كابول، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز، أ ف ب - قتل اميركي برصاص موظف افغاني أردي بدوره داخل مبنى فندق «اريانا» في كابول الملحق بالسفارة الأميركية والذي تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، ما شكل ثاني خرق كبير لأمن السفارة الأميركية بكابول خلال اسبوعين، إذ هاجم مسلحون موقع السفارة ومقر الحلف الاطلسي (ناتو) لمدة 19 ساعة مطلع الشهر الجاري، فيما اغتال انتحاري الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني داخل منزله المجاور للسفارة ذاتها الاسبوع الماضي. وأعلن الناطق باسم السفارة الأميركية غافين ساندوول ان الموظف الأفغاني الذي اطلق النار «كان بمفرده»، مؤكداً ان اجراءات الأمن ستخضع لاعادة تقويم». وأشار الى ان تحقيقاً فتح في دوافع الهجوم الذي لم تتبنه حركة «طالبان» على الفور، علماً انها استخدمت سابقاً مهاجمين ذوي صلات بقوات الأمن الأفغانية لشن هجمات، احداها داخل مستشفى عسكري في كابول في ايار (مايو) الماضي، حين قتل ستة اشخاص، فيما قتل عميل اردني سبعة عملاء ل «سي آي أي» في هجوم انتحاري على قاعدة للوكالة بولاية خوست (شرق) في كانون الاول (ديسمبر) 2009. ويقول مسؤولون من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) ان هجمات عدة ل «عناصر مندسين» نفذها افغان يعانون من خلافات شخصية او من ضغوط ناجمة عن الحرب. وصرح وحيد مجهدة، من المركز التحليلي والاستشاري الأفغاني في كابول، بأن «الحادث اكد انعدام الثقة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الأفغان، وهو لم يحصل للمرة الأولى ولن يحصل للمرة الأخيرة». وأضاف: «يثير ذلك قلقاً أمنياً كبيراً لدى الأميركيين، ويشير إلى عدم قدرتهم على الثقة بالكامل بالأفغان الذين يعملون معهم، لكنهم لا يريدون ايضاً قبول واقع وجود مشكلات على صعيد الثقة والتعاون سبق أن واجهوها خلال عملياتهم الأمنية مع القوات الأفغانية». وفيما تصعّد الولاياتالمتحدة ضغوطها على الحكومة الباكستانية للتصدي ل «شبكة حقاني» التابعة ل «طالبان» والمتحالفة مع تنظيم «القاعدة»، والتي يشتبه في تورطها بغالبية اعمال العنف في كابول، صرح مسؤول عسكري باكستاني طلب عدم ذكر اسمه، بعد اجتماع عقده قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني لكبار جنرالاته، بأن بلاده لن تشن حملة عسكرية على الشبكة في معقلها باقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وقال المسؤول: «لا تتجه المؤشرات الى ذلك، وسيعمد الجيش الى تعزيز المكاسب التي تحققت في مواجهة المتمردين الاسلاميين في مناطق قبلية اخرى محاذية للحدود مع افغانستان. اما في شمال وزيرستان فتنتشر فيها خمس كتائب على الاقل تكفي للتعامل مع الوضع بالتنسيق مع بنية امنية قبلية كاملة في المنطقة تساعد قوى الامن على التعامل مع المسلحين والخارجين عن القانون». وتعتبر الولاياتالمتحدةوباكستان حليفتين اساسيتين في الحرب ضد المقاتلين الاسلاميين في افغانستان، لكن العلاقات بينهما توترت مرات وبلغت ادنى مستوياتها بعد مقتل اسامة بن لادن في عملية سرية نفذتها قوات اميركية في باكستان في ايار الماضي. وتنشر باكستان حوالى 140 الف جندي في مناطقها القبلية المضطربة، وتؤكد مقتل اكثر من 3 آلاف جندي في صفوفها منذ عام 2001، ويؤكد مسؤولوها العسكريون التزامهم «ارساء سلام دائم في المنطقة عبر تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون».