً على اتفاق السلام النهائي بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" واتاحة الفرصة للقوى لمراجعة الاتفاق وتعديله حتى يصبح محل اجماع الشعب السوداني. وتدعو المذكرة الى الديموقراطية وإزالة القوانين المقيدة للحريات والغاء الطوارئ وترفض التدخل الأجنبي في شؤون البلاد. الى ذلك، تلقى النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه اتصالين هاتفيين من وزير الخارجية البريطاني جاك سترو والمندوب الاميركي لدى مجلس الأمن جون دانفورث حضّا فيهما الحكومة على تسريع عملية السلام ووقف تدهور الأوضاع في دارفور وحل المشكلة لانهاء الأزمة الانسانية في الاقليم. وعلمت "الحياة" ان مجلس الأمن يعقد اجتماعه بمشاركة اعضاء المجلس ال15 في نيروبي، فيما قدم المجلس دعوات للخرطوم وجون قرنق ومتمردي دارفور والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني والكيني موي كيباكي و"الاتحاد الافريقي" ومصر لمناقشة تطورات عملية السلام في جنوب السودان وغربه والصومال خلال يومين. وعلم ان "اعضاء مجلس الأمن سيتوجهون الى بورندي والكنغو ويوغندا ورواندا عقب انتهاء اجتماعات نيروبي". وقال الناطق الرسمي باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان "ان قرنق وصل امس الى نيروبي"، وأن بوش أجرى اتصالاً مع قرنق اكد فيه ان الادارة الاميركية في دورتها الجديدة ستركز على موضوع السلام في السودان وتعتبر تحقيقه من أولويات واشنطن. ونقل عرمان عن قرنق تأكيده لبوش ان "الحركة على قناعة بأن ما تبقى من قضايا يجب ان لا يكون عقبة في طريق السلام وان الطرفين يمكنهما انجاز كل ما تبقى في الجولة المقبلة والتي يجب ان تكون هي الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الخرطوم والحركة، وان التوصل الى سلام في نيافاشا يفتح الطريق امام التحول الديموقراطي والسلام الشامل وينعكس ايجاباً على مجريات الأوضاع في دارفور". وأوضح عرمان ان قرنق "قال لبوش انها مسألة ايام بعد استئناف المفاوضات قبل التوصل الى اتفاق سلام نهائي". وأكد الناطق باسم الوفد السوداني الى المفاوضات مع المتمردين الجنوبيين سيد الخطيب ان اتفاق السلام مع قرنق بات وشيكا. وأضاف: "أوافق المتمردين الرأي. لا اعتقد ان لدينا مشكلات لا يمكن حلها خلال بضعة ايام او اسبوع. وجاء ذلك ردا على تصريحات ادلى بها الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" قال فيها انه سيتم التوصل الى اتفاق سلام شامل مع الخرطوم خلال "الايام القليلة" التي ستلي استئناف المفاوضات في 26 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وأعلنت "حركة تحرير السودان" المتمردة في دارفور انها ستطلب من مجلس الامن خلال اجتماعه اليوم في نيروبي "اتخاذ كل التدابير لحماية شعب دارفور وفقا للقانون الدولي". وأوضحت في بيان "سنطلب من مجلس الامن رسميا اتخاذ كل التدابير وفقا للقانون الدولي لحماية شعب دارفور من كل اشكال التمييز العرقي والاضطهاد والعنصرية والابادة". وغادر أعضاء مجلس الامن نيويورك الثلثاء متوجهين الى نيروبي لعقد اجتماع يستمر يومين آملا في اعطاء مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والتمرد في الجنوب دفعا حاسما. واجرى مجلس الامن صباح الثلثاء مشاوراته الاخيرة قبل الانكباب على مشروع قرار اعدته بريطانيا. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان نهاية هذه السنة ستحدد موعدا نهائيا للاطراف المشاركة في المفاوضات بين الشمال والجنوب لابرام اتفاق سلام.