قدمت مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم قبل فترة أحدث أعمالها من تصاميم العباءات الخليجية، تحت عنوان "إيحاءات"، وذلك من وحي ليالي الأفراح في الخليج. وأظهرت أمينة عادات ليالي الأعراس في السعودية التي لها تسميات عدة وتحتاج أثواباً مناسبة لها في أسلوب عصري جميل. "الحياة" التقت المصممة السعودية، وكان هذا الحوار: اشتهرت المصممات الخليجيات باللمسة التراثية "الكشكش والتطريز" هل تعتبر أمينة نفسها تقليدية؟ - كلا وذلك بشهادة زبوناتي اللواتي لا يعتبرنني تقليدية، فقد أخذت الثوب العربي وأطلقته من طوره المعتاد العادي وحاولت أن أعطيه أفكاراً جديدة ومتطورة. ودار "بريسم" للأزياء التي أملكها في السعودية تحاكي العصرية من خلال مجاراة الموضة، وفي أزيائها حركات وقصات وطريقة عمل نابعة من الموضة العالمية التي تكون متداخلة بعض الشيء فأدخلها على التراث الموجود عندنا حتى تواكب أزياؤنا العصر الحالي. ما الذي يميز تصاميمك عن تصاميم غيرك من المصممات الخليجيات ؟ - أميزه بأمور عدة عن غيري من المصممات، وأهمها التطريز الغنيّ البعيد عن الإبتذال، إضافة الى إستعمالي الحرير الطبيعي المشغول بكل أنواعه فأجمّله بالتطريز والرسوم والطباعة الجميلة وهذه من الأشياء المعروفة عندي. بالطبع هناك الكثير من المصممين يستعملون هذه المواد في أعمالهم ولكن الناس تستطيع تمييز أعمال أمينة الجاسم عن أعمال غيرها. ما هي المشكلات التي تواجهينها في مجال التصميم والخياطة النسائية، سواء مع المتخصصين أو الأيدي العاملة أو الزبائن ؟ - الأيدي العاملة عندنا في السعودية كلها أجنبية. وهناك صعوبة في احضار هذه الأيدي مع ما يرافقها من معاملات، وهذا ما يصعب علينا العمل. أما من ناحية الزبائن فمن الطبيعي أن تكون هناك "مناوشات" مع بعضهن لكي نقرب وجهات النظر بين طريقة العمل والزبونة. ثوب "الحنة" رأينا في عرضك الأخير عباءات تقليدية مع بعض الخطوط العصرية، هل يتقبل المجتمع هذا النوع من العباءات والتخلي عن العباءة السوداء التقليدية؟ - العباءة السوداء هي الكلاسيكية التراثية، لأنها عباءة المرأة في الصحراء أو عباءة المرأة في القبائل الموجودة في شبه الجزيرة العربية عامة، وحاولت إخراجها من الطريقة القديمة والتقليدية فاشتغلتها بألوان مختلفة ونجحت وأحبتها المرأة السعودية. ولا ضرورة لأن تظل عباءة المرأة سوداء كونها ملت منها وتريد التلوين والتجديد والتطوير، لذلك بدأت بإخراج العباءة من إطارها الأسود ووضعتها في ألوان مختلفة وتطاريز جميلة، كما أضفت إليها قصات عصرية متطورة ومبتكرة. لماذا أضفت الحقيبة كجزء مكمل للثوب مع الأكسسوارات الأخرى، الا تثقين في ذوق المرأة وإختيارها لمكملات ثوبها بنفسها أم ماذا؟ - القضية ليست ثقة أم عدم ثقة في ذوق المرأة، بل أنني صممت حقائب شرقية تتلاءم مع العباءة، فأحياناً تختار المرأة حقيبة لا تتلاءم مع عباءتها أو ثوبها، لذلك قدمت الحقيبة لتكون مكملة للعباءة ولتوفر على المرأة الحيرة في إختيارها، ومن ناحية أخرى كنت أريد أن أكون الأولى في عرض تصميم للحقيبة من التراث السعودي. وفعلاً لم يسبقني أحد في هذه الخطوة. من ينافسك من المصممات في السعودية؟ - لدينا الكثير من السيدات اللواتي يعملن في مجال تصميم العباءات، ويبقى لكل واحدة منهن ذوقها الخاص وأسلوبها المختلف عن غيرها، من هنا نستطيع أن نميز عمل الواحدة عن الأخرى من خلال بصمتها الواضحة في عملها. لم نرَ في عرضك الأخير فستاناً للعروس، هل هذا يعني أنه سيأتي يوم تحل الجلابية مكان الفستان الأبيض في ليلة الزفاف؟ - بل على العكس، الفستان الأبيض يبقى الأساس وكان موجوداً في العرض ولكنه لم يظهر كالفساتين التقليدية المعروفة عندكم. فقد قدمت فستاناً أخضر وهو ثوب "الحنة". فلدينا في السعودية ليال للفرح مختلفة التسميات وليس يوم واحد. هناك أيام الغمرة والحنة والصباحية التي تكون تتمة للزواج وترتدي فيها المرأة أثواب الليالي، وترتدي العروس في ليلة الحنة الكبيرة الثوب الأخضر والذهبي وكل المدعوات يرتدين أثواباً عربية، وتكون العروس أمام الناس مثل الملكة وهذا تقليد وتراث. كل هذه الأثواب مكملة للثوب الأبيض. حتى في ليلة الزفاف ترتدي العروس فستاناً أسود أو زهرياً وتخرج مرة ثانية وترتدي الثوب الأبيض ويأتي العريس ويأخذها. وعندما نقدم عروض الأفراح الموجهة الى دول الخليج يجب أن تكون فيها الملابس المكملة للثوب الأبيض لأنه ليس الوحيد عندنا. قدمت تشكيلة فاخرة جداً من العباءات، فهل هذا النوع يناسب كل اذواق النساء الخليجيات ؟ - منذ بدايتي لم أشتغل في العباءة الشعبية، وحاولت أن أخرج الثوب العربي من الحال الشعبية التي تسمى الجلابية الى ثوب عربي يتميز بفخامته ورقيه وأعطيته نفحة مختلفة، لأنني أحب أن أضفي على جمال المرأة جمالاً وأنوثة. وأنا لا أقدم تصاميم عملية للأيام العادية بل للسهرة أو لإستقبال الضيوف المميزين في البيوت. أي أقمشة تفضلين لإظهار الثوب في شكل يرضيك؟ - عادة أستعمل الأقمشة الناعمة والجميلة التي تظهر أنوثة المرأة وتعطيها الشفافية، ومعظم الأقمشة التي احب إستعمالها هي الشيفون والحرير، لذلك سميت دار الأزياء الخاص بي بريسم أي الخيط الحرير، وأفضل أيضاً التعامل مع المخمل والموسلين وألأروغانزا الذي يعطي شكلاً مميزاً لجسم المرأة.