صرح الرئيس السابق للمفتشين الدوليين عن اسلحة الدمار الشامل في العراق هانس بليكس في مقابلة نشرتها صحيفة "اندبندنت" البريطانية امس، ان الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق لم تكن مشروعة. وقال: "لا اقبل تبرير الحرب بحجة ان العراق خرق قرارات الاممالمتحدة فهذا لا يسوغ الحرب"، مؤكداً ان استخدامالقوة كان ان حاجة الى قرار دولي جديد. وعارض بليكس الحجج التي قدمها المدعي العام البريطاني بيتر غولدسميث واستند فيها الى ان القرار 1441 يجيز استخدام القوة لانه يستعيد قرارات اخرى اصدرها مجلس الامن بعد حرب الخليج 1991. ومع اقراره بان موضوع انتهاك العراق القرارات الصادرة منذ 1991 أمر قابل للنقاش، قال بليكس ان قرارات الاممالمتحدة "ملك" لاعضاء مجلس الامن وليس لدول معينة. واضاف ان مجلس الامن الدولي "هو المعني بوقف النار وليس اميركا وبريطانيا بمفردهما". ورداً على سؤال عما اذا كان ينبغي استصدار قرار ثان يجيز استخدام القوة قال "نعم بالطبع". وعارض النداءات الموجهة الى توني بلير للاعتذار او الاستقالة بسبب عدم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق وهي حجة استخدمتها بريطانيا لتبرير دخول الحرب. لكنه قال ان سمعة بلير السياسية تضررت. وأضاف ان "بعضهم يطالب بإحالة بوش وبلير على القضاء لكنني أرى ان العقاب على المستوى السياسي". وزاد ان "صدقيتهما تأثرت". الى ذلك، افادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أميركيين ان مهندسين روساً ساعدواً سراً برنامج الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين للصواريخ بعيدة المدى. ونقلت عن مصادر مطلعة قولها ان محققين أميركيين قالوا ان المهندسين الروس عملوا في البرنامج العراقي في موسكو وبغداد وان بعضهم كان موجودا في العاصمة العراقية حتى عام 2001. وأضافت ان المهندسين الذين قدموا المساعدة الفنية لمشروعات الاسلحة المحظورة قبل الحرب كانوا يعملون لحساب شركة خاصة وليس لحساب الحكومة الروسية. وفي نيويورك ايضاً، التقى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اول من امس المندوب البريطاني في المنظمة الدولية ايمير جونز باري. وامتنع فرد ايكهارت الناطق باسم انان عن ايضاح سبب اللقاء. يذكر ان وزيرة بريطانية كشفت اخيرا ان اجهزة الاستخبارات تنصتت على اتصالات انان ومسؤولين آخرين في الاممالمتحدة قبل شن الحرب في اذار مارس 2003. إلى ذلك، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان المعلومات التي استند اليها الاميركيون للقول ان العراق يملك مختبرات لتصنيع اسلحة جرثومية صادرة عن منشق عراقي لم تستجوبه اجهزة الاستخبارات الاميركية أبداً. وأكدت الصحيفة استنادا الى خبراء في الاستخبارات ان هذه المعلومات قدمها المهندس العراقي الى مسؤولين اجانب نقلوها بدورهم الى الاميركيين. وأنه لم يقابل أبدا اجهزة الاستخبارات الاميركية. وفي عرضه المخاطر المتعلقة بالعراق في مجلس الامن الدولي في شباط فبراير 2003 تحدث وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن وصف "مباشر" نقل عن منشق عراقي ليؤكد وجود مختبرات سرية لأسلحة جرثومية في العراق. ويحاول مسؤولون الآن استجواب المهندس الذي بقيت هويته سرية. واكتشف الاميركيون انه كان يقيم علاقات مع مسؤول كبير في "المؤتمر الوطني العراقي"، وهو تجمع لمعارضي صدام حسين شجع الاميركيين على اجتياح العراق.