ربطت الحكومة السودانية معاودة المحادثات مع متمردي دارفور بإلقائهم السلاح. ويتوجه اليوم وفد قبلي الى نجامينا لاحياء المبادرة التشادية لحل النزاع في غرب السودان، فيما يصل الى الخرطوم غداً المبعوث البريطاني الى السلام في السودان آلان غولتي لطرح وساطة من اجل وقف الحرب في دارفور. وبدأت "حركة تحرير السودان" أحد فصيلين ينشطان عسكرياً في دارفور اتصالات للمرة الاولى مع تنظيمين مسلحين معارضين في شرق البلاد بهدف التنسيق. وقال الامين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم احمد عمر للصحافيين ان استئناف المحادثات مع متمردي دارفور "رهن بإلقائهم السلاح ما يؤكد سعي الحكومة الى معالجة المشكلة في الاطار السياسي. وذكر ان القوات الحكومية تتعامل الآن مع "المتفلتين من اتفاق أبشي لوقف النار" الذي وقعه الجانبان في ايلول سبتمبر الماضي. وتابع ان "المطلوب وضع السلاح حتى تواصل الجهات السياسية عملها لحل مشكلة دارفور من جذورها". وعن وجود وساطة ليبية في ازمة دارفور قال عمر ان "الطرح السياسي لم يغفل ليبيا منذ بداية القضية". وتسارعت خطوات الحل السياسي لأزمة دارفور اذ يتوجه اليوم الى نجامينا وفد يتألف من 50 من قادة قبيلة الزغاوة التي يتحدر منها معظم متمردي دارفور لاجراء محادثات مع الرئيس التشادي ادريس ديبي من اجل احياء مبادرته التي تعثّرت في آخر جولة مفاوضات بين الحكومة والمتمردين. وعلم ان المبعوث البريطاني للسلام في السودان آلان غولتي سيصل الخرطوم غداً لاجراء محادثات مع المسؤولين والقوى السياسية تتعلق بأزمة دارفور. وكان متمردو دارفور ابدوا موافقة مبدئية على وساطة لندن، وسلموها شروطاً تطالب بوقف للنار تحت رقابة دولية وإقرار بروتوكول لحماية المدنيين وتمرير الاغاثة الى المتضررين وتحقيق دولي في انتهاكات حقوق الانسان والمجازر الحكومية في حق المدنيين. وبدأت "حركة تحرير السودان" من جهتها اتصالات مع فصيلين مسلحين معارضين في الشرق للتنسيق معهما ضد الحكومة السودانية. واجرت الحركة اتصالات مكثفة مع "مؤتمر البجا" و"الرشايدة" في شرق البلاد لربط قضايا دارفور مع قضايا الشرق والتنسيق بين الفصائل المسلحة الثلاثة، ويتولى نائب الامين العام ل"التجمع الوطني" شريف حرير الذي ينتمي الى دارفور تنسيق هذه الاتصالات. ويتوقع اصدار بيان مشترك يوضح الخطوة المقبلة. ويعد هذا اول انفتاح لمتمردي دارفور نحو فصائل "التجمع الوطني" المعارض. ولا تستبعد المصادر ان يشمل التنسيق "العمل المسلح والسياسي من اجل التوصل الى حل شامل لتشابه مطالب الفصائل المعنية في شأن التهميش وتجاوزها في عملية السلام الجارية حالياً". الى ذلك، اعلنت "حركة تحرير السودان" ان القوات الحكومية قتلت عشرات من المدنيين في عمليات قصف جوي لمدينة كرنوي في شمال دارفور، واتهمت الحركة الجيش السوداني باستخدام غازات سامة وقنابل شديدة الانفجار في عمليات القصف.