عاش الجزائريون مجدداً لحظات صعبة عندما اهتزت الأرض بشدة، ليل الاثنين الثلثاء، لتعيد أجواء الخوف والفزع التي خيمت على يوميات سكان العاصمة وولاية بومرداس، بعد أسبوعين على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة، مخلفاً أكثر من 2268 قتيلاً بحسب حصيلة مؤقتة نشرت الأحد الماضي. وأعلن مركز البحث في علم الفلك والجيوفيزياء الجزائري انه تم تسجيل هزة ارضية ارتدادية جديدة حوالى الحادية عشرة والنصف ليلاً بقوة 2.4 درجة على سلم ريختر. وأكد انه تم تحديد مركز الهزة في منطقة زموري التي كانت مركز هزة ارتدادية اخرى سجلت صباح الاثنين. وسجلت في المخيمات التي تؤوي المنكوبين عشرات حالات الانهيار النفسي، خصوصاً لدى الأطفال، بسبب استمرار مشاهد الخوف والفزع التي تحدثها الهزات الأرضية. وأبدت الأخصائية النفسانية السيدة نصيرة كنان العاملة في المديرية العامة للأمن الجزائري قلقها من تواصل الهزات الارتدادية من دون أن يحظى المنكوبون بالعناية النفسية الملائمة. ودعت العائلات المنكوبة إلى توجيه أبنائها إلى مصحات نفسية. كما دعت الحكومة إلى ارسال فرق من الاختصاصيين النفسانيين لمتابعة حالات الانهيار النفسي في المخيمات. وذكرت أنها سجلت منذ 25 أيار مايو الماضي أكثر من 110 حالات صدمة في مخيم موقت يؤوي 230 شخصاً، في بلدية الرغاية شرق العاصمة. ولاحظت أن "خوفاً شديداً ينتاب الأطفال والنساء عند غروب الشمس، وهو التوقيت الذي تزامن مع وقت وقوع الزلزال"، اضافة إلى "فقدان شهية الأكل والنوم فضلا عن مصاعب في تهدئة العائلات التي ظهرت عليها تصرفات غريبة وعنيفة". وتشهد غالبية الأحياء السكنية التي تضم أبراجاً أو عمارات عالية ما يشبه النزوح الجماعي بسبب المخاوف من حدوث هزات إرتدادية جديدة قد تحطم ما تبقى من أسس لهذه المباني. وتتخوف مصادر أمنية من أن يشجع هذا الوضع عصابات اللصوص على توسيع عمليات النهب والسرقة للممتلكات الخاصة والعمومية في هذه المباني. علماً انه منذ مطلع السنة الماضية استفاد 12 ألفاً مدانين بالسرقة من تدابير العفو الرئاسي لمناسبة بعض الأعياد الوطنية والدينية. وأعلن النائب العام لمجلس قضاء بومرداس، أمس، اعتقال 31 شخصاً تقرر انزال أقصى العقوبات بهم، لاقدامهم على سرقة مساعدات كانت موجهة للمنكوبين.