أحيت مدريد ذكرى ضحاياها أمس لمناسبة مرور أسبوع على تفجير القطارات. واعتقلت السلطات خمسة مشتبه بهم آخرين بينهم اسباني واحد، فيما مثل خمسة معتقلين سابقاً امام القضاء للاشتباه في تورطهم بالاعتداءات. وتزامن ذلك مع لقاء زعيم خلية "القاعدة" في إسبانيا "ابو دحداح"، بناء على طلبه، قاضي التحقيق لابلاغه استنكاره الهجمات. وأعلنت الحكومة رفع السرية عن تقارير اجهزة الاستخبارات، وحملت الاخيرة مسؤولية العجز عن حماية البلاد. اعتقلت السلطات الاسبانية أربعة مشتبه بهم جدداً، فيما نظمت مراسم تأبين في محطة أتوتشا، اكبر محطات العاصمة، في ذكرى مرور أسبوع على الاعتداءات، شارك فيها ركاب كانوا على متن القطارات الأربعة عند وقوع التفجيرات. وأكدت مصادر قضائية اعتقال أربعة في منطقة قلعة هيناريس وفي مدينة خيخون فيما اعتقل خامس في اوفيدو شمالاً. وجرى التحقيق معهم في مركز الشرطة الرئيسي في حي كانيلاس بمدريد الذي يضم أجهزة مكافحة الإرهاب. وقالت المصادر أن اثنين منهم من أصل مغربي وثلاثة قبض عليهم في ضاحية مدريدالشرقية ألكالا دي اينارس، مكان انطلاق ثلاث رحلات من القطارات الأربعة المنكوبة. ومن المتوقع أن يمثلوا الثلثاء المقبل امام القاضي خوان ديل اولمو المكلف التحقيق في الاعتداءات، عند انتهاء مهلة خمسة أيام المحددة في قانون مكافحة الارهاب لاعتقالهم لدى الشرطة من دون احالتهم الى قاض. وأكدت الشرطة الاسبانية أن أحد الموقوفين كان ملاحقاً من قبل الشرطة المغربية للاشتباه بمشاركته في اعتداءات الدار البيضاء، من دون الكشف عن اسمه أو عن هويته. وكانت الشرطة اعتقلت السبت ثلاثة مغاربة جمال زوغام ومحمد الشاوي ومحمد البقالي وهنديين فيناي كوهلي وسوريش كومار، كان تقرر أمس مثولهم أمام القاضي ديل اولمو في مدريد في جلسة مغلقة. وكان يتحتم ان يحضر المشبوهون الى مبنى المحكمة بحلول الساعة الخامسة، موعد انتهاء المهلة التي حددها قانون مكافحة الارهاب لاعتقالهم من دون احالتهم الى محكمة. وكان تقرر أن يصدر القاضي في ما بعد خلال الليل او صباح اليوم الجمعة، قراره في شأن ابقائهم قيد الاعتقال او اطلاق سراحهم بشروط او بلا شروط، مرفقاً قراره بمبررات حول الشبهات التي تحوم عليهم والتي قد تؤدي الى توجيه تهم اليهم. ويتهم الخمسة بالانتماء الى "الجماعة الاسلامية المغربية" التي كانت تأسست في بيشاورباكستان تحت اسم آخر عام 1993. ويقال ان زوغام هو عضو في الخلية المغربية للتنظيم المؤلفة من 8 أعضاء على الأقل. وفي ما يتعلق بديفيد كوتالييه الفرنسي الذي ارتبط اسم زوغام به والذي بدأت أمس محاكمته في باريس لعلاقته بالارهاب، قال محاميه فيليبير لوبي: "موكلي برئ بالطبع. فلا شيء ضده سوى أرقام هواتف ورحلات ولقاءات". بالتزامن مع ذلك، طلب المعتقل لدوره في هجمات 11 أيلول سبتمبر عام 2001 عماد بركات ياركاس المعروف باسم "أبو دحداح" المتهم بقيادة خلية "القاعدة" في إسبانيا، لقاء القاضي أمس، ليبدي استنكاره للاعتداءات. وكان المتهم دان تفجيرات مدريد في رسالة بعثها إلى وكالة الصحافة الإسبانية الاثنين الماضي. إلى ذلك، وجه قاضي التحقيق الاسباني الاتهام إلى الجزائري علي عمروس للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم إرهابي. وتحدثت مصادر أمنية عن عمليات بحث عن المغربيين عمر عزيزي وسعيد الشدادي اللذين وجدت أرقام هواتفهما في شقة زوغام، كذلك المغربي عمر الدغامي الذي ظهر في صورة تذكارية مع زوغام يشتبه في أنه من المقاتلين الشيشان. كما تحتجز الشرطة الإسبانية رجلاً جزائرياً اعتقلته من مدينة سان سباستيان في الباسك الذي اتهمت حكومة أثنار منظمة إيتا لانفصال الإقليم بالوقوف وراء تفجيرات مدريد. لوم الاستخبارات من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبس ان الحكومة قررت رفع السرية عن تقارير اجهزة الاستخبارات المتعلقة باعتداءات مدريد من اجل اثبات صحة المعلومات التي ادلت بها الحكومة حول التحقيق. وكانت السلطات الإسبانية رأت أن الفشل الاستخباراتي ربما كان سبب الاعتداءات عبر تأكيدها للعامة أن التحقيقات تحرز تقدماً. وزادت المعلومات عن جمال زوغام من الشكوك باعتبار أنه ترك طليقاً وبلا رقابة على رغم أنه كان معروفاً لدى السلطات كوجه من وجوه "القاعدة"، مع الإشارة إلى ان السلطات قامت في المدة الاخيرة باعادة نشر عناصر شرطة لمراقبة الاسلاميين ولغيرها من المهمات. من جهته، قال رئيس الوزراء المنتخب خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو إن الارهابيين "لن يعرفوا وقت راحة" ما إن يبسط سلطته. ووعد بتحسين التعاون بين الحرس الوطني والشرطة عبر اخضاعهما لسلطة رئيس واحد.