أجرى الرئيس السوداني عمر البشير محادثات أمس مع نظيره التشادي ادريس دبي الذي يزور الخرطوم ركزت على تدهور الأوضاع الأمنية في ولايات دارفور الغربية المتاخمة لحدود بلاده. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن قلقه من التدهور السريع للوضع الانساني في دارفور. وتكتم الجانبان السوداني والتشادي عن نتائج محادثات البشير ودبي، لكن مصادر مطلعة أبلغت "الحياة" ان الرئيسين درسا تنفيذ اتفاق سابق بنشر قوة مشتركة على حدود البلدين بعدما تحدث مسؤولون سودانيون عن انطلاق المعارضة المسلحة من داخل الأراضي التشادية، وإرجاء المفاوضات بين الخرطوم ومتمردي دارفور التي تستضيفها تشاد وعدم تجديد وقف النار بينهما الذي انتهى أجله الخميس الماضي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن قلقه من التدهور السريع للوضع الانساني في دارفور، وقال المتحدث باسمه انه يشعر بالقلق للانباء التي تفيد بتعرض المدنيين الى المذابح والاغتيالات واعمال النهب. وحذر السفير الألماني هانس جونتكر والقائم بالأعمال الفرنسي في الخرطوم عيسى مارو في مؤتمر صحافي عقد في مقر السفارة الألمانية في وسط الخرطوم امس من تفاقم الأوضاع الانسانية واتهما الحكومة ضمناً بمنع المنظمات الانسانية من الوصول الى المتضررين بحجة تدهور الأوضاع الأمنية. وقال الديبلوماسيان، انهما زارا مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور والتقيا 16 من زعماء القبائل ومسؤولين حكوميين واعتبرا ان الأوضاع الأمنية تسمح بتمرير الإغاثة، ولكن "عدم الشفافية ومنع المنظمات الانسانية بحجة سوء الأوضاع الأمنية أمر غير مبرر". واعترفت الحكومة السودانية أمس بوجود مشكلة معقدة في دارفور، وقال وزير الشؤون الانسانية ابراهيم محمود حامد في مؤتمر صحافي ان المساعدات الانسانية المخصصة لدارفور كافية، لكن "الإنفلات الأمني" يعيق وصولها. وأعرب عن خشيته من "صوملة" القضية. في اسمرا، اكدت "حركة تحرير السودان" المتمردة في دارفور ان جولة جديدة من مفاوضات السلام مع الحكومة ستستأنف اليوم في مدينة ابشي التشادية الحدودية بهدف انهاء النزاع المسلح. وكشفت مصادر المتمردين ان المفاوضات تجري في اطار مشروع تقدمت به انجامينا لحل الأزمة. واكد الأمين العام للحركة منى اركو مناوى "رفض الحركة للمشروع التشادي المنحاز الى الخرطوم بوضوح لأنه يدعو الى استيعاب الحركة والتعامل مع الأزمة وكأنها قضايا شخصية بضم عناصرنا الى الجيش السوداني". وعلم ان متمردي دارفور سيقترحون توسيع الوساطة التشادية وادخال مجموعة دول الساحل والصحراء والاتحاد الافريقي فيها. واستبعدت المصادر "ان تفضي جولة المفاوضات الى تسوية للأزمة". وكان رئيس "حركة تحرير السودان" عبدالواحد محمد نور حذر من "أن دارفور ستكون فتيلاً ينسف أي سلام غير شامل وعادل".