يسعى المرشح الديموقراطي جون كيري إلى الاستحواذ على ترشيح حزبه للرئاسة في الولايات العشر التي يجرى فيها غداً، الاقتراع الحاسم في الانتخابات التمهيدية للحزب. وفي الوقت نفسه، أصر منافسه جون إدواردز على عدم القبول بالمركز الثاني، ما اعتبره ديموقراطيون عائقاً أمام تفرغ كيري لمواجهة حملة الرئيس جورج بوش الإعلامية المتوقع انطلاقها هذا الأسبوع. وانكب كيري وإدواردز على التحضير لآخر مناظرة تلفزيونية بين المتنافسين الديموقراطيين في نيويورك مساء أمس، خصوصاً أن نتائج انتخابات "الثلثاء الكبير" غداً توفر أكثر من نصف عدد المندوبين ال2162 المطلوب للفوز بترشيح الحزب. وتوقّع واضعو استراتيجية حملة كيري أن يحصل الأخير على نحو 1500 مندوب أي أكثر من ثلثي الرقم المطلوب، ما يجعل من المستحيل على إدواردز المنافسة. وفي المقابل، يعمل سيناتور كارولاينا الشمالية جاهداً لتبطئة تقدم سيناتور ماساتشوستس ولو كان عاجزاً عن التفوق عليه، في محاولة لتبرير استمراره في السباق. ومع ازدياد الضغوط على إدواردز، أكد الديموقراطيون استعدادهم لموجهة حملة الرئيس بوش التلفزيونية البالغة موازنتها مئة مليون دولار، معتبرين أن عملهم سيكون أكثر فاعلية متى تحددت هوية مرشحهم. وقالت دونا برازيل مديرة حملة آل غور لعام 2000: "ليس الوقت مناسباً للحزب للاستعداد لتوجيه الحملة ضد بوش، فهذا هو يوم الحساب". واعترفت بأنه في حال فاز إدواردز في جورجيا وأوهايو ومينيسوتا، فإن ذلك "سيبرر استمراره في السباق". وأعلن إدواردز من نيويورك عزمه تمضية مساء الثلثاء في أتلانتا بعدما بدأ حملته الجمعة في مينيسوتا والسبت في جورجيا وأوهايو، الولايات الثلاث التي يعوّل عليها للتقدم على كيري. ويتوقع أن يشارك الجمهوريون والمستقلون في انتخابات جورجيا الديموقراطية التمهيدية، كذلك في مينيسوتا حيث يسيطر الناشطون وأتباع حاكم فيرمونت السابق هاورد دين على اللجان التحضيرية. إلا أن كيري يتمتع في جورجيا بدعم كبير من الأفارقة الأميركيين الذين يقفون خلفه أيضاً في ميريلاند. كما حصل على دعم شبه مؤكد من مؤيدي منافسيه السابقين ريتشارد غيبهارت وويسلي كلارك، إضافة إلى دعم السناتور إدوارد كينيدي. ويبدو كيري أقل قلقاً في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وماساتشوستس وكونيكتيكت ورود آيلاند وفيرمونت، فيما يسعى المرشحان دينيس كوتشينيتش أوهايو وآل شابتون الناشط النيويوركي إلى تفادي الإحراج في الولايتين اللتين يتحدران منهما، إذ نجح كيري بعد حملة دامت يومين في كاليفورنيا بالحصول على دعم حاكم نيويورك السابق ماريو كوومو وابنه أندرو الذي عمل في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون. وقال إدوارز: "أنا قريب منه جداً"، رافضاً الاعتراف بنتائج استطلاعات الرأي التي توقعت تفوق كيري في انتخابات غد. وناشد السناتور عن كارولاينا الشمالية منظمي حملة هاورد دين، تسجيل دعمهم له كما وعده المرشح المنسحب من السباق، خصوصاُ أن كثيرين منهم لم يتخذوا قرارهم بعد. وقال نك بالدك مدير حملة إدواردز: "إن دعم جماعة دين في موضع شك حالياً، يمكن أن تشكل أصواتهم فرقاً كبيراً".