(شرق) (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون وأفغان ان موظفا أفغانيا لدى الحكومة الامريكية فتح النار في مكتب لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في العاصمة الافغانية كابول ليل الأحد مما أسفر عن قتل أمريكي وإصابة آخر وذلك في ثاني اختراق كبير لامن السفارة الامريكيةبالمدينة في غضون أسبوعين. وعزز القتل شعورا بانعدام الامن بعد حصار استمر 20 ساعة للمنطقة التي تقع بها السفارة الامريكية في منتصف سبتمبر أيلول واغتيال الرئيس السابق برهان الدين رباني الذي كان مبعوث السلام في الحكومة الافغانية بعد ذلك بأسبوع. ومجمع وكالة المخابرات المركزية الامريكية من اكثر المناطق التي تحظى بحراسة مشددة في كابول وظل منطقة يحظر دخولها لقرابة عشر سنوات منذ الاطاحة بحكومة طالبان عام 2001 . ويقع المجمع أيضا وسط المنطقة العسكرية والسياسية والدبلوماسية شديدة التحصين في كابول والتي لا يسمح للافغان العاديين بدخولها. ولم يتضح ما اذا كان الامريكيان ضحيتين لموظف منشق تعاطف مع المقاتلين أو أن ما حدث تصعيد لخلاف في كابول التي يكثر فيها التوتر ويحمل الكثير من الاشخاص الاسلحة فيها. وسبق أن حدث الامران. وقال جافين ساندوول المتحدث باسم السفارة الامريكية في كابول يوم الاثنين ان المهاجم قتل ونقل الامريكي المصاب الى مستشفى عسكري. وأضاف أنه أصيب بجروح لا تهدد حياته. وقال "وقع حادث لاطلاق نار في مبنى ملحق بالسفارة الامريكية في كابول الليلة الماضية تورط فيه موظف أفغاني قتل. ما زال الدافع وراء الهجوم قيد التحقيق في الوقت الراهن." وجاء اطلاق النار بعد سلسلة هجمات شنها اما جنود أفغان منشقون أو أفراد شرطة منشقون أو مقاتلون تسللوا الى صفوف قوات الامن الافغانية على القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي. ولم يتسن على الفور الاتصال بذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان للحصول على تعليق منه لكن قائدا كبيرا بطالبان تم الاتصال به بهاتف من باكستان قال ان الرجل انضم سرا الى المتمردين بعد ان اتصلت به مجموعة من طالبان لتذكره "بواجبه الاخلاقي والديني بصفته أفغانيا." وقال قائد طالبان الذي يعمل في أفغانستان وطلب عدم نشر اسمه لاسباب أمنية "استخدم أسلحة العدو ضد العدو وهذا ما نفعله في كل مكان في أفغانستان." وأضاف "هذا المكان هو قلب كابول وأردنا ان نبلغ الامريكيين انه يمكننا مطاردتهم في أي مكان." ويقع مكتب وكالة المخابرات المركزية الامريكية في فندق اريانا الواقع قرب قصر الرئاسة والسفارة الامريكية وتستخدمه وكالة المخابرات المركزية الامريكية كقاعدة لها في كابول. وشكك وحيد مجهدة من المركز التحليلي والاستشاري الافغاني في كابول في اعلان طالبان المسؤولية وقال ان الحادث ألقى الضوء على مستوى انعدام الثقة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الافغان. وقال "يمثل الامر مبعث قلق أمني كبيرا لدى الامريكيين ويشير الى أنه لا يمكنهم الثقة بشكل كامل في طاقم العمل الافغاني لديهم لكن الامريكيين لا يريدون أبدا قبول فكرة أن هناك قضايا جدية تتعلق بالثقة والتعاون وسبق أن واجهوا ذلك في عملياتهم الامنية مع القوات الافغانية." وتعرضت وكالة المخابرات المركزية الامريكية لواحد من أخطر الهجمات في تاريخها على قاعدة أفغانية في نهاية عام 2009 عندما فجر أردني نفسه وقتل سبعة من ضباط الوكالة. وجاء اطلاق النار في نفس الشهر الذي سيطر فيه مقاتلون على مبنى شاهق تحت الانشاء بالقرب من وسط المدينة الذي يضم منشات عسكرية وسياسية ودبلوماسية تحظى بحراسة مشددة وأطلق المقاتلون من داخل المبنى وابلا من الصواريخ على السفارة الامريكية ومقر حلف شمال الاطلسي. واستمر الهجوم 20 ساعة وألقت الولاياتالمتحدة باللوم فيه على شبكة حقاني التي اتخذت من مناطق الحدود الباكستانية المضطربة مقرا لها لفترة طويلة لكنها تقول الان انها عادت الى أفغانستان. واتهمت واشنطن جهاز المخابرات الباكستاني بتقديم الدعم لشبكة حقاني لكن باكستان نفت بشدة هذه المزاعم.