عاش الجزائريون أوقاتاً صعبة أمس عندما ارتجت الأرض مرات عدة وأحدثت رعباً كبيراً بين السكان الذين غادر كثير منهم العاصمة والمناطق السكنية الكبرى القريبة منها خشية وقوع هزة جديدة قد تحطم ما تبقى من بنايات متضررة من الهزة الماضية. وتكررت مشاهد الشاحنات في الطريق السريع جنوب العاصمة وهي تنقل أثاث السكان الذين قرروا الفرار الى مناطق أخرى. وشهدت المناطق المنكوبة شرق العاصمة، مساء الثلثاء، مقتل شرطي في منطقة زموري برصاص مسلحين مجهولي الهوية. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ان الشرطي الذي كان يشرف على ضمان الأمن في هذه المنطقة المنكوبة، اغتاله "ارهابيون" قرابة الثامنة ليلاً، أي بعد ساعتين من الهزة العنيفة التي ضربت هذه المنطقة. ويعد هذا الحادث الأول من نوعه في المنطقة التي يتواجد فيها أكثر من 300 فرد من أفراد الإغاثة من جنسيات أوروبية وأميركية. وترددت اشاعات قوية أن زلزالاً عنيفاً سيضرب الجزائر مجدداً في الساعات المقبلة. ولم تغير التوضيحات التي قدمها خبراء في الجيوفزياء الذين ظلوا يشاركون في البرامج الإخبارية للإذاعة والتلفزيون، اقتناع كثيرين بأن البلاد ستشهد زلزالاً جديداً. وأعلن مرصد مراقبة الزلزال أن هزة قوية بلغت 2.5 درجة على مقياس ريختر ضربت العاصمة قرابة الثامنة صباحاً وأحدثت تصدعات في بعض البنايات المتضررة. وجاءت هذه الهزة بعد ساعات قليلة من الهزة العنيفة التي عاشها الجزائريون، مساء الثلثاء، والتي خلفت أكثر من 300 جريح غادر غالبيتهم المستشفيات، بحسب حصيلة جديدة قدمها وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني. وقال الكولونيل بن زيان قائد فرقة الإنقاد المغربية ل"الحياة" أنه متأثر جداً من المشاهد التضامنية التي عاشها في الجزائر. وأشار الى أن حجم الكارثة "كان كبيراً، لكن كانت هناك وحدة قوية بين مختلف الفرق المنتشرة في الميدان وهو ما ساعد على إنقاذ أرواح بشرية". وغادرت الفرقة المغربية، أمس، الجزائر بعد أربعة ايام من العمل في المواقع المتضررة. وفي السياق ذاته، أعلن مصدر رسمي أن شخصين اثنين انتُشلا على قيد الحياة الثلثاء من تحت انقاض عمارة انهارت في الرغاية إثر الهزة الارتدادية التي وقعت في اليوم نفسه والتي بلغت 8.5 درجة على مقياس ريختر. وافاد بيان للخلية الوطنية لتسيير الازمة ان فرق الانقاذ المتواجدة في الرغاية تمكنت من انتشال شخصين على قيد الحياة من الانقاض. وأوضح البيان ان الشخصين دخلا عمارة مؤلفة من 15 طابقاً كانت اخليت من سكانها بعد الزلزال العنيف يوم الاربعاء الماضي. 120 ألف منكوب الى ذلك، ذكر السيد عبدالحميد ابركان، وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، ان الفرق الصحية المتواجدة في المناطق التي مستها خسائر كبيرة بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب يوم الاربعاء الماضي ولايتي بومرداس والجزائر، تتكفل بما بين 100 ألف إلى 120 الف نسمة تضرروا من جراء الكارثة، وتعيش غالبيتهم في الخيم حالياً. وأوضح الوزير أن "التكفل الصحي بالمواطنين في المناطق المتضررة من الزلزال يدخل الآن في مرحلة تنظيم جديد"، مشيراً إلى تواصل التكفل بنقل المرضى الى المستشفيات المختصة لاتمام العلاج. ولوحظ ان غالبية المدارس اضطرت إلى تسريح التلاميذ في حين عمدت الشركات أيضاً إلى تسريح العمال لتمكينهم من الإطمئنان على عائلاتهم التي يقيم غالبيتها في العراء. وعاش بعض المناطق المنكوبة إضطرابات وفوضى بسبب مطالب السكان بالحصول على خيم لهم خارج المواقع الجماعية التي أعدتها فرق الحماية المدنية والأمن. وتوسعت الإحتجاجات إلى سكان لم تتضرر مساكنهم غير أنهم طالبوا بتمكينهم من الحصول على الخيم لضمان أمنهم بسبب إستمرار الهزات الإرتدادية العنيفة، وهو الطلب الذي رفضته وزارة الداخلية لأن ذلك سيرفع عدد الضحايا إلى أكثر من نصف مليون جزائري في ولايتي الجزائر وبومرداس فقط. وإلى غاية صباح الأربعاء بلغت حصيلة ضحايا الزلزال أكثر من 2200 قتيل وعشرة آلاف جريح لا يزال الكثير منهم يتلقون الإسعافات الأولية في مستشفيات منطقة الوسط وفي مصحات متنقلة وضعتها فرق الإغاثة المحلية والأجنبية.