حقق المطرب الإماراتي الشاب حسين الجسمي في فترة زمنية قصيرة ما لم يحققه غيره من الفنانين في سنوات طويلة، وذلك بعد نجاح ألبومه الأول الذي قدّمه بعنوان "قاصد". واللافت ايضاً في هذا الألبوم ان معظم اغانيه من ألحان أبرز نجوم الأغنية الخليجية امثال محمد عبده وأصيل أبو بكر وفايز السعيد. وإضافة الى موهبته في الغناء لحّن الجسمي اغنية "مشكلتي" للمطرب راشد الماجد. "الحياة" التقت المطرب حسين الجسمي وحاورته عن فنه: كيف كانت بدايتك الفنية؟ - لم تكن فكرة الغناء واردة في بالي، ولكن أصدقائي كانوا يشجعونني دائماً على خوض هذه التجربة، فاشتركت في برنامج "اختيار المواهب" عام 1998 على قناة ART، وكان الفائز فيه ينتقل الى المشاركة في مهرجان ليالي دبي السنوي وأدّيت اغنيتين لفنان العرب محمد عبده "أرجع يا كل الحب" و"مساء الخير" فنجحت ومن هناك كانت البداية. لم نر لك سوى ألبوم واحد خلال الأربع سنوات الماضية لماذا؟ - بصراحة عانيت الكثير من شركات الإنتاج التي تعاونت معها الى ان وفقت بشركة روتانا التي قدمت لي كل الدعم والرعاية. "قاصد" هي الأغنية التي خصّك بها رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ماذا عنها؟ - قبل "قاصد" غنيت للشيخ زايد اغنية بعنوان "مسيرة الحرب" قدمتها امامه في مهرجان التلفزيون الذي نظم لمناسبة عودته سالماً من رحلته العلاجية، اما غنائي قصيدة "قاصد" فكان من طريق الملحن علي كانو الذي عرض الفكرة، فسمح لنا بتنفيذ العمل وكانت تجربة رائعة وجعلتها عنواناً لألبومي. جمعك مع فنان العرب محمد عبده تعاون في أغنية "الترف" كيف حصل هذا التعاون؟ - الفنان محمد عبده قيمة فنية وتعاوني معه وسام شرف أعلقه على صدري، وقد حصل ان التقينا في القاهرة اثناء تسجيل شريطي الغنائي، وعندما أسمعته صوتي اعجب به وأهداني اغنية "الترف" التي سبق وقدمها في حفلات عدة ولكنه لم يسجلها بصوته، وهنا استغل الفرصة لتوضيح معنى عنوان الأغنية فالترف هي كلمة سعودية في الأصل ومعناها "الجميل" و"البهي". اللافت في ألبومك الأول ان عدداً من الأغاني من ألحان فنانين معروفين امثال محمد عبده وأصيل ابو بكر وفايز السعيد، فهل هذا عدم ثقة بغيرهم؟ - لا أبداً، فأنا قدمت في شريطي "قاصد" ملحناً وشاعراً جديدين تماماً في الساحة الفنية ولم يسبق لهما ان قدما اي اغنية لأي مطرب، كل ما في الأمر ان المطربين الآنف ذكرهم يتمتعون بحس فني عالٍ وألحانهم رائعة، لذلك احببت ان اقدمها بصوتي. الى جانب الغناء قدمت لحناً للفنان راشد الماجد في اغنية "مشكلتي" فهل تعتبر نفسك ملحناً؟ - لا أبداً، أنا لا أرى نفسي ملحناً محترفاً، انما أشعر في بعض الأحيان بكلمات إحدى الأغاني فأبادر الى تلحينها، أو ربما اشعر بجملة لحنية او بنغمة في داخلي فأسارع الى ترجمتها موسيقياً على الأورغ، ولكن الأمر لا يتعدى كونه مجرد هواية. وكيف تم اللقاء بينك وبين راشد الماجد؟ - التقينا صدفة في مصر في شهر رمضان الماضي وكنت أبحث عن اغنية اقدمها في مهرجان "اهل المغنى" الذي اقيم في دبي بتنظيم من شركة روتانا، وكان راشد يستعد لتسجيل البومه الجديد، فالتقينا على الإفطار وبعد ذلك أسمعني بعضاً من اغاني ألبومه الجديد وأسمعته بدوري بعضاً من ألحاني فأعجب بلحن "مشكلتي" وطلبه فقدمته له، وبعد ذلك طلبت منه لحناً لأغنية "ضيعتني وياك" التي قدمتها في مهرجان "أهل المغنى" ثم سجلتها لاحقاً ضمن ألبوم منوعات من إنتاج روتانا. وهل صحيح ان لحن "مشكلتي" وضع قبل تأليف كلمات الأغنية؟ - نعم صحيح، فعندما اسمعت راشد الماجد لحن الأغنية لم تكن كلماتها قد وضعت بعد، ومن شدة اعجاب راشد باللحن اخذه مني وطلب من الشاعر ابراهيم جمعة ان يضع كلمات على اللحن. تغني الأغنية التراثية والفولكلورية الإماراتية، هل ترى نفسك فيها؟ - انا شديد التمسك ببيئتي وعاداتي وتقاليدي، وأحرص على تقديم اللون الخليجي في اغاني ولكنني الى جانب ذلك قدمت اللون المغربي كما قدمت الأغنية الكلاسيكية، اضافة الى انني قدمت اغنية تحمل موضوعاً انسانياً بعنوان "الكبر لله" فالتنويع مهم جداً بالنسبة الى الفنان مع المحافظة على الأصالة في نوعية الأغاني. ولكن ألا ترى ان من الصعب على الأغنية الخليجية الغارقة في المحلية ان تصل الى الجمهور في العالم العربي؟ - ولماذا لا نوصلها؟ الفنانة نجوى كرم حملت راية الأغنية اللبنانية بمختلف ألوانها وطافت بها انحاء العالم العربي، كذلك كاظم الساهر أوصل الأغنية العراقية الى الجماهير العربية كافة، فإذاً الفنان هو سفير بلاده في اغانيه، وأنا كفنان اماراتي مطالب بإيصال التراث الإماراتي عبر اغانيّ الى كل أذن عربية. حققت في فترة زمنية قصيرة ما لم يحققه غيرك في سنوات طويلة، ألم يثر ذلك غيرة البعض وحسدهم؟ - تعرضت لمضايقات وحروب كثيرة، ولكنني تخطيتها وطالما أنني واثق من نفسي ومن جودة اعمالي، فلن يهمني احد من الحسّاد الذين يقضون وقتهم في الثرثرة بدل ان يجتهدوا في اعمالهم ويقدموا الأفضل لجمهورهم. برأيك من هو مطرب الإمارات الأول؟ - لكل فنان لونه وشخصيته الفنية، لذا لا يمكن ان تحدد مطرباً وتنصبه على عرش الأغنية الإماراتية، فعبدالله بالخير وفايز السعيد ومحمد المازم كلهم قدموا الأغنية بألوانها المختلفة وأوصلوها الى الناس بصورة جميلة وراقية. تعاونت مع المخرج احمد المهدي في تصوير فيديو كليب لأغنية "باودعك يا الضنى" ماذا عن هذه التجربة؟ - احمد المهدي مخرج مبدع ويتمتع بموهبة رفيعة المستوى وقد أعجبني جداً إخراجه لكليب "سيدي وصالك" لأنغام، وعندما قررت تصوير كليب لإحدى اغانيّ اخترت احمد المهدي لعمله الجيد والراقي. ما هو جديدك؟ - أحضّر لألبومي الثاني وسأقدم فيه اغنية من كلمات الأمير خالد بن عبدالعزيز وإحدى الأغاني من ألحان مشعل العروج.