اعلنت الحكومة السودانية ان الطائرة التي قصفتها الخميس الماضي وهي جاثمة في منطقة يسيطر عليها "متمردو دارفور" في غرب البلاد، تابعة لشركة بريطانية وان "الحركة الشعبية لتحرير السودان" استأجرتها لنقل اسلحة الى المتمردين وإجلاء جرحاهم. لكن "حركة تحرير السودان" التي تقود التمرد في دارفور نفت الاتهام الحكومي ودعت المجتمع الدولي الى إرسال لجنة دولية لتقصي الحقائق في هذا الشأن. في غضون ذلك، أكد زعيم المتمردين في دارفور ان تشاد المجاورة عرضت مبادرة للتوسط بينه وبين الحكومة، وانه تلقى اقتراحات لحوار بين الجانبين، لكنه لم يكشف تفاصيل المبادرة. أعلن وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك ان الطائرة التي دمرها الجيش الخميس في مهبط قرب منطقة كرنوي شمال دارفور استأجرتها "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق من شركة بريطانية لنقل مؤن وذخائر وقادة ميدانيين لدعم "متمردي دارفور" الذين ينشطون غرب البلاد. وكشف تقرير رسمي أمس ان الطائرة التي قصفها الجيش ما ادى الى احتراقها وتصاعد ألسنة اللهب منها تابعة لشركة "مايك غروب" التي يملكها نك ويلسون واستأجرتها "الحركة الشعبية" منه لنقل الاسلحة والذخائر والافراد واخلاء الجرحى. واوضح ان الطائرة نفذت رحلات عدة بين قاعدة لوكيتشوكيو الكينية وبعض مناطق النزاع، وانها قامت بأكثر من 12 رحلة من منطقة ملوال كوال التي تسيطر عليها "الحركة الشعبية" الى مناطق مختلفة في دارفور وجنوب أعالي النيل نقلت خلالها كميات من الذخائر والعتاد الحربي ومجموعات من "متمردي دارفور" لتلقي التدريب في معسكرات "الحركة الشعبية" شمال بحر الغزال جنوب البلاد. وأضاف التقرير الحكومي ان الطائرة المذكورة استخدمت ايضاً في اعادة "متمردي دارفور" من جنوب البلاد بعد انقضاء فترة تدريبهم. كما نقلت قيادات من قبيلة الدينكا التي يتحدر منها قرنق الى منطقة جبل سرير في ولاية غرب دارفور للمشاركة في تدريب مجموعات اخرى ناشطة في المنطقة يتبع غالبيتها الى الامين العام ل"حركة تحرير السودان" مني آركو مناوي والى قائد التمرد في جبل مرة المحامي عبدالواحد. لكن "حركة تحرير السودان" دعت المجتمع الدولي الى تشكيل لجنة تقصي حقائق في "ادعاءات الحكومة باسقاط طائرة فوق مناطق تسيطر عليها" في شمال دارفور مجددة رفضها رواية الحكومة اسقاط الطائرة المزعومة". واعتبر الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" مني آركو مناوي "الاعلان الحكومي محاولة لذر الرماد في العيون لاخفاء الحملات العسكرية ضد المدنيين في دارفور". وقال ل"الحياة": "ان الطائرات الحكومية تكثف قصفها الجوي على القرى في اطار سياسة الأرض المحروقة، ولتغطية هذه العمليات تدعي الحكومة أن طائرة اجنبية تقوم بحرق القرى" مشيراً الى "ان السلطات كانت بدأت في نشر هذه الاشاعات قبل اعلانها اسقاط الطائرة المزعومة". وأكد "استمرار القصف الجوي الحكومي على قرى شمال كبكايبة حتى اليوم أمس". الى ذلك نفى مناوي "ان تكون حركة قرنق قدمت اي دعم عسكري لمقاتلي دارفور". وتساءل عن "كيفية وصول الدعم الى دارفور من جنوب السودان إذ لا توجد حدود مشتركة بين مواقع الحركتين". من جهة اخرى، دخلت تشاد المجاورة للسودان على خط مبادرات التسوية السلمية للازمات السودانية بعرض الرئيس ادريس دبي وساطة بين الخرطوم و"حركة تحرير السودان" التي تنشط في ولايات دارفور. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة، ان الرئيس التشادي عرض اقتراحات لحوار بين الحكومة و"حركة تحرير السودان "لانهاء الازمة في ولايات دارفور". ولم تكشف المصادر تفاصيل المبادرة التشادية. لكن مناوي اكد ل"الحياة" تلقي حركته اقتراحات من الرئيس دبي. وقال: "ما زالت الاقتراحات في مرحلة الدراسة والتشاور". ورحب "بأي جهود صادقة تؤدي الى حوار سلمي حقيقي ينهي الازمة". وزاد: "تربطنا بالرئيس ادريس دبي علاقات تاريخية وثقافية عريقة". يذكر ان تشاد كانت وقعت اتفاقات امنية عدة مع الحكومة السودانية لمحاصرة نشاطات حركة تحرير السودان" وتقييد تحركاتها. وسبق ان ساعدت الخرطوم بدعم عسكري مباشر من خلال عبور قواتها المسلحة الحدود التشادية الى الاراضي السودانية لتقاتل الى جانب الجيش السوداني.