أكد وزير الزراعة الاسرائيلي يسرائيل كاتس مجدداً ان رئيس حكومته ارييل شارون يتماثل تماماً مع الخطة التي أقرتها اللجنة الوزارية لشؤون الاستيطان الثلثاء الماضي لزيادة عدد المستوطنين في هضبة الجولان السورية المحتلة وانه اطلع على تفاصيلها. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مستشار شارون لشؤون الاستيطان عوزي كيرن قوله في اجتماع اللجنة الوزارية المذكورة ان شارون يؤيد الخطة الرامية الى تعزيز الاستيطان "في المناطق القروية في الأطراف". وفي حديث مع الصحيفة، قال كاتس ان جميع أعضاء اللجنة الوزارية أيدوا الخطة وان أحداً لم يبد أي اعتراض، مضيفاً انه حتى الأعضاء المحسوبين على النواة الصلبة لحزب العمل "باركوا الخطة فيما أبلغه وزير الداخلية ابراهام بوراز الذي يعتبر أكثر الوزراء اعتدالا في مواقفه السياسية، ان الخطة مستوجبة وأنه لا يرى سبباً لإعادة الجولان المحتل الى أصحابه". ورفض الوزير كاتس الربط بين مشروعه الجديد ومستقبل الجولان السياسي، معتبراً ان الاستيطان والزراعة المتطورة لا يمنعان حلولا للنزاعات. وأضاف انه لا يرى في الرئيس بشار الأسد شريكاً لأي مفاوضات وأنه "انسان اعتبر ودولته داعمين للارهاب فرضت عليها الولاياتالمتحدة عقوبات وتدرس امكان انزال ضربة عسكرية بها بسبب تزويدها الأسلحة لصدام حسين". وكرر كاتس موقفه الرافض أي انسحاب اسرائيلي من الجولان في أي حال "حتى مقابل كل شيء"، مضيفاً ان أي اتفاق مع "ديكتاتورية الأسد ومع مفهومه ودعمه للارهاب هو أمر غير واقعي وغير مطروح على جدول الأعمال". وتابع ان رئيس حكومته ليس متحمساً هو الآخر للجلوس مع الرئيس السوري وانه يشكك في نيات الاسد وتصريحاته عن استعداده لاستئناف المفاوضات، ويعتقد بأن الغاية منها ان يزيح عن ظهره الضغوط الاميركية محاولاً الغاء قانون محاسبة سورية الذي أقره الكونغرس. في السياق ذاته، نقلت الصحيفة ان شارون استشاط غضباً بسبب نشر الخطة الاستيطانية الجديدة وتصريحات كاتس حولها، وكتبت ان رئيس الحكومة الاسرائيلية أوعز الى مدير مكتبه دوف فايسغلاس لقاء ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية لينفي وجود خطة لاقامة مستوطنات جديدة في الجولان، وان الحديث يدور فقط عن تطوير المستوطنات القائمة تساهم فيه الحكومة قليلاً بينما يتحمل مجلس المستوطنات في الجولان الجزء الأكبر من الكلفة. وتابعت الصحيفة ان شارون أراد من النفي تهدئة واشنطن الغاضبة على عدم وفائه التزامه تفكيك بؤر استيطانية "غير مجازة" ومواصلته بناء "الجدار الفاصل" في أعماق أراضي الضفة الغربية. واتهمت أوساط قريبة من شارون كلا من وزير الزراعة كاتس ووزير الخارجية سلفان شالوم بتناول الملف السوري بحثاً عن عناوين في الصحف تعزز موقعيهما داخل حزب "ليكود". وأضافت ان شارون استهجن تصريح شالوم بأن اسرائيل تمد يدها للسلام مع سورية، لكن من دون شروط مسبقة وهو أي شالوم يعلم ان الثمن المطلوب من اسرائيل دفعه مقابل هذا السلام معروف ويتمثل بإعادة الجولان كله الى سورية "وهو ثمن يرفض شارون دفعه". ووفقاً ل"يديعوت احرونوت"، فإن مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد أبلغ القنصل الاسرائيلي العام في واشنطن رافي باراك ان واشنطن لا ترى تصريحات الرئيس السوري ذات "مغزى حقيقي" وانها وجهت أساساً للرأي العام الأميركي والدولي وليس للرأي العام الاسرائيلي، وانه لو كان الرئيس جاداً في ما يقول لقام بخطوات كبيرة تثبت نياته "لكنه فضل عدم القيام بأي خطوة كهذه".