يؤكد النقاد والموسيقيون أنها ليست مطربة ولا حتى مغنية وقد يعتمدونها من باب المجاملة مؤديةً، ومع ذلك يهرولون إلى حفلاتها ويتسمرون أمام أغنياتها المصورة... وعندما يتكلمون يقولون العكس، وفي الفترة الأخيرة قامت بنشاطات عدة أثارت المزيد من الجدل، آخرها اطلالتها في"معرض بيروت العربي - الدولي للكتاب"الذي سرقت فيه الأضواء وخلقت نقاشاً بين الإعلاميين... وما إختيارها لتكون سفيرة الإذاعة البريطانية للثقافة سوى تأكيد إضافي على قدرتها على جذب اهتمام الجمهور. خلال مشاركتها في إفتتاح معرض الكتاب التقت"الحياة"المغنية اللبنانية هيفاء وهبي وكان معها هذا الحوار: لماذا اختارتك"بي بي سي"لتكوني سفيرتها في معرض الكتاب؟ - يجب سؤالهم هم لماذا إختاروني. انا عليّ ان اقدم الرسالة التي عهدت إلي على اكمل وجه، ويسعدني ان اكون جسراً الى الأجيال الشابة التي تحتاج الى تعلم اللغة الانكليزية من خلال الكتب او الكاسيت... وشباب اليوم مطالبون باتقان لغات عدّة، بينها الفرنسية والألمانية وغيرها... قبولي تمثيل"هيئة الإذاعة البريطانية"في معرض الكتاب في بيروت، مساهمة متواضعة مني في دفع الناس لتعلم اللغات الأجنبية. والثقافة هي وراء بناء المجتمعات المتطوّرة، وهي الجسر الحضاري الذي يربطنا بالمجتمعات الأخرى. سفيرة جمال وسفيرة ثقافة... لماذا هيفاء وهبي بالذات؟ - هذا السؤال جوابه ليس عندي. ربما إذا أحب الإنسان شخصاً سواء كان فناناً او غير فنان يستمع إليه. مثلاً اذا قلت لمن يحبني"عليك الإمتناع عن التدخين"من الممكن ان يقلع عن التدخين... وفي هذا الإطار يمكن ان يكون تأثيري في شعبية معينة، او في جمهور من الشباب الذي يحبني ليتعلم اللغة الإنكليزية. الأستديوهات اتعبتني قليلاً لماذا تأخر اصدار البومك الثاني؟ - صراحة تأخر الألبوم ناتج من أسباب عدة: اولاً لأن الأستديوهات اتعبتني قليلاً. توزيع أغنيات استغرق وقتاً طويلاً، واحياناً لا أستلم الأغاني الجاهزة في المواعيد المحددة. لهذا احتاج التحضير الى كل هذا الوقت الطويل. إضافة الى أنني سلمت الألبوم الى"شركة روتانا"المنتجة لأعمالي، منذ مدة لإصداره، لكن روزنامة اصدارات فنانيها كانت متعددة، وارتأت الشركة تأخير موعد إصدار ألبومي قليلاً. وانا أؤيد هذا الأمر لأنني لا أجد ضرورة أن يستعجل الفنان ويصدر ألبوماً كل ستة اشهر. علينا اصدار الألبوم عندما نشعر ان الوقت قد حان. يقال ان هناك خلافاً بينك وبين شركة روتانا ومن المحتمل ان تتركيها هل هذا صحيح؟ - ليس هناك خلاف بالمعنى الصحيح للكلمة. وقد يكون بعضهم سمع ان عقدي مع روتانا شارف على نهايته، ففكر أن خلافاً نشب بيننا. أؤكد أن الأمر غير صحيح. هل سيتجدد العقد مع روتانا؟ - ان شاء الله اذا كانت الظروف مؤاتية. ألست أكيدة من الأمر؟ - ليس هناك شيء أكيد في هذه الحياة. "ثلاثة... بواحد!" تقدمين في فيديو كليب جديد أكثر من أغنية... لماذا اخترت هذا الأسلوب الجديد؟ - اعتمدت فكرة تصوير ثلاث أغنيات من ألبومي في كليب واحد، ليس توفيراً للنفقات بل لأقدم شيئاً جديداً. إنها تجربة قد يخشى بعضهم من الإقدام عليها، وقد لا يفكر فيها أحد. أعجبتني الفكرة عندما طرحها عليّ المخرج هادي الباجوري واخترت ثلاث أغان من ألبومي المقبل. كل أغنية مختلفة عن الأخرى واظهر في كل مشهد بشخصية مختلفة أيضاً. هل الكليب يشبه فيلم سينمائي صغير؟ - هذا ما نطرحه بالضبط ونسعى إلى تحقيق سيناريو لا يشعر المشاهد فيه بالانتقال المفاجئ من شخصية إلى شخصية ليكون العمل المصور متناغماً حتى في النقلة الموسيقية. يقال إن الفيديو كليب هو سر نجاحك ولولاه لما وصلت إلى الناس، هل تؤيدين هذا الطرح؟ - من وجهة نظري أعتبر أن الفيديو كليب يوصل الأغنية في شكل أسرع إلى الناس، في عصرنا... ويساهم في تحقيق النجومية. لكن الأهم منه هو حضور الفنان وجمال الأغنية نفسها ومدى تقبل الناس لها. ما حلّ في مشروع الفيلم السينمائي الأميركي الذي كنت ستشاركين ببطولته؟ - لا يزال المشروع قيد الدرس من جهتي، ولا تزال المشاورات قائمة مع المنتج العالمي إيلي سماحة... وهو اكد عزمه على أن يخوض معي تلك التجربة التي سأشترك فيها مع النجم انطونيو بانديراس والمطرب وائل كفوري، اضافة الى مجموعة من نجوم هوليوود. لكن حتى الآن لم يتحول الأمر الى فكرة جدية بالنسبة إلي. دروس مكثفة بالانكليزية هل أنت مستعدة لخوض تلك التجربة؟ - خضت منذ فترة دورة دروس مكثفة باللغة الانكليزية، ولا أزال أتابعها إضافة الى التدرب على اللهجة الاميركية... ولدي امام ذلك موهبة فائضة أعتبرها كالكنز تحتاج الى فرصة توازي قوتها، واعتقد ان هذا الفيلم سوف يلقي الضوء عليها في شكل لافت. نلاحظ أن طموحك متزايد الى العالمية؟ - أؤمن ان كل انسان في هذه الحياة سيحصل على حقه. وأنا ممن حالفهم الحظ في الوصول الى مراحل متقدمة من النجاح... وقد توسعت لتصل الى ابواب العالمية إن شاء الله. إلا ان هذا الأمر يزيد من حجم التحدي، ويجعلني أمام مسؤوليات أكبر. هل تندمين على شيء خلال العام 2004؟ - الندم الوحيد الذي أفكر فيه هو أنني لم أبدأ في الغناء قبل الآن. ولو كنت أعلم ان الناس سيقبلونني، وأصل الى هذه المرحلة لكنت دخلت مجال الفن منذ زمن طويل. وهدفي في النهاية أن أقدم بسمة من خلال أغنياتي لا أكثر ولا أقل. هذه السنة كانت جميلة في تجربتي الفنية وحفلاتي واستقبلت في بلدان كثيرة. واستضافتني محطات عربية وعالمية عدة مثلRT الالمانية وCNN ومحطات مصر ودبي ولبنان... بالتأكيد كلها امور رائعة لم اكن أحلم بها، والله أعطاني اكثر مما أستحق. ألم ترتكبي أخطاء على الإطلاق؟ - حصلت معي أمور ليست بمعنى الندم، بل بمعنى التراجع عن الفكرة. مثلاً لو أنني أعدت تسجيل بعض الأغنيات التي أديتها في السابق لصارت أجمل. إذا أعدت تسجيل ألبومي الاول اليوم، أعتقد انه سيكون أجمل. وكنت تشجعت لكي اتدرب على صوتي، وأتعلم مخارج الحروف... وهذا لا أعتبره ندماً، لأن الندم أن تعرف خطأك ولا تصلحه... وأنا لا اندم على شيء فعلته.