انتقدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الممارسات الأميركية في أفغانستان واعتبرت أن القوات الأميركية تفرط في استخدام القوة وربما تنتهك القانون الدولي. وردت القوات الأميركية في كابول على التقرير باعتباره يشير إلى "قصور في فهم" قوانين النزاعات المسلحة. وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات باكستانية على الحدود مع أفغانستان لمشتبه في تورطهم في اعتداء كويتا الذي وقع الأسبوع الماضي في ذكرى عاشوراء. واتهم رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله خان جمالي "أيدي أجنبية" بتدبيره. قال الليوتنانت كولونيل برايان هيلفرتي الناطق العسكري الأميركي في كابول أمس، إن التحالف "يأخذ على محمل الجد كل التقارير عن الاستخدام المفرط للقوة أو أي سلوك غير مناسب أو تجاوز من جانب قواتنا"، وذلك رداً على تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" اتهمت فيه القوات الأميركية بأنها تعتقل المدنيين بشكل تعسفي في أفغانستان وتستخدم "القوة المفرطة" خلال الاعتقالات وتعذب السجناء. وأضاف: "أفغانستان الآن منطقة قتال والقوات هنا مشتبكة في عمليات قتالية ضد قوات معادية محددة. ونطبق قواعد اشتباك مناسبة في العمليات القتالية وفي ضوء الالتزام التام بقانون النزاع المسلح". وقال: "نحقق الآن في موت أشخاص كانوا رهن الاحتجاز". اتهامات المنظمة ورأى تقرير المنظمة التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها، أن القوات الأميركية في أفغانستان، احتجزت ألف شخص على الأقل من الأفغان والأجانب منذ عام 2002 تعرض بعضهم للتعذيب وحرموا من حق الطعن في احتجازهم. وفي وقت إطلق سراح كثيرين ظل بعضهم محتجزاً في أفغانستان أو في غوانتانامو. وقال التقرير في انتقادات تكرر الإدانات الدولية لما يحدث في معسكر "إكس راي" إن المحتجزين في مراكز احتجاز أميركية في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول وفي أماكن أخرى في أفغانستان، حرموا من رؤية ذويهم أو مقابلة محامين أو صحافيين. وأضاف أن ثلاثة أشخاص ماتوا أثناء احتجازهم في سجن أميركي في أفغانستان. وانتقد الجيش الأميركي لعدم فتح تحقيق في حالات الوفاة الثلاث ونشر نتائج التحقيق علناً. ويتهم الأفغان هذه القوات بالبطش. ويقر الجيش الأميركي بالتسبب في وفاة مدنيين أثناء عمليات المطاردة. ويقول أفغان إن نحو 300 شخص ماتوا بهذه الطريقة منذ آخر عام 2001. ولكن الجيش الأميركي يرفض بعض هذه المزاعم. نهج رعاة البقر ونقلت "هيومان رايتس ووتش" عن مسؤول لدى الأممالمتحدة جمع شكاوى عن عمليات أميركية في عام 2002 قوله إن الجيش الأميركي استخدم "قوة مفرطة على نهج رعاة البقر" ضد الأفغان تحول غالبيتهم إلى مواطنين ملتزمين بالقانون. ووضع الجنود أكياساً على رؤوسهم ونقلوا إلى قاعدة بغرام حيث أفرج عنهم في وقت لاحق. وقتل مزارع وأصيبت امرأة أثناء الغارة. وانتقد التقرير "القمع" أو إطلاق النار من دون تمييز أثناء عمليات الاعتقال لشل حركة قوات معادية محتملة. كما قال إن القوات الأميركية تحتجز أحياناً جميع الرجال الذين في سن الخدمة العسكرية الموجودين في محيط العملية. ورأى التقرير أن "الولاياتالمتحدة تدير منشآت الاعتقال في أفغانستان في مناخ من الحصانة شبه التامة". وفي وقت لا يعرف الكثير عن مراكز الاعتقال الأميركية في أفغانستان، دعت المنظمة واشنطن إلى أن تحدد علناً الأماكن التي تحتجز فيها القوات الأميركية والاستخبارات المركزية مشتبها بهم في أفغانستان لضمان معاملة المحتجزين طبقاً للقانون الدولي والسماح لعائلاتهم وللمحامين برؤيتهم. انقسام قبلي في وزيرستان على صعيد آخر، قال الجيش الأميركي أمس، إن سلسلة الهجمات القاتلة التي شنت على عمال الإغاثة الأفغان والأجانب في أفغانستان في الأسابيع القليلة الماضية، قد تكون بداية هجمات جديدة يشنها مقاتلو "طالبان" في فصل الربيع. في غضون ذلك، شهد اجتماع حاشد لمئات من رؤساء القبائل الباكستانية أمس، انقساماً بعدما وافق نصف المجتمعين فقط على التعاون مع السلطات الباكستانية في تعقب المقاتلين الأجانب الذين يختبئون في منطقة الحدود الجبلية مع أفغانستان. وذكرت تقارير من مقر الإدارة المدنية لإقليم وزيرستان الجنوبي المتاخم لولاية بكتيكا شرق أفغانستان، أن الاجتماع بدأ بشكل حماسي وانتهى إلى انقسام الولاءات القبلية التي أزكتها مخاوف من مواجهات دامية محتملة وشيكة. وكان الاجتماع عقد عقب تهديد الحكومة والجيش للقبائل بالتدخل بشكل مباشر إثر تقارير عدة تحدثت عن اختباء عدد من المتشددين الإسلاميين ومعظمهم من أصول أجنبية في المناطق الجبلية الحدودية بين أفغانستان وباكستان.