بالأبرة والخيط حاكت حكاية عشقها للثوب العربي الذي هجرت عالم الكومبيوتر من اجله، وفي مجاله أرست قواعد عملها الذي وضعت فيه عصارة جهدها وموهبتها لكي تصل الى هدفها المنشود، الوصول بالزي الشرقي الى أرقى عواصم الأناقة. ولأنها تعتبر الأناقة لغة شعرية تفهمها المرأة بروحها وجسدها جاءت تصاميمها قصائد جمالية تترجم أحاسيسها الأنثوية التي تفهم المرأة ومكوناتها وتعرف ما تريد. في مجموعتها التي عرضتها في فندق فينيسيا في بيروت ضمن إطار مهرجان "أعراسنا" حاولت مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم جمع قصائدها المتناثرة في ديوان واحد جاء بعنوان "قصائد أنثوية". "الحياة" التقت المصممة خلال العرض وكان الحوار التالي: ما هو جديد أمينة الجاسم؟ - جئت هذه المرة بطريقة مختلفة قليلاً عن السابق كون ما أقدمه أقرب الى دمج الحضارات مع بعضها بعضاً في محاولة جديدة لنعطي صورة مختلفة للثوب العربي يكون فيه قريباً من حضارات أخرى، تستطيع المرأة العربية أن ترتديه ليس في رمضان فقط بل في مناسباتها العادية. كما أنني استخدمت في مجموعتي الجديدة البنطلون وجعلت الثوب محتشماً وفي الوقت نفسه أكثر عملية. صممت قطعاً من ال"haute couture" بطريقة شرقية. صحيح أنني في فترة قصيرة لم أتمكن من تصميم كل ما أريده ولكنني أعطيت على الأقل صورة عما أستطيع أن أفعله وأدخلت في النهاية الخياطة الراقية على كل قطعي. لم احاول أن أخرج في بعض القطع عن الفكرة التي أقدمها دائماً في تصاميمي لكنني أعطيتها روحاً جديدة أقرب الى المرأة العصرية ومختلفة، لذلك احاول أن أبقى في ظل الكلاسيكي بطريقة أقرب الى متطلبات المرأة. ما هي البصمة التي تميزك عن بقية المصممين، خصوصاً الخليجيين؟ - قد يكون التطريز. عملي فيه نوع من الثقل الشرقي العربي، وهناك الكثيرون ممن يرون عملي يعرفون أن بصمتي واضحة في العمل. احاول أن أدخل التطريز بطريقة عربية عصرية حتى أعاصر الوقت الذي نحن فيه، وان اجذب التطريز الى اللحظة الحالية لنشعر بأن الثوب هو اللحظة وليس ثوب الأمس. هل تصممين الإكسسوارات؟ - أستخدم في عملي الاكسسوارات الثابتة وإكسسوارات مضافة تعطيه بعداً آخر. أعتمد اكسسوارات من الفضة والحجارة شبه الكريمة، وبعض القطع التي تظهر كمجوهرات، منها الدناديش وحجر الفيروز والعقيق... كما أن الالوان والخامات التي أستخدمها، فيها شفافية، وتفرض نفسها. وفي الوقت نفسه أقمشتي حالمة، إذ استخدمت الشيفون والحرير. والكثير من العارضات يشعرن وكأنهن يجلسن في مياه ملونة من شدة نعومتها وخفتها. عاصمة للموضة هذا عرضك الرابع في بيروت؟ - بيروت فيها أشياء مهمة، فهي كانت وما زالت عاصمة للموضة كما أنها عاصمة للإعلام ، وهي مدينة ديناميكية متحركة نشعر بأنها مركز أساسي في الوطن العربي يتوافر فيها كل شيء. لا تقل عواصم أخرى أهمية عنها لكن بيروت سبقت عواصم كثيرة في الإعلام وأثبتت وجودها واتمنى أن تكون عواصم اخرى مثلها، لكنني شعرت منذ انطلاقتي في بيروت ان الإعلام متوافر ومنذ زمن هي معروفة بأنها باريس العرب. متى ستتوجهين الى العالمية في العواصم الأوروبية مثل باريس وروما؟ - أضعها في مفكرتي، ولكن علي ان أثبت نفسي اولاً على نطاق الوطن العربي ويجب ان اعطي نفسي دعماً قوياً جداً لأن عمل الثوب العربي ليس سهلاً، ليس من الناحية التقنية فحسب، بل من ناحية إثبات هذا الأسلوب ودعمه بقوة. وأنا دائماً أقول إن الثوب العربي رسالة عندي أكثر مما هو زي فقط، ويجب أن نعطي عنه صورة مشرفة لأننا نقرب من خلاله حضارتنا ونثبت أنفسنا. أنا لا أزال أصمم الثوب العربي بطريقة محتشمة ولا أزال أنيقة كإمرأة عربية وأحافظ على خطوط الموضة عبر ثوبي، لهذا أرى ان الإنتشار يجب أن يتم أولاً في الوطن العربي. حدثينا عن مجموعتك الجديدة؟ - اسم عرضي الجديد "قصائد أنثوية". الذي أعتبره ديواناً يضم أربعين قطعة شعرية متناثرة هنا وهناك، من هنا اختيار الاسم... وقد حاولت هذه المرة التركيز على الأثواب بخياطتها الراقية لفساتين سهرة ذات طابع عربي. وأستعمل البساطة في تصاميمي. وأقول ان أثوابي هي السهل الممتنع... ولم اقدم فساتين الأعراس... لكنني قدمت اثواباً حالمة ضمن مجموعتي بينها واحد أبيض مع ذهبي حالم وآخر أخضر وأحمر وبني وأسود. وماذا بعد بيروت؟ - لدي في 25 أذار مارس عرض في دبي مع شركة "أوبيل" السويسرية للساعات التي طلبت مني أن أقدم عشرة تصاميم لكل ساعة. وبعدها لدي عرض في الشارقة. كما لدي عروض أخرى خلال الصيف المقبل.