اتهم الرئيس السابق للجنة الاممالمتحدة لمفتشي اسلحة الدمار الشامل في العراق هانس بليكس حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنها "ضخمت كالبائع الذي يبالغ في أهمية بضاعته" عندما أكدت في ملفها المثير للجدل الذي نشر في أيلول سبتمبر 2002 ان بامكان العراق ان ينشر اسلحة دمار شامل في ظرف 45 دقيقة. وقال بليكس ل"تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي "لم أقل أبداً انني اعتقد ان توني بلير والرئيس الاميركي جورج بوش كانا سيئي النية لكنني أرى كيف كانا يتكلمان". واضاف: "جاء في الفقرة الشهيرة من الملف البريطاني ان بعض أسلحة الدمار الشامل يمكن ان تكون جاهزة للاستخدام في اقل من 45 دقيقة". وتساءل: "حسناً، لكن أي اسلحة؟ وماذا يعني ان تكون جاهزة هل يتعلق الامر بعبوة انثراكس تلقى على شخص؟". وزاد الديبلوماسي السويدي السابق: "يمكن تأويلها بطرق عدة. لكن النية كانت التضخيم كما يفعل البائعون الذين يحاولون المبالغة في قيمة بضاعتهم". واضاف: "الناس كانوا ينتظرون افضل من ذلك من رجال السياسة الغربيين، كنا نتوقع قدراً أكبر من الصدق". ومن شأن تصريحات بليكس أن تزيد الجدل الدائر في الولاياتالمتحدة وبريطانيا حول أسباب اطاحة صدام حسين إذ انه لم يتم العثور على أي اسلحة بيولوجية او كيماوية في العراق بعد مرور نحو عشرة أشهر على اطاحة الرئيس العراقي وهو السبب الذي ساقه بلير وبوش لخوض الحرب. وقبل الحرب قال بلير ان العراق يمثل تهديداً "خطيراً ومباشراً" وانه ما زال ينتج أسلحة محظورة وان باستطاعته استخدام بعض هذه الاسلحة خلال 45 دقيقة من اصدار أمر بذلك. وقال بليكس: "قلنا اننا لم نر أي أدلة على وجود أسلحة. لقد أصدرنا على ما أعتقد التحذيرات الملائمة. ولكنهما لم يأخذاها على محمل جدي". وتابع أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الاستخبارات أيضاً. من الواضح أنهم صدقوا بشكل مبالغ فيه ما كان يقوله المنشقون العراقيون. كانوا يعتمدون على المنشقين ومعظم ما حصلوا عليه من معلومات منهم كان خاطئاً". وأدلى بليكس بهذه التصريحات في اليوم ذاته الذي كشفت صحيفة "إندبندنت اون صنداي" ان المصدر الذي كان وراء تأكيد قدرة نظام صدام حسين على نشر اسلحة كيماوية وبيولوجية خلال 45 دقيقة غادر العراق قبل سنوات وانه حصل على المعلومة من شخص آخر. واشارت الصحيفة البريطانية الى ان هذه المعلومات لا تتطابق مع القواعد العادية لتقويم اجهزة الاستخبارات، خصوصاً عندما لا تكون مدعومة بعناصر خطية. واضافت الصحيفة ان المصدر الذي كان وراء هذه النقطة غادر العراق بعد حرب الخليج الاولى عام 1991 ولم يتصل بأجهزة الاستخبارات البريطانية الا بعد رحيله. وجاءت هذه المعلومات بشكل غير مباشر من ضابط في الجيش العراقي. واوضحت الصحيفة ان مصير الضابط غير معروف ويخشى ان يكون قتل او في عداد المفقودين.