كابول - «الحياة»، رويترز، أ ف ب – شهدت السفارة الأميركية في كابول أمس، خرقاً امنياً كبيراً، هو الثاني خلال اسبوعين، تمثل في قتل موظف أفغاني بالرصاص داخل مجمع فندق «اريانا» التابع للسفارة، اميركياً يعتقد بأنه عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وأوضح قائد بارز في حركة «طالبان» رفض كشف اسمه، ان الموظف الأفغاني الذي قتل أيضاً كان انضم سراً الى المتمردين بعدما اتصلت به مجموعة من الحركة لتذكيره ب «واجبه الأخلاقي والديني باعتباره أفغانياً». ويزيد ذلك الشعور بانعدام الأمن وسط كابول الخاضع لحماية مشددة جداَ، بعد سقوط 16 قتيلاً في هجوم بالصواريخ شنه مسلحون لمدة 20 ساعة وطاول السفارة الأميركية ومقر قيادة الحلف الأطلسي (ناتو) في 13 الشهر الجاري، واغتيال الرئيس السابق رئيس مجلس المصالحة الوطنية الأفغانية برهان الدين رباني على يد انتحاري داخل منزله المجاور للسفارة. وقال القائد في «طالبان»: «نستخدم أسلحة العدو ضده، في كل مكان من أفغانستان، وأردنا عبر ضرب وسط كابول ان نبلغ الأميركيين اننا نستطيع مطاردتهم في أي مكان»، علماً ان المجمع المستهدف تابع ل «سي آي أي» ولا يسمح للمواطنين الأفغان بدخوله. وسبق ان سقط اميركيون ضحية موظفين أفغان «منشقين» تعاطفوا مع المتمردين، أو إثر خلافات شخصية بين عناصر مسلحة، لكن هذا الحادث يسلط الضوء على مشكلة انعدام الثقة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الأفغان، في وقت يزداد التوتر بين واشنطن وإسلام آباد بسبب رفض الأخيرة التصدي ل «شبكة حقاني» الأفغانية في باكستان، بعدما اتهم مسؤولون أميركيون الشبكة بشن الهجوم في كابول، وآخر على قاعدة في ولاية ورداك هذا الشهر ايضاً تسبب في جرح 77 عسكرياً اميركياً. وكان رئيس هيئة الأركان الباكستانية المشتركة الجنرال خالد شاميم واين ابلغ قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جيمس ماتيس أول من أمس، قلقه من التصريحات «السلبية» لواشنطن في شأن صلة الاستخبارات الباكستانية ب «شبكة حقاني». وأكد الجنرال الباكستاني ضرورة مناقشة الأمور التي توتر العلاقات بين بلاده وأميركا، والتي ربطها بالوضع «البالغ التعقيد في منطقة يتطلب إرساء السلام فيها الثقة والتعاون المتبادلين». وشدد الجنرال ماتيس على الدور الحيوي للجيش الباكستاني في بسط الأمن وحماية الشعبين الباكستاني والأفغاني، وضرورة استمرار التعاون بين الجيشين الباكستاني والأميركي وجيوش دول أخرى في المنطقة. واثر اجتماع عقده قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني وضم كبار جنرالاته، صرح مسؤول عسكري رفض كشف اسمه بأن بلاده لن تشن حملة عسكرية على شبكة حقاني في معقلها بإقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، لأن «الظروف غير مواتية». وأشار الى أن نشر خمس كتائب في شمال وزيرستان يكفي للتعامل مع الوضع بالتعاون مع بنية أمنية قبلية كاملة في المنطقة، تساعد قوى الأمن في التعامل مع المسلحين والخارجين عن القانون». ودعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الى مؤتمر استثنائي للأحزاب الباكستانية، لدرس الأزمة المستجدة مع الولاياتالمتحدة، مجدداً رفضه الاتهامات الأميركية «ذات النتائج العكسية والتي توحي بالتباس سياسي داخل الإدارة الأميركية حول النهج الذي يجب تنفيذه في أفغانستان».