سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حركة تحرير السودان" تحذر من "رد في مناطق صنع القرار" على القصف الجوي الحكومي . الخرطوم تؤكد دخول متمردي دارفور مقر محافظة وقتل مسؤولين في الشرطة والأمن
اعترفت السلطات السودانية بدخول متمردي دارفور مقر محافظة شعيرية في ولاية جنوب دارفور، وقتل مسؤولين في الشرطة والأمن قبل الانسحاب من المدينة، فيما نفى الجيش مزاعم المتمردين بارتكاب مجازر ضد المدنيين في منطقة اخرى. وفي غضون ذلك، كشف قيادي في "حركة تحرير السودان" ان اتصالات أهلية بدأت من أجل وساطة جديدة بين الحكومة والمتمردين. وأعلن حاكم ولاية جنوب كردفان الفريق آدم حامد موسى ان متمردي دارفور هاجموا صباح أول من أمس منطقة شعيرية كبرى مدن المحافظة مستقلين 13 سيارة محملة بمدافع دوشكا وشاحنة من نوع "رينو". واتهمهم بقتل مسؤول الشرطة العقيد سليمان زكريا ومسؤول الأمن النقيب أحمد خلف واثنين من مساعديه، ونهب سوق المدينة وممتلكات المواطنين قبل ان يلوذوا بالفرار. وأفادت مصادر تحدثت الى "الحياة" عبر الهاتف من نيالا امس ان محافظ شعيرية محمد اسماعيل العاجب أصيب في الحادث وانه تجرى ترتيبات لنقله الى مستشفى نيالا، كما نقل آخرون الى المدينة. الى ذلك، نفى الجيش مزاعم متمردي دارفور انه يعتدي على المدنيين. وقال الناطق باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان ان اتهامات المتمردين "غير مبررة وعارية عن الصحة وافتراء واسلوب رخيص لإثارة الشكوك في شأن دور الجيش". واتهم سليمان المتمردين بخرق "اتفاق ايش" الذي وقعه الطرفان في ايلول سبتمبر الماضي والذي قضى بوقف النار والشروع في مفاوضات مباشرة لإقرار السلام، مؤكداً التزام الجيش بالاتفاق. وقال ان المتمردين "يواصلون القتل والتشريد ونهب ممتلكات المواطنين". وكانت "حركة تحرير السودان" اتهمت الجيش والميليشيا المتحالفة مع الحكومة بارتكاب مجازر ضد المدنيين في قرية سرة جنوب دارفور الجمعة، وقتل 200 من المدنيين بينهم أطفال ونساء. وجدد الرئيس عمر البشير في لقاء مع حكام ومسؤولي الحزب الحاكم في الولايات الشمالية في مقر اقامته ليل السبت - الأحد تأكيد عزم حكومته على حسم التمرد عسكرياً في دارفور وجمع السلاح من أيدي المواطنين. واتهم جهات اجنبية وبعض "أصحاب الغرض" من الاحزاب بتغذية التمرد في دارفور. وقال ان المتمردين "فئة محدودة ومعزولة". ورفض اتهام حكومته بتهميش دارفور، مؤكداً انها "نالت نصيباً من السلطة والتنمية لم تحصل على مثله منذ استقلال البلاد في العام 1956". وفي اسمرا، كشفت مصادر مطلعة عن اتصالات أهلية مع "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد لاستئناف المفاوضات بين المتمردين. واكد الأمين العام للحركة منى اوكو مناوي، ان "باب الحوار مفتوح من جانبنا". لكنه شدد على ضرورة "ايجاد منبر اقليمي مستقل تنتفي فيه صفة الانحياز"، في اشارة الى عدم رضا المتمردين من وساطة الرئيس التشادي ادريس ديبي. واقترح مناوي "مجموعة دول الساحل والصحراء كي تكون منبر التفاوض". وشكك المتمردون في جدية الخرطوم واستعدادها للوصول الى اتفاق سلام. وعلم ان مراسلات بدأها بعض زعماء دارفور مع المتمردين تطالب الطرفين باستئناف المفاوضات في مدينة ابشي التشادية. على صعيد آخر، اتهم مناوي القوات الحكومية بمواصلة القصف الجوي، وأكد استمرار الميليشيات القبلية في شن الغارات على المدنيين. وأوضح ان القصف طاول مناطق كرتوى وامبرو وماعون. وحذر من ان الحركة "ما زالت تتعامل بسياسة ضبط النفس، لكن الرد سيكون في مناطق صنع القرار وقيادات النظام". ورفض مناوي الخوض في ما إذا كان المقصود نقل العمليات العسكرية الى خارج دارفور، لكنه قال ان "المأساة الانسانية المتفاقمة تجعلنا نفكر في حماية أهلنا بكل السبل"، مشيراً الى نزوح أكثر من ألف مواطن يوم أمس في غرب دارفور نتيجة هجمات الميليشيات والقصف الجوي.