كرّست نتائج انتخابات "الثلثاء الكبير" في الولاياتالمتحدة السناتور جون كيري مرشحاً للحزب الديموقراطي الى الرئاسة، بعد هزيمة ساحقة مُني بها منافسه الرئيسي جون إدواردز ودفعته إلى الانسحاب من السباق. وتلقى كيري اتصال تهنئة من الرئيس جورج بوش، بمثابة اعتراف من الاخير بأن المواجهة اصبحت محصورة بينهما في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. فاز السناتور جون كيري في 9 ولايات من أصل 10 في انتخابات "الثلثاء الكبير" التي شملت جورجيا وماريلاند وكونيتيكت وأوهايو ومينيسوتا ورود آيلند وماساتشوستس وكاليفورنيا ونيوريوك أكبر ولايتين من حيث عدد المندوبين وفيرمونت التي اعطت صوتها للمرشح هاورد دين باعتبارها مسقط رأسه، فكانت الولاية الوحيدة التي يفوز بها. وجاء الفرق شاسعاً في النتائج بين كيري ومنافسيه باستثناء جورجيا حيث كانت نتائجه وإدواردز متقاربة. وتوجه المرشح الديموقراطي العتيد إلى مؤيديه خلال احتفالهم بفوزه في واشنطن، قائلاً: "شكراً للناخبين من الساحل إلى الساحل لجعلهم هذا التاريخ ثلثاء كبيراً بحق". وأضاف: "أعتقد أنه في عام 2004 سيتمكن الحزب الديموقراطي تحت راية موحدة من تحقيق النصر في هذه الانتخابات. وسنبني أميركا واحدة، أميركا الحرية والعدالة للجميع". اتصال بوش واجرى الرئيس بوش اتصالاً هاتفياً بكيري لتهنئته. وفي وقت تكتم البيت الابيض على مضمون حديثهما، قال كيري: "قلت له أنني أتمنى أن تدور بيننا مناظرة عظيمة في شأن مواضيع تهم بلادنا". وعلى رغم اللباقة التي قد يكونا استخدماها في الاتصال، استعد المنافسان لتصاعد المعارك الكلامية بينهما، إذ سعى كيري إلى تصوير بوش كرئيس "باحث عن توحيد الحلفاء الأثرياء في الخارج وتقسيم الأميركيين في الداخل". وتوجه إليه بالقول في مهرجان خطابي: "استعدّ. ثمة يوم جديد مقبل". وحوّل كيري الذي جمع بعد "الثلثاء الكبير" أصوات 19 ولاية، حملته البالغة كلفتها 32 مليون دولار، للتركيز على هزيمة بوش الذي قدرت موازنة حملته ب140 مليون دولار. وقال السناتور ادوارد كينيدي عن كيري امس: "إنه مرشح سوبر وسيصبح رئيساً سوبر للولايات المتحدة". ادواردز وفي غضون ذلك، أثنى كيري على فصاحة إدواردز و"صوته المهم"، متوقعاً أن يبقى سناتور كارولينا الشمالية قائداً في الحزب الديموقراطي لسنوات عدة مقبلة. وبمغادرة إدواردز، تزول العوائق امام كيري للفوز بترشيح حزبه في المؤتمر المقرر في بوسطن في تموز يوليو المقبل. وتوجه إدواردز إلى ناخبيه ليعلن من كارولينا الشمالية إنهاء حملته. وسبق ذلك كيله المديح لكيري في مهرجان في أتلنتا جورجيا، ما دفع بعدد من الديموقراطيين إلى الإعلان عن دعمهم لبطاقة كيري - إدواردز لمنصبي رئيس ونائب رئيس وإن كان جرى التداول بأسماء أخرى. ويتوقع أن تزداد سرعة عملية تسمية نائب الرئيس على رغم تأكيد كيري أنه "ليس الوقت المناسب للحديث عن ذلك". وتركز اهتمام المراقبين على نجاح كيري في تحقيق الفوز ولو كان بصعوبة في جورجيا الولاية الجنوبية والتي كانت بمثابة أفضل فرص إدواردز، وكذلك في ولايات ماريلاند على الساحل الاوسط للاطلسي وأوهايو ومينسوتا في الغرب الاوسط الصناعي. وفاز كيري بسهولة في كاليفورنيا ونيويورك وهما ولايتان ضخمتان وتسكنهما أعداد كبيرة من السكان، اضافة الى ماساتشوستس مسقط رأسه وولايتي رود أيلاند وكونيتيكيت المجاورتين لها. وتحدد في انتخابات الثلثاء الكبير موقف 1151 مندوباً في المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، اي اكثر من نصف الاصوات المطلوبة للفوز بترشيح الحزب وهي 2162 صوتاً. ولم يحصل كيري الذي نال وساماً في حرب فيتنام بهذا الفوز على اصوات المندوبين المطلوبة لاقتناص ترشيح الحزب الديموقراطي لكنه جعل من المستحيل من الناحية الحسابية البحتة ان يلحقه ادواردز منافسه الرئيسي الاخير.