أفاد مصدر رسمي اسرائيلي بان لجنة وزارية قررت زيادة عدد سكان المستوطنات على هضبة الجولان المحتلة منذ العام 1967 بنسبة خمسين بالمئة، وأدانت دمشق هذه الخطوة.وقال ان اللجنة صادقت الثلاثاء على تسريع خطة لبناء 900 منزل في المستوطنات الزراعية مما سيؤدي الى رفع عدد المستوطنين من 10500 شخص إلى 15 الفا.وتأتي موافقة اللجنة الوزارية للاستيطان على الخطة بينما صدرت عن سوريا اشارات تعرب فيها عن رغبتها في استئناف المفاوضات مع اسرائيل.وقال رئيس اللجنة اسرائيل كاتز ان أمر يتعلق بتوجيه رسالة واضحة مفادها ان الجولان يشكل جزءا لا يتجزأ من دولة اسرائيل وسنستمر في تطوير المستوطنات.ورد النائب المعارض حاييم رامون عبر الاذاعة ان الهدف الاساسي هو استباق اي فرصة للتفاوض مع سوريا وعرقلتها. وتطالب دمشق باستمرار باستعادة هضبة الجولان كاملة غير منقوصة. ودعا الرئيس السوري بشار الاسد في بداية ديسمبر الولاياتالمتحدة الى دعم استئناف الحوار بين بلاده واسرائيل. والخطة الاستيطانية الحالية التي يجري تطبيقها في الجولان من أكبر الخطط منذ احتلال الهضبة وضمها في ديسمبر 1981. وتنص على انشاء تسع قرى زراعية للمستوطنين اليهود تضاف إلى القرى الموجودة والبالغ عددها 32. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان الخطة التي كلفت حتى الآن ستين مليون دولار، تهدف إلى مضاعفة عدد سكان القرى الزراعية خلال ثلاث سنوات في الجولان. واوضح متحدث باسم وزارة الزراعة لوكالة فرانس برس ان الحكومة تتبنى قرار اللجنة الزراعية للاستيطان المؤلفة بغالبيتها من وزراء من اليمين المتشدد. واكد شارون الاحد ان اي مفاوضات مع سوريا يجب ان تبدأ من نقطة الصفر. وهو بذلك، ينسف كل ما تم التوصل إليه بين سوريا والمسؤولين العماليين اثناء وجودهم في الحكم والذين كانوا قد وافقوا على انسحاب اسرائيلي من كل هضبة الجولان تقريبا. وتطالب سوريا باستئناف المفاوضات مع اسرائيل من النقطة التي توقفت عندها في يناير 2000، أي مما عرف ب "عهدة اسحاق رابين"، التي أقر فيها بعودة الجولان كاملة عن طريق المفاوضات. وأوقفت اسرائيل مفاوضاتها مع سوريا منذ يناير 2000. ووافق رئيس الوزراء العمالي آنذاك ايهود باراك على ما وافق عليه أستاذه اسحاق رابين أي انسحاب من كل هضبة الجولان تقريبا، الا انه اصر على ان تستمر اسرائيل بالتفرد في السيطرة على بحيرة طبرية، وهي المصدر الاساسي لتزويدها بالمياه العذبة. وطالب بالاحتفاظ بشريط محاذ للضفة الشرقية لبحيرة طبرية، الامر الذي رفضته سوريا في عهد الرئيس حافظ الأسد. ولهضبة الجولان التي تحتل اسرائيل 1200 كيلومتر مربع منها، اهمية استراتيجية بالنسبة لاسرائيل، نظرا لاشرافها على الجليل. وهي استراتيجية ايضا بالنسبة لسوريا لانها نقطة اساسية في الطريق الى دمشق. وتضم مرتفعات الجولان مصادر مائية مهمة. واستقر اكثر من 17 ألف مستوطن اسرائيلي في الجولان منذ 1967، في القرى الزراعية وفي مدينة كاتزيريم. كما يعيش فيه 17 الف سوري معظمهم من الدروز، رفضوا التخلي عن جنسياتهم السورية. ونددت سوريا امس الاربعاء بسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، ووصفتها بأنها معادية للسلام. وقال مصدر اعلامي سوري ان شارون يقول انه مع السلام ويترجم كل حديث السلام بتنفيذ مشاريعه الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية او الجولان. ونقلت عنه فرانس برس قوله ان شارون ضد السلام ومع تعقيد الامور. ان كل خطواته تصب في منهج مضاد للسلام وايجاد توترات جديدة في المنطقة. وذكرت وكالة الانباء السورية نقلا عن مصدر اعلامي رسمي قوله ان الخطوة الاسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة في الجولان هي استخفاف وتحد سافر لقرارات الاممالمتحدة والشرعية الدولية وتعبير صارخ عن معاداة السلام. واضاف المصدر ان مضاعفة اعداد المستوطنين والتوسع في استيطان الجولان يكشف النيات الاسرائيلية الحقيقية في ابتلاع الاراضي المحتلة والاستخفاف بقرارات الاممالمتحدة والجمعية العامة التي اصدرت مؤخرا قرارا يبطل اجراءات الضم الاسرائيلية ويعتبرها لاغية لا سند قانونيا لها.