لندن، إسلام آباد، نيودلهي - يو بي آي، أ ف ب - كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الإنسان أن الجيش الباكستاني عمل بفاعلية على تقويض الجهود التي بذلتها الحكومة المنتخبة للرئيس آصف علي زرداري المنتخبة لتحسين حال حقوق الإنسان في البلاد، وسعى إلى زعزعة استقرارها واجباره على التنحي عن منصبه. وأفادت صحيفة «انديبندنت» الصادرة إن تقريراً جديداً للمنظمة سيفيد بأن «القوات المسلحة الباكستانية عارضت جهود انهاء تدخلها في العملية السياسية والقضائية، وقاومت محاولات لمعرفة مصير عشرات الأشخاص الذين اختفوا في اقليم بلوشستان المضطرب خلال سنوات حكم الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف». وأضافت الصحيفة أن «التقرير سيُظهر أيضاً أن المؤسسة العسكرية الباكستانية عملت ضد الرئيس زرداري في الخريف الماضي، في محاولة واضحة لاجباره على الاستقالة، بعدما اعترضت على مشروع قانون المساعدات الأميركية الذي عرض تقديم 7،5 بليون دولار للحكومة الباكستانية بسبب شروط ألحقتها الولاياتالمتحدة به، وأهمها التشديد على أن القوات المسلحة الباكستانية تقاتل الارهاب ولا تعمل على تقويض العمليات السياسية أو القضائية في باكستان». ونسبت إلى علي دايان حسن، كبير باحثي منطقة جنوب آسيا في «هيومن رايتس ووتش» قوله في التقرير إن «الجيش الباكستاني يواصل هدم النظم السياسية والقضائية في باكستان، وما زال مصمماً على مواصلة عرقلة جهود الاصلاح من أجل ضمان قدرته على الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات من دون عقاب، وذلك بعد ثماني سنوات وخيمة على الحكم العسكري وعلى رغم انتخاب حكومة مدنية جديدة». وأضاف حسن أن «الجيش الباكستاني يستمر في بسط سيطرته ونفوذه، واسكات وسائل الاعلام المحلية وتقويض المصالحة». في غضون ذلك، أفاد مسؤول عسكري اميركي بأن الجيش الباكستاني لا يطلع واشنطن على خططه قبل تنفيذ عملياته ضد مقاتلي «طالبان» على حدوده مع افغانستان. وأوضح المسؤول المتمركز في باكستان: «بنينا علاقة عملية مع قيادة الجيش الباكستاني، وننفذ معها برامج تدريب ومساندة، لكنها لا تدعونا الى مراكز عملياتها بل تكتفي بإبلاغنا عن عدد القوات التي سترسلها وطبيعة المقاومة التي يتوقع ان يواجهوها». وتؤكد تعليقات المسؤول الاميركي صعوبة التحالف بين واشنطن واسلام اباد، في حين استخدم وزير الدفاع الاميركي خلال زيارته الحالية لباكستان لهجة متأنية في تصريحاته العلنية، محذراً من خطورة معاقل المقاتلين على الحدود الباكستانية - الافغانية مع الاشادة بحملات الجيش الباكستاني في معاقل «طالبان» بإقليم جنوب وزيرستان. وأبدت الولاياتالمتحدة مرات رغبتها في ان توسع باكستان حملتها لتشمل اقليم شمال وزيرستان الذي يتمركز فيه تنظيم «القاعدة» وقوات حقاني التي تهاجم قوات الحلف الاطلسي (ناتو) والقوات الاميركية في افغانستان. لكن الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال اطهر عباس قال ان القوات المسلحة ستهتهم خلال فترة تتراوح بين ستة شهور وسنة بضمان الاستقرار في جنوب وزيرستان قبل تنفيذ حملات جديدة في مواقع اخرى. ووافق المسؤول الاميركي على ان القوات الباكستانية تعاني من نقص في القدرات، «لذا لا يستطيعون شن حملة على شمال وزيرستان حالياً». على صعيد آخر، عززت وزارة الطيران المدني الهندية اجراءات الامن في مطاراتها بسبب معلومات عن نية جماعات مقربة من «القاعدة» خطف طائرات «تنفذ بالدرجة الاولى رحلات لحساب شركة طيران اير اينديا». ويشمل الانذار كل الرحلات التي تقلع من الهند وكذلك من دول حدودية مثل بنغلادش والبوتان وبورما والنيبال وسريلانكا. وتتهم الهند جماعة «عسكر طيبة» التي تتمركز في باكستان بالوقوف خلف اعتداءات بومباي نهاية 2008، والتي اسفرت عن مقتل 166 شخصاً. وكان ناشطون اسلاميون خطفوا في كانون الاول (ديسمبر) 1999 طائرة تابعة لشركة الطيران الهندية من كاتماندو الى قندهار جنوبافغانستان. ووافقت نيودلهي في نهاية المطاف على اطلاق اربعة ناشطين اسلاميين، في مقابل الافراج عن 167 شخصاً هم ركاب الطائرة وافراد طاقمها.