انطلق المصمم اللبناني خالد المصري في تصميم عباءاته الشرقية من وحي الحروف الابجدية العربية لإثبات تعلّقه بجذوره ... 45 عباءة محدّثة على شكل فساتين سهرات ارتدتها احدى عشرة فتاة من وكالة نضال بشراوي. وجّه المصمم من خلالها رسالة الى السيدات اعتبرها تعريفاً لما يقدمه من ازياء ربما هي شرقية النظرة والألوان والإيقاع. وفي رسالته حاول تفسير اصراره على تسمية احدث ابتكاراته ب"أبجد هوز"، فقال: "رسالة ألف باء اللغة العربية أ - انتماء. ه - هوية. م - ما تبقى منها يشغلني في أبجد هوز تلمس لفني وأحكيها حروفها وأنطقها أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت تثخذ ... وتخرج امرأتي من الميم لتلتف بجسمها الأسمر النابض على النون والقاف معانقة الأشقر الذهبي، واضعة النقاط فوق كل الحروف". 45 أسلوباً من العباءات والفساتين اختلفت في بعض جوانبها إلا انها توحدت في تطريز حروف الأبجدية على اكمام العباءة او ظهرها او على اطراف التنورة الطويلة وطغى انعكاس التطريز على الأبيض والأسود والفضي واللون البنفسجي الذي ركز عليه في شكل كبير، فعندما يكون الأبيض هو الأساس كثوب العروس مثلاً يحتل البنفسجي ألوان التطريز. ولم يستعمل خالد المصري في تصاميمه المطرزة تطريزاً بالخيوط المقصبة بل خطط قماشاً على شكل احرف احيطت بها خيوط لمّاعة على الاطراف ولم تعد العباءات الشرقية تلك الأثواب المحتشمة التي تصلح للمناسبات المختلطة بل تطورت لتصير كأثواب عصرية غربية بلمسة شرقية من حيث اللون وأنواع القماش وبعض القصّات الشرقية، لأن الشفافية كان لها النصيب الأكبر بين التصاميم. فالقماش شفاف من تحت الأكمام وأحياناً عباءات من دون اكمام "موضة جديدة" وخيطان توصل الظهر بالصدر. واعتمد خالد المصري على الفتحات والقصّات القليلة، حتى التنانير كانت ملفوفة لفّاً خطوط طول وعرض، إذ لم يقص القماش بل اعتمد على لفّه معظم الأحيان، وهذا ما ظهر في الكثير من الأزياء، كما انه أدخل لون السومو مع كمية قليلة من الأحمر، ولم يستعمل اللون الأسود وحده بل داخله مع البيج او بعض الخيوط اللماعة ليقدم به تطريزاً وأحياناً يطرّز بالقماش الأسود. وقدّم بعض التصاميم عباءات بأسلوب ليس بجديد إنما أعاد إحيائها بتقديم سراويل طويلة فضفاضة كأزياء القصور البغدادية القديمة من اساطير ألف ليلة وليلة. وشكّل الإكسسوار المستوحى من التراث الشرقي الذي صممته ميساء سلطان خصيصاً للعباءات، فارقاً مميزاً أضفى على التصاميم لمسة أنثوية برّاقة زادت لمعان الخيوط المقصّبة على الحروف وأعطت جمالية شرقية منوعة لبعض التصاميم، خصوصاً التي لا تعتمد فيه القصّات المختلفة. صفحة جديدة طواها المصمم خالد المصري في تاريخ تصاميمه الحديثة لينطلق منها الى صفحات شرقية مقبلة.