عرف الجمهور المغنية الشابة شيرين وجدي بداية كممثلة أكثر منها مطربة، عبر تمثيلها دور المغنية التاريخية "ألمظ" في مسلسل "بوابة الحلواني" ثم أطلت عبر الفضائيات العربية لتقدم لوناً غنائياً جديداً ومختلفاً في ألبومها السابق "لو بينا ايه" الذي لاقى نجاحاً كبيراً وسجل أكبر نسبة مبيعات في مصر. وأصدرت أخيراً البوماً جديداً بعنوان "ولا ليلة" تعاملت فيه مع أهم الشعراء والملحنين العرب. قلت مرة "غلطة عمري انني اتجهت الى التمثيل" لماذا؟ - قد يكون الأمر صحيحاً الآن، ولكن ليس في بداية تجربتي في التمثيل التي أفادتني، لأنني لعبت دور "ألمظ" في مسلسل "بوابة الحلواني" الذي عرض خلال شهر رمضان منذ سنوات، وهو دور شخصية مطربة مشهورة تاريخياً، وقد عرّف الناس إليّ كمطربة وأظهر مقدراتي الصوتية إذ قدمت أغاني من ألحان بليغ حمدي وعمار الشريعي وهذا ما أفادني، وبعد ذلك مثلت في مسلسلات عدة أبعدتني عن الغناء علماً أنني أصدرت ألبومي "النص الحلو" أثناء عرض مسلسل بوابة "الحلواني" وسجّل أكبر نسبة مبيعات في مصر وقدمت فيه أغاني شبابية وديو مع حميد الشاعري. وبعد ذلك لم أركز على الغناء لأن التمثيل أخذ وقتي، وأعتقد أن ما حصل كان نتيجة عدم خبرة من قبلي. والحقيقة أن مسلسل "بوابة الحلواني" أفادني ودفع القيمين عليه ليعرضوا عليّ تجربة الفوازير "قيس وليلى" التي مثلتها مع المطرب محمد الحلو وكانت من انتاج مشترك بين تلفزيوني دبي ومصر، وقدمت للمرة الأولى تغييراً في الفوازير بعد نيللي وشريهان. لم أشعر بالندم كيف تمكنت من اعادة اسمك كمطربة؟ - بقي الناس في مصر ينادونني باسم "ألمظ" حتى بعد عرض مسلسل "بوابة الحلواني" وهذا دليل نجاح الدور الذي قدمته لأنهم أحبوني كشخصية حققت الكثير على مدى أربعة أجزاء خلال أربع سنوات، والكل يعرف انه خلال شهر رمضان ترتفع نسبة المشاهدين. وتمكنت في هذا الدور من أن أقدم ألواناً غنائية صعبة مثل الموشحات والأغاني الطربية التي لها وقع مميز عند المشاهد خصوصاً في الأدوار التاريخية. ولكن بعد ألبوم "لو بينا ايه" بدأ الناس يعرفونني كمطربة أكثر مني ممثلة، لأنني أصدرت شريطي من دون أن أكون على شاشة التلفزيون والتزمت الغناء وحده بعيداً عن التمثيل لأنني قررت التفرغ للغناء فقط. هل تشعرين بالندم عن الانقطاع وتحاولين التعويض؟ - لم أشعر بالندم أبداً، لأن الانقطاع الذي حصل كان بعد التمثيل ولأسباب عائلية أنجبت خلالها ابنتي فاطمة وفرح، وكان لأسرتي حق عليّ وأردت الاهتمام بطفلتي، وبعد الاطمئنان عليهما عدت الى الانطلاق من جديد وبأسلوب جميل حاملة معي خبرة الى عالم الغناء. الى ماذا تطمح شيرين وجدي؟ - أتمنى طبعاً أن أقدم عملاً مميزاً ومختلفاً عن بقية الأعمال التي قدمتها سابقاً أكون فيها شيرين وجدي المتجددة دائماً، لذا ركزت كثيراً في عملي الأخير "ولا ليلة" على الكلمات والألحان والتوزيع وأحب أن أكون الفنانة المتميزة دائماً. هل يساعدك زوجك ايهاب صفوة في اختيار الكلمات والألحان كونه صاحب خبرة؟ - زوجي له الفضل الكبير في اختيار الكلمات والألحان، فنحن نجلس دائماً مع بعضنا بعضاً ونتناقش، وايهاب كرجل اعلام أشرف على سير الحملة الإعلامية لأعمالي لأنه يعرف كيف يخطط لها، وبمنتهى الأمانة أقول ان زوجي لم يتدخل مادياً على الاطلاق في هذه الحملة بل كان لشركة روتانا كل الفضل فهي التي أعطتني مساحة من حرية الاختيار لتصوير الفيديو كليب بالصورة التي أريد تقديمها وقامت برعاية ألبومي الجديد "ولا ليلة" الذي أنتجته وأنا أعتبر ان الألبوم يثبتني كمطربة بعد نجاح ألبومي السابق "لو بينا ايه". غنيت مرة اللهجة الخليجية... - لست مع هذا الاتجاه لأنني لا أجيد اللهجة الخليجية في شكل يؤهلني لأدائها في كل عمل جديد أقدمه من باب التنويع، ولكني أؤيد غناء اللهجة البيضاء ارضاء للجمهور، ولكن لماذا أتوجه نحو تغيير لهجتي خصوصاً أن اللهجة المصرية سهلة وتصل الى كل العرب والجميع يفهمها مع العلم بأنني غنيت سابقاً في الكويت أغنية خليجية بعوان "مترددة" تكريماً للجمهور الكويتي، ولكنني لن أعيد التجربة للأسباب التي ذكرتها سابقاً. وبمنتهى الأمانة في الخليج عدد كبير من المطربين والمطربات يؤدون الأغنية الخليجية في شكل جميل جداً وصحيح ويوصلون الألحان والكلمات الى كل الجمهور العربي في شكل جميل وأحببنا عبرهم الغناء الخليجي لأنهم متمكنون من لهجتهم وفنهم، فعندما أغني اللهجة الخليجية أشعر بأنني أدخل الى منطقة ليس منطقتي ولا أظن أنه يوجد في الخليج نقص في المطربات حتى أغني لهجتهن. في كل عمل لك تقريباً هناك دويتو، بماذا تفيدك هذه التجربة؟ - أنا أحب الديو ولا أنظر اليه كموضة فقط، بل هو طريقة غنائية جميلة تبرز قدرات الفنان في تقديمه الأغنية مع غيره، وعلى العكس أراها خطوة نحو الأمام لكل من الطرفين شرط ان يكون موضوع الأغنية الثنائية مدروساً وحواراً بين المطربين وألا تكون "صف كلام" بل توزع الأدوار وهذا ما قدمته في كل أغاني الثنائية. كل مطرب له جمهوره ما هي خطواتك المقبلة؟ - أصدرت أخيراً البوم "ولا ليلة"، وسأقدم حفلات عدة في قطرودبي، وصورت فيديو كليب لأغنية "ولا ليلة" من اخراج طوني أبي الياس وميرنا خياط وسأنتظر رد فعل الجمهور على أغاني الألبوم لأختار الأكثر وقعاً عليه حتى أصورها فيديو كليب. هل سيكون الفيديو كليب الثاني من اخراج طوني أبو الياس وميرنا خياط أيضاً؟ - صورت معهما ثلاث أغان، وذلك دليل الى أنني أعجبت بطريقتهما في الاخراج لأنهما قدما كل أغنية مختلفة عن الأخرى. فأول تجربة لي معهما كانت في أغنية "ارجعلي" وكان أسلوبها استعراضياً غنائياً والثانية أغنية "غالي" التي صورتها في تايلاند وكانت فيها مشاهد مغامرات، والأغنية الأخيرة "ولا ليلة" كانت على شكل قصة من قصص ألف ليلة وليلة. ولذلك أعتقد بأنني سأتعامل معهما في الأغنية الرابعة وربما الخامسة أيضاً. من يعجبك من المطربين الشباب؟ - هناك الكثير من المطربين الشباب استطاعوا ان يثبتوا أنفسهم وسط زحمة الفنانين وصار لهم مكانة، أنا أحترم كل صوت جميل يستطيع أن ينتقي ما يناسب صوته وشخصيته، لهذا تجدني أستمع الى الكثير منهم. هل يدفعك هذا النجاح الى التفكير في المنافسة؟ - المنافسة الشريفة هي سبيل كل فنان ناجح إذ أنه يفكر في تقديم الأجمل ليبقى في الطليعة وهذا حق مشروع يرفع من قيمة الفن حقيقة. أنا مثلاً أعجبتني أغنية أليسا "عايشالك" وأغنية فضل شاكر "يا غايب" وأفكر بطريقة حضارية كيف سأقدم أغنية مماثلة تزيد من اعجاب الناس بأعمالي وتثبتني أكثر وأكثر، ولكن هذا النجاح الذي يحققه زملائي لا يدفعني لأكرههم بل لأصفق لهم وأشجعهم وأشجع نفسي على البحث، أعتقد ان التنافس الشريف بين الفنانين يطور الفن ويظهره في أجمل صورة. شيرين وجدي : ليس هناك نقص في مطربات الخليج....