توجهت مصممة الأزياء الكويتية أديبة المحبوب منذ خمسة عشر عاماً، نحو الاحتراف. ولأن لا معاهد متخصصة في الكويت عملت على تنمية موهبتها بالتجربة فكانت تصمم الأزياء لأخواتها وصديقاتها اللواتي كنّ يستشرنها في مناسباتهن. إلا أن حلمها في أن تكون مصممة أزياء دفعها لمواجهة بعض الصعوبات في شق طريقها حتى افتتحت محترفها الصغير في الكويت الذي اعتبرته حقل تجارب لصقل موهبتها قبل انطلاقها الى عالم الموضة خارجه. وهكذابعد نحو خمس سنوات من التجارب بدأت ثمار أعمالها تظهر، فقدمت أول عرض أزياء في الكويت وكان مفاجأة ناجحة في مسيرتها ما دفعها للكفاح والاستمرار متحدية بموهبتها أهم مصممي الأزياء في العالم العربي. وجالت أديبة بتصاميمها عواصم عربية عدة حتى وصلت الى عاصمة الأزياء العربية بيروت حيث التقتها "الحياة". ماذا قدمت أديبة المحبوب للمرأة الكويتية خلال خمسة عشر عاماً؟ - أحرص على تقديم كل ما هو مبتكر وجديد من حيث القصة والألوان، كما أنني أعمل على ابتكار خليط متجانس في تصاميمي بفن راقٍ وكلاسيكية. خرجت من حدود الكويت الى العالم العربي. ما هي خطواتك للوصول بأزيائك الى الغرب؟ - أحلم بالوصول الى كل أقطار العالم حاملة معي موهبتي التي فيها شجن وحب وحس عربي، لأنني لا أعرض أزيائي على أنها أثواب فقط بل فن وموهبة، فأنا أشعر بما أصمم وأعيش مع أفكاري لحظة بلحظة. ما هي خطوطك للموضة هذا العام؟ - أحب الأزياء الكلاسيكية التي ترافقها الفخامة والبساطة، فدائماً أبحث عن "الموديلات" الفخمة البسيطة فلا يأتي عملي معقداً أو غريباً بل كل أزيائي فساتين مريحة تستطيع أي امرأة ارتداءها بأناقة ومن دون عريّ، فأنا أحب أن ألبس المرأة الفستان الأنيق والمحتشم. ولا أرى الموضة إلا بما يناسب شخصية المرأة، فالقماش الشفاف أو الشيفون والحرائر هي السائدة هذا الموسم ولكنها إذا لم تكن يليق بشخصية المرأة التي اصمم لها قد ابتعد عنها الى ما يستطيع أن يبرز جمالها وأناقتها. لكنك ابتعدت عن الأزياء التقليدية الخليجية وصارت أكثر عصرية. هل تقبّل المجتمع الخليجي هذا النمط الجديد؟ - أصمم أزياء السهرات والأفراح، ونادراً ما تكون أفراحنا مختلطة لذا تكون لدينا راحة أكثر في اقتناء الأزياء العصرية. وتحب المرأة في مناسباتها اغقنتاء فستان مميز يختلف عن الفساتين العادية وقد لا يكون محتشماً جداً وليس عارياً في الوقت نفسه بل فيه اناقة وذوق وإلا فأنه سيكون كما العباءة. أين تضع أديبة نفسها بين المصممين الكويتيين؟ - حالياً أعتبر نفسي من الأوائل في الكويت. من أشهر الشخصيات التي تعاملت معها وألبستها؟ - معظم زبائني من الشخصيات المهمة في الخليج ومن الطبقة الراقية والفنانات وأذكر منهن المطربة نوال الكويتية ومرام ومعظم المذيعات الكويتيات. هل تعتقدين بأن الاسم المشهور هو الذي يصنع المصمم أو العكس؟ - الاثنان يشهران بعضهما بعضاً لأنه عندما يلبس المصمم فتاة مشهورة يعطيها لمسة من الجمال ورونقاً زائداً وأيضاً عندما تلبس فتاة عادية من أعمال مصمم مشهور تضيف الى نفسها نسمة ذوق وجمال. هل هناك دعم حقيقي للمصممة الكويتية؟ - لا يوجد دعم مادي رسمي للمصممة الكويتية إلا أن وزارة الإعلام تهتم بنا إعلامياً وتغطي معظم نشاطاتنا في التلفزيون الكويتي وهذا دعم بحد ذاته فنحن واجهة بلدنا. تختلف الخياطة عن تصميم الأزياء هل تعلمت الخياطة لتطوري أزياءك أكثر؟ - تترجم الخياطة ما أرسمه من تصاميم، ولكنني لم أتعلمها، ولكن مع المتابعة صار لدي خبرة في الخياطة وهذا ما ساعدني كثيراً في التصميم. فأثناء رسم "الموديل" أعرف إذا كانت فكرتي هذه تنفذ أم لا وعرفت كيف أرسم القصات وأدخل قطعة مع قطعة أخرى. ما هي أنواع الخامات التي تستخدمينها؟ وأي أنواع تفضلين؟ - أعتمد الأقمشة الراقية ومعظمها هذا الموسم من "فالنتينو". فعندما أجهز لعرض ما أقوم بجولة الى إيطاليا وفرنسا والهند والصين وشرق أسيا وابحث بين الأقمشة على أنواعها والأهم جديد الصناعة فيها وبعدها أنتقي ما هو الأفضل لي وفق التصاميم التي أريد تقديمها. أين عرضت أعمالك؟ وكيف ترين صداها؟ - العرض الذي أقمته في بيروت هو السابع لي وكنت عرضت في قطر والبحرين وثلاثة عروض في الكويت. قبل عام عرضت في بيروت واليوم أقدم عرضي السابع في بيروت أيضاً. وأعتبر أن بيروت هي المحطة الأهم وهي التي تؤمن لي الشهرة لأنها مدينة الأناقة والأزياء والموضة في العالم العربي والذي ينجح فيها يربح بطاقة دخول الى كل العالم. هل تغيرين تصاميمك عندما تعرضين في بلاد مختلفة؟ - بالطبع احتاج الى التغيير، ولكنني ألتزم بقناعاتي العربية كوني أنطلق من الكويت ومن مجتمعي الخليجي لذا أبقي على الطابع الخليجي في معظم التصاميم من خلال القصات وطريقة اللباس. حتى العروس تكون خليجية. لهذا أعتبر أنني أدخل عاداتي وتقاليدي بفخامة وشياكة ولا ابتعد عن الكلاسيكية التي أحب. تفكرين في العالمية والبعض يقول إن العالمية تحتاج الى تصاميم فيها بعض العري والأقمشة الشفافة. هل أنت مستعدة لتقديم هذا النمط من الأزياء؟ - أنا أعبر بتصاميم تشبه مجتمعنا الشرقي وفيها روح الأنوثة، وأوكد لك ان الغرب والأوروبيين يهتمون كثيراً بأزياء مناسباتهم فإذا لاحظت لباس السيدات الغربيات تجده كلاسيكياً ومحتشماً أي أنهم لا يعتمدون على العري. وهناك بعض المصممين اللبنانيين انطلقوا من بيروت الى العالمية وألبسوا الشهيرات لأنهم برزوا في التصاميم الكلاسيكية. لهذا ليس من الصعب عليّ أن أصل الى العالمية بتصاميمي العربية التي يحبون. ماذا بعد بيروت؟ - بما إنني امتلكت مفتاح الدخول الى العالمية من خلال نجاحي في بيروت بدأت أحضر لعرض سأقيمه في باريس ومنها أتوجه الى العالم ليشاهد الفن العربي الراقي. كما أنني أحضر لعرض سأقيمه خلال فصل الصيف في مصيف بحمدون في لبنان، وفي تشرين الأول أكتوبر سأشارك في مهرجان الأزياء في دبي. من هنا أعتقد ان خطوة الألف ميل بدأت.