سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعدما اصدر شارون امراً بإقامة "منطقة عازلة" داخل قطاع غزة . موفاز يأمر بتكبيد الفلسطينيين ثمن اطلاق الصواريخ وسكان مدينة "سديروت" يفكرون جدياً بالرحيل عنها
أصدر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز اوامره للجيش الاسرائيلي ب"تكبيد الفلسطينيين ثمن اطلاق صواريخ قسام" المحلية الصنع في وقت تحدثت فيه مصادر عسكرية اسرائيلية عن استدعاء قوات "الاحتياط" لدفعها الى داخل قطاع غزة في عملية عسكرية وصفها موفاز نفسه بأنها "طويلة وواسعة النطاق" ورأى فيها الفلسطينيون تكرارا لحرب ارييل شارون ضد قطاع غزة كان شنها عندما كان جنرالاً في الجيش الاسرائيلي ما بين 1970 - 1971. واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الاجتياح العسكري لشمال القطاع سيستمر مدة طويلة. ومن المقرر ان يعقد "المطبخ الامني" الوزاري الاسرائيلي جلسة طارئة في هذا الشأن بعد سلسلة من الاجتماعات الامنية ترأسها شارون وموفاز امس. وعلمت "الحياة" ان ممثل فلسطين لدى الاممالمتحدة سيطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لوقف الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة حيث تهدد الكثافة السكانية العالية في مخيم جباليا الذي تتركز فيه عمليات الجيش الاسرائيلي ب"مجزرة حقيقية" حسب المصادر الفلسطينية. وبدا مشهد الجرافات العسكرية الاسرائيلية وهي تجرف بيوت اللاجئين الفلسطينيين في ازقة مخيم جباليا الضيقة شمال قطاع غزة "تفتح" الطرق امام اليات الجيش الاسرائيلية الحربية وتواتر الانباء عن سقوط الضحايا في الجانب الفلسطيني وكأنه اجتراح للذاكرة الفلسطينية في هذا المكان بالذات قبل اكثر من ثلاثين عاما عندما شن رئيس الوزراء الحالي قائد "المنطقة الجنوبية" في قطاع غزة آنذاك حربه على المخيمات الفلسطينية "للقضاء على الفدائيين"، فقام ب "توسيع الطرق" على حساب بيوت اللاجئين المصنوعة من "الزينكو". ولا يشغل الفلسطينيون انفسهم ب"تحليل" دوافع رئيس الوزراء الاسرائيلي لاجترار سياسة مضى عليها 34 عاما لاعادة ترسيم خريطة اكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين والبقعة الاكثر كثافة سكانية في العالم بعد ان اوشك على انهاء هذه "المهمة" جنوب القطاع في منطقة رفح. وفي ذلك الوقت كان الدافع "رصاص الفدائيين" والان صواريخ "القسام" المحلية الصنع. فالاهداف لم تتغير وان تبدلت المسميات. وقد امر شارون ب"اقامة مناطق عازلة" داخل قطاع غزة لمنع وصول صواريخ "القسام" الى مدينة "سديروت" الحدودية ما يعني أمرين: تكديس الاكوام البشرية من الفلسطينيين في مناطق يتم تقليص مساحتها أكثر مما هي عليه، وقتل المزيد من الفلسطينيين عبر "تكبيدهم الثمن" كما ورد على لسان موفاز. وتأتي هذه "الحرب"، كما وصفها الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، في وقت يستعد فيه شارون لتنفيذ خطة "الانفصال" عن قطاع غزة واخلاء المستوطنات اليهودية المقامة على أراضيه، الامر الذي رأى فيه محللون اسرائيليون محاولة شارونية لاستمالة المعارضين لهذه الخطة بإراقة المزيد من دماء الفلسطينيين وللتأكيد على انتهاج سياسة "الارض المحروقة" لمنع الفلسطينيين من احتساب الانسحاب "نصرا" لهم، ولتكريس مقولة "اعادة الانتشار" وليس الانسحاب الاسرائيلي من القطاع. وهي ايضا تعيد لاذهان الاسرائيليين انفسهم السؤال الذي طرحه ضباط وقادة في الجيش الاسرائيلي قبيل الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان عن "جدوى القتل المجاني" خصوصا وان هؤلاء الجنود يقتلون في غزة داخل قواعدهم العسكرية وعلى ابواب المخيمات التي يقتحمونها او يحاصرونها. وما كلام احد الجنود الاسرائيليين الذي تحدث للاذاعة الاسرائيلية امس عن "الشعور بالانكسار" في اوساط الجنود الاسرائيليين امام "الفلسطينيين الذين لا يهربون من الموت" وتواصل سقوط القتلى في صفوفهم الا دليل على تغيير المعايير السائدة. ويرى الفلسطينيون ان الاعترافات المتزايدة للجنود الاسرائيليين وكشفهم عن "جرائم الحرب" التي يرتكبها الجيش ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الاطفال، تعري الحملة الاعلامية التي اطلقتها اسرائيل غداة مقتل طفلين في مدينة "سديروت" وتصريحات موفاز بأن "قتل الاطفال شيء لا يغتفر ولا يمكن تحمله ويجب الرد عليه". وهي تدلل على ان اسرائيل تجيز لنفسها ما هو محرم دوليا وانسانيا، بينما تواصل احتلالها وقتلها للفلسطينيين بمن فيهم الاطفال داخل صفوف مدارسهم وفي بيوتهم بفعل صواريخها "الذكية". وشكل استمرار سقوط صواريخ "القسام" في قلب المستوطنات اليهودية في القطاع ومدينة "سديروت" الحدودية احراجا للجيش الاسرائيلي حتى خلال اجتياحه لمناطق القطاع الشمالية التي تطلق منها هذه الصواريخ على رغم عمليات "الحلاقة" التي قام بها الجيش لآلاف الدونمات من البيارات والحقول الزراعية. وزاد من احراج الجيش ما يمكن وصفه ب"توازن الرعب" الذي حققته المقاومة الفلسطينية التي حملت عدداً كبيراً من الاسرائيليين سكان "سديروت" على التفكير "بجدية" بالرحيل من المدينة.