أفادت مصادر قريبة الى وزارة الداخلية أن اكثر من مئة ألف جزائري غادروا العاصمة باتجاه المدن الداخلية منذ الخميس الماضي، بسبب استمرار الهزات الارتدادية واعلان الحكومة نهاية الموسم الدراسي في العاصمة وبومرداس. وسجلت المحطة البرية في الخربة شرق العاصمة أعلى نسبة من "النازحين" منذ تدشينها قبل أعوام، غادر عبرها اكثر من 64 ألف شخص في اتجاه المدن الداخلية. وكانت الهزة الارتدادية العنيفة التي شهدتها العاصمة فجر الخميس الماضي، وهي بقوة 5.8 حسب مقياس ريختر الاكثر تأثيراً على نفوس سكان العاصمة. ومع استمرار النزوح الجماعي للسكان من العاصمة تتخوف السلطات من أن يؤثر هذا الوضع على استقرار النشاطات الاقتصادية وعمل المرافق الادارية. وتذكر تقارير رسمية أن نشر تقارير الخبير لوط بوناطيرو التي تتحدث عن سلسلة من الزلازل العنيفة ستؤثر من دون شك على مسعى الحكومة في تهدئة السكان ودعوتهم الى العمل على نحو طبيعي. من جهة اخرى اعلن مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء الجزائري انه تم تسجيل هزة ارتدادية صباح امس بقوة 4 درجات على سلم ريختر. ونقلت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية عن المركز انه تم تسجيل اكثر من عشر هزات ارتدادية راوحت قوتها بين 0.9 و3.8 درجة بين منتصف ليل اول من امس وصباح امس. وتحدث بوناطيرو في تصريحات جديدة أمس، عن بروز تشقق جديد على مستوى منطقة بوهارون 15 كلم غرب العاصمة" مما قد يؤثر على استقرار القشرة الأرضية التي تقع فوقها العاصمة. الى ذلك، بلغت حصيلة جديدة موقتة اعلنتها وزارة الداخلية ان عدد ضحايا الزلزال ارتفع الى 2268 قتيلاً، فيما لا يزال 386 جريحاً تحت المراقبة الطبية. في موازاة ذلك، حذر وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني من أي محاولة محتملة ل"استغلال سياسي" لذعر السكان الذين طاول الزلزال مناطقهم. وشدد، عقب اجتماع مع الاطارات الادارية والولاة المنتدبين الذين عينوا لتأطير عمليات التكفل بمنكوبي الزلزال على ضرورة القيام بكل ما يمكن "للتكفل الحقيقي بهؤلاء السكان".