لا يوجد انسان يستعمل الانترنت إلا وقرأ عبارة تقول: "الصفحة التي طلبتها لا يمكن فتحها" وتحتها شرح ماذا يجب ان يفعل اذا كان مصراً على فتحها. قبل أيام كنت أقرأ بريدي الالكتروني عندما فوجئت بهذه العبارة، وأنا أفتح رسالة من صديق. وبما انني لا أعرف الدخول في متاهات الكومبيوتر، فقد كنت أهم بالانتقال الى رسالة أخرى عندما لاحظت ان العبارة تقول فعلاً "أسلحة الدمار الشامل لا يمكن فتحها". وقرأت ووجدت ان الرسالة تسخر من أسلحة الدمار الشامل التي لم توجد، ومكتوبة على شكل رسائل الكومبيوتر التي تضيع لسبب أو لآخر. وأترجم بتصرف: ان الأسلحة التي تفتش عنها غير موجودة الآن. والبلد المعني ربما كان يتعرّض لصعوبات فنية، أو انك بحاجة الى تعديل انتداب مفتشي الأسلحة الذين أرسلتهم. نرجو اتباع الخطوات التالية: اضغط زر تغيير النظام، أو حاول مرّة أخرى بعد فترة من الوقت. اذا كنت جورج بوش وقد طبعت اسم البلد في مربع العنوان، نرجو التأكد من انك استطعت تهجئة "العراق" في الشكل الصحيح. للتأكد من تجهيز مفتشي الأسلحة، اضغط زر الأممالمتحدة، ثم اضغط زر "خيارات مفتشي الأسلحة". وعلى صفحة مجلس الأمن اضغط زر "اجماع". المادة التي تحصل عليها يجب ان تتفق مع صفحات حكومتك أو حلف شمال الأطلسي. اذا استطعت دخول صفحة الناتو فإن الولاياتالمتحدة سيسمح لها بأن تعمل مع حلفائها للبحث عن أسلحة الدمار الشامل. ولكن اذا كنت تفضّل العمل من طريق وكالة الاستخبارات المركزية اضغط زر "تفتيش عن أسلحة". بعض البلدان يحتاج الى 228 ألف جندي لتحريره، اضغط زر "الرعب"، وعندما تطلع أمامك صفحة "السياسة الخارجية الأميركية" قرّر أي نوع من النظام تريد ان تنصب في البلد المعني. اذا كنت بلداً أوروبياً قديماً وتحاول حماية مصالحك، تأكد من ان خياراتك ستبقى مفتوحة أطول وقت ممكن. اضغط زر "الوسائل" ثم اضغط صفحة "عصبة الأمم" اذا كانت صفحة "الأممالمتحدة" مغلقة في وجهك. انتقل الى صفحة "دفن الرأس في الرمل"، واطبع قائمة بمصالحك في العراق. اذا كنت دونالد رامسفيلد اضغط زر "الحرب". وتنتهي الصفحة بالقول انه اذا لم تعثر على أسلحة الدمار الشامل على رغم كل ما سبق ابدأ من جديد. لن أفعل ولكن أكمل بطرفة من الكومبيوتر أيضاً، فجورج بوش يذهب الى جورج واشنطن ويقول له انه تعب بعد ان دافع عن استقلال البلاد، ويقترح واشنطن ان يأخذ بوش إجازة ليرتاح. ويذهب جورج بوش الى توماس جفرسون، ويقول انه تعب في الدفاع عن الدستور، ويقترح عليه جفرسون ان ينضمّ الى والديه في منتجعهما البحري للاستلقاء تحت الشمس وتجديد نشاطه. ويذهب بوش الى الرئيس ابراهام لنكولن ويقول له انه تعب من الدفاع عن البلاد في مواجهة اخطار خارجية، ويقول له واشنطن: ما رأيك ان تذهب لحضور مسرحية لنكولن اغتيل وهو يحضر مسرحية. مشكلة الطُرف عن جورج بوش او إدارته انني قرأتها عن ادارة كلينتون، وربما ادارة نيكسون، وبعضها يعود الى أيام الشيوعية، وقبل انتشار الانترنت. من هذا القديم المتجدد طرفة عن ثلاثة أولاد قرب البيت الأبيض يرون جورج بوش يمارس رياضته المفضلة، وهي العدو. ويلاحظ الأولاد ان سيارة مسرعة تكاد تصدم الرئيس من خلف وهو غير منتبه، فيسرعون ويدفعونه الى جنب الطريق وينقذون حياته. ويقول جورج بوش للأولاد انه تقديراً لهم سينفّذ رغبة واحدة لكل منهم. ويقترح الأول بأنه يريد ان يدخل هارفارد، جامعة بوش في طرفة قديمة يريد الولد ان يدخل جورجتاون، جامعة كلينتون، ويستعمل الرئيس نفوذه ويدخل الولد هارفارد. ويطلب الثاني ان يدخل الكلية العسكرية في وست بوينت، وأيضاً يسهّل له الرئيس ذلك فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويطلب الثالث ان يدفن في مقبرة ارلنغتون الوطنية، حيث يدفن أبطال البلاد. ويستغرب بوش هذا الطلب من مراهق صغير، ويسأله لماذا. ويقول الولد: لأن أبي سيقتلني عندما يسمع انني أنقذت حياتك. والطرفة الأخيرة عندي من الانترنت تتحدث عن اينشتاين وهو يقف في طابور اما على أبواب الآخرة، أو على أبواب جامعته القديمة في ألمانيا ويجد معه ثلاثة رجال. ويسأل الأول كم معدّل ذكائه، فيقول 180 نقطة، ويرحب به اينشتاين لأنهما سيستطيعان البحث في اسهام ارنست روذرفورد في الفيزياء النووية. ويسأل الثاني عن معدل ذكائه، ويقول 150، ويعلّق اينشتاين انهما سيستطيعان ان يدرسا قانون محكمة جرائم الحرب الدولية، وأسباب رفض الولاياتالمتحدة الانضمام اليها. ويسأل الثالث عن معدل ذكائه، ويقول هذا 50. ويفكر اينشتاين قليلاً ثم يقول: حسناً سأبحث معك في عجز الموازنة الأميركية. هل نضحك مع الانترنت أو نبكي، طالما ان النكتة علينا؟ لا أعرف الجواب غير انني قرأت الطرفة التي بدأت بها عن أسلحة الدمار الشامل عبر برنامج "غوغل" على الانترنت وفيما كنت أقرأ مقالاً لتوماس فريدمان، وكيف ان مثل هذه البرامج على الكومبيوتر أصبح يتلقى كل يوم الآن تسعة بلايين اتصال، بعد ان كانت 600 مليون "فقط" السنة ألفين. أين نحن من كل هذا؟ عندي على سبيل التعليق طرفة قديمة فعندما تكون الساعة الرابعة والنصف في نيويورك تكون سنة 1921 في بلادنا.