يقوم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بزيارة لطهران اليوم، أكثر بكثير من كونها مجرد زيارة روتينية لتقويم آخر التطورات في النشاطات النووية في إيران. وقال البرادعي قبل زيارته إن "أي تصريح يمكن أن يقود إما إلى الحرب أو السلام، ولذا يجب أن نكون حريصين للغاية في ما نقوله". وهو ما زال مصراً على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. ومن وجهة نظره، فإن إيران لا تسعى الى تطوير برنامج للأسلحة الذرية حتى يثبت العكس، غير أنه يشك في أنها لم تكشف عن كل مشاريعها النووية. وستتركز النواحي الفنية للزيارة أساساً على ما إذا كانت إيران ستستأنف برنامج تخصيب اليورانيوم، وما إذا كانت تقارير التفتيش على تصميمات أجهزة الطرد المركزي طراز بي 2 التي تساعد على الحصول على يورانيوم مخصب بدرجة كبيرة لصنع قنابل ذرية، يمكن تأكيدها أم لا. ونفت منظمة الطاقة الذرية الايرانية في شدة أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم. وأصرت على أن أي آثار لليورانيوم المخصب هي من المعدات التي جرى شراؤها من السوق السوداء. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية غلام رضا آغازاده إن "عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة أصفهان وسط إيران خاصة بالاغراض البحثية التي أبلغت في شأنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل، على رغم أنه ليس هناك أي التزام من جانب إيران بالابلاغ عن مشروعاتها البحثية للوكالة". وتنظر الولاياتالمتحدة إلى إيران على أنها تشكل تهديداً نووياً محتملاً وتتهمها بتطوير برنامج نووي سري للاغراض العسكرية. غير أن إيران نفت كل الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى أنه ليس هناك أي قوة في العالم مخولة حرمان البلاد من حقها الطبيعي في المضي قدماً في مشروعات نووية لأغراض سلمية. ولتجنب نشوب صراع على غرار ما حدث في العراق، قرر الاتحاد الاوروبي العام الماضي، الدخول في مجرى الاحداث. وأدركت إيران المنعطف الخطير الذي تشهده، ما جعلها ترحب بمبادرة الاتحاد الاوروبي. وخلال اجتماع عقد في تشرين الاول أكتوبر الماضي في طهران، اتفق الرئيس الايراني محمد خاتمي مع الدول الثلاث الكبار وهي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا على الاستجابة للمطالب الدولية بالتوقيع على بروتوكول إضافي للوكالة والتعاون الكامل مع مفتشيها ووقف تخصيب اليورانيوم في شكل موقت. وفي المقابل، حصل خاتمي على وعد من الاتحاد الاوروبي بالاعتراف دولياً بحق إيران الشرعي في إقامة برنامج نووي سلمي والحصول على مساعدة فنية.