حققت نوال الزغبي نجاحاً مدهشاً، خلال عقد من الزمن. وصارت ظاهرة في كثير من المجتمعات العربية، الباحثة عن التشويق والجديد. التقت"الحياة"المغنية اللبنانية في القاهرة، وكان هذا الحديث عن النجومية والشهرة والنجاح، وعن ألبومها الاخير"عينيك كدابين"ومسائل أخرى. بعد كل هذه النجومية والنجاح والشهرة... بماذا تفكرين؟ والى اين تصل احلامك؟ - مع بداية دخولي عالم الفن والغناء اتخذت قراراً بألا تقف احلامي وتطلعاتي عند حدود معينة، لذلك تجدني أحب التجديد والتنوع واختيار فن نظيف هادف يسعدني ويسعد جمهوري الذي احترمه وأقدره، والحمد لله أغنياتي تضم معاني واهدافاً واضحة المعالم وبأسلوب يليق بثقافة وفكر الجمهور. اسلوبك هذا يعني بذل مجهود مضاعف من أجل الوصول للافضل؟ - هذا صحيح وتجدني دقيقة للغاية في اختياراتي واعرف ان مهمة الاختيار شيء صعب وشاق لكنني لا اتعب أبداً واظل ابحث عن الجديد في كل شيء. دقة شديدة وما العنصر الفني الذي تهتمين به اثناء الاختيار؟ - أهتم بكل العناصر. عند اختياري الكلمات اراعي الحالة الوجدانية والانسانية التي اقدمها، إضافة الى التركيز على مخارج الحروف... وكل الاغاني التي قدمتها اخترتها بدقة شديدة، وهي تعبر عني بقوة وتعكس احاسيسي ومشاعري، ولا أقدم الا الكلمات التي اشعر بها واعيش معها، وفي اللحن اهتم بالطبقات الصوتية اثناء الغناء بحيث اقدم"الجواب"في مكانه و"القرار"في مكانه الصحيح. وهذا الأمر يحدث من خلال تفاهم كبير بين الفنان والملحن ومعرفة الطبقات الصوتية الخاصة بالمطرب الذي يتعاون معه فهذا الامر يساعد على ابراز مناطق جمالية في الصوت. في ألبومك الاخير"عينيك كدابين"قدمت 21 اغنية، فهل انت راضية عنها كلها؟ - طبعاً. والمتابع لأعمالي الفنية منذ البداية يلاحظ مدى التنوع الذي اقدمه في كل اغنية، روح فنية جديدة في كل اغنية. وانا سعيدة بكل تجاربي الغنائية لأنها تدفعني بقوة للأمام والقمة. قدمت حفلات كثيرة في العالم العربي، هل شعرت ان الجمهور في كل بلد يطلب منك أغنيات خاصة؟ - الجمهور في كل الدول العربية يحب نوال الزغبي، وهو يتجاوب مع كل اعمالي الغنائية التي قدمتها من بدايتي... حتى الآن. فرق كبير هل هناك فرق بين نوال في البداية واليوم؟ - طبعاً، يوجد فرق كبير اكتسبت خبرة ونضجاً كبيراً في حياتي الفنية، واصبحت على دراية كاملة باختياراتي وكيفية التعامل مع الجمهور. المهم في كل هذا ان أكون تلقائية وطبيعية. إذا تغير اسلوب الأغاني السائد حالياً هل تنتقلين إلى أسلوب جديد؟ - بالتأكيد. التطوّر والتأقلم من السمات التي تؤكد على ذكاء الفنان وقدرته على مواكبة عصره. ابتعدت عن الساحة الغنائية لأكثر من عامين ثم عدت من خلال ألبومك الجديد"عينيك كدابين".. لماذا كان هذا الابتعاد؟ - لم ابتعد عن الساحة الغنائية الا لموسم واحد فقط لأنني قدمت ألبوم"اللي اتمنيته"العام 2002. وهذا العام قدمت ألبوم"عينيك كدابين"، وبالتالي لم اغب الا عام 3002 وبصراحة فضلت وقتها التأني في الاختيار كي لا اقدم"أي فن والسلام". تشعرين بالخوف لدى ظهور مطربات جديدات؟ - ابداً لا اشعر بأي خوف. كل فنانة لها شكل خاص بها، يميزها عن غيرها من المطربات. كما أنني مطربة معروفة ولي تاريخي الفني، وارشيف غنائي كبير يمتد لأكثر من عشر سنوات... هذا الارشيف الغنائي يدعمني في مسيرتي ولدي جمهور يزداد كل يوم. هل صحيح أن الفيديو كليب اصبح من أهم شروط نجاح الأغنية؟ - اتفق مع هذا الرأي، لكنني اقترح تعديل صيغة السؤال. لنقل إن الفيديو كليب اصبح من العناصر المساعدة لنجاح الأغنية. لا يمكن ان نغفل اهمية الكلمة واللحن والتوزيع والأداء الصوتي والمشاعر والأحاسيس التي يقدمها المطرب... كلها عناصر مهمة. ولا أنكر أن"الفيديو كليب"اصبحت له سطوة كبيرة في عالم الغناء. فالناس تتابع باهتمام بالغ الفضائيات، وبات من الضروري ان يصور الفنان اغانيه كي يصل الى الناس بأسلوب جميل ومعبر، وللعلم الافلام الاستعراضية زمان كانت أحد اشكال الفيديو كليب. هل تضعين شروطاً ومواصفات محددة قبل البدء في تصوير اغنياتك؟ - اهتم فقط بعدم تكرار سيناريو قدمته من قبل، لذلك تظهر الكليبات التي اقدمها وهي تحمل في مضمونها كل جديد... إضافة لاهتمامي بتقديم كليب مبتكر. حدث هذا مع كل المخرجين الذين تعاونت معهم. في أغانيك المصورة بطريقة الفيديو كليب تتمتعين بجاذبية شديدة. لماذا تخافين من دخول عالم التمثيل؟ - لا يوجد عندي خوف من التمثيل وكل الحكاية انني احب التخطيط لكل عمل اقدمه. من هنا اتمهل حتى اعثر على العمل الذي يقدمني بشكل يسعد جمهوري ويضيف الى رصيدي الفني، ولا احب تقديم عمل لمجرد ان يقول الناس انني مثلت. في ألبومك الغنائي الاخير قدمت اغنيات بأكثر من لهجة عربية... - نعم، لأن التنوع في الفن شيء جميل وضروري. انا فخورة بأنني لبنانية الا انني احب تقديم كل اللهجات العربية، وأنا ضد التزام المطرب بلهجة واحدة. كما انني قادرة على الغناء بكل اللهجات العربية الجميلة. وقد حققت نجاحاً كبيراً من خلال اللهجة اللبنانية والخليجية والمصرية وغيرها من اللهجات العربية التي احبها، وأعتبر ما افعله تحية صادقة لكل جمهور الوطن العربي.