عاش مئات الآلاف من الجزائريين، فجر الخميس، أجواء من الذعر والرعب لليوم الرابع على التوالي بعدما اهتزت الأرض بشدة قبل حلول الفجر مما دفع بالسكان الى الهرع خارج العمارات والمباني في ولايات وسط البلاد. وأعلن مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء تسجيل هزة أرضية بقوة 8.5 على سلم ريختر في منطقة زموري ولاية بومرداس قرابة الثالثة والربع فجراً، تلتها مباشرة هزتان ارتداديتان الأولى بدرجة 7.3 والثانية بدرجة 2.4. وسجلت أجهزة الحماية المدنية اصابة عشرات السكان بجروح متفاوتة الخطورة بعد الهزة الأخيرة والتي أعقبتها عشر هزات ارتدادية تراوحت شدتها بين 3 و 5.4 على سلم ريختر. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ان الهزة الأخيرة خلفت خسائر مادية في ولايات الجزائر العاصمة وبومرداس وتيزي وزو والبليدة. وأوضح السيد رابح محيي الدين، المكلف الاعلام في المديرية العامة للحماية المدنية، ان مبنيين انهارا في العاصمة الأول من طابقين والثاني من خمسة طوابق في حي باب الزوار. وأشار الى حالات فزع عمت الأحياء السكنية التي اضطر سكانها الى مغادرة مساكنهم وهم في حال ذعر وارتباك. وفي بومرداس أصيبت عجوز بكسر في يدها عندما قفزت من شرفة منزلها في حين سجل في ولاية تيزي وزو اصابة امرأة بكسر في رجلها. أما في ولاية البليدة فقد انهارت فيلا من طابقين في بلدية بوفاريك شارع الاخوة حماموش. خطاب بوتفليقة وتواصلت، أمس، مشاهد العشرات من العائلات التي استبقت العطل الصيفية وقررت الرحيل نهائياً عن العاصمة الى غاية مطلع الخريف المقبل، حيث يتوقع أن تنظم الامتحانات الأساسية لمختلف المراحل التعليمية. وكان من المقرر ان يوجه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، أمس، خطاباً "الى الأمة" يعلن فيه سلسلة من القرارات أبرزها تأجيل الامتحانات الأساسية ورصد مبلغ بليون دولار أميركي لتنفيذ برنامج إعادة البناء والتعمير في المناطق المنكوبة، فضلاً عن بناء أكثر من 22 ألف مسكن جديد ضمن برنامج استعجالي. ويتوقع ان يسافر الرئيس الجزائري غداً السبت الى مدينة إيفيان الفرنسية للقاء رؤساء مجموعة الدول الثماني حيث سيطلب منهم رسمياً دعم برنامج اعادة تعمير المناطق المنكوبة. المطالبة بتدخل الجيش وطالب منتخبون يمثلون جبهة التحرير وبعض القوى السياسية الأخرى بمنح الجيش الجزائري صلاحيات واسعة في ادارة الأوضاع في المناطق المنكوبة. وجاء هذا الطلب في سياق تصاعد المواجهة بين المنتخبين والادارة بعد إقصائهم من مختلف اللجان المتخصصة في تنشيط عمليات التضامن والانقاذ. وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أمس، ان وزارة الداخلية عينت 250 اطاراً ادارياً "تم استدعاؤهم من ولايات داخل البلاد ضمن الترتيب الاستعجالي بهدف التكفل بتسيير المخيمات وشبكات اسعاف المناطق المتضررة فيما يخص توصيل المواد الغذائية الى المناطق المتضررة والتكفل بمشاكل النظافة والأمن". ويطالب منتخبو جبهة التحرير اعلان المناطق المنكوبة "منطقة عسكرية" لتسهيل مهمات عمليات الإغاثة، على غرار ما حدث في الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة الأصنام سنة 1980. رفع الأنقاض في أحياء بلدة زموري وتجري حالياً في بلدية زموري ولاية بومرداس الواقعة على بعد حوالى 60 كلم شرق العاصمة عمليات رفع الأنقاض من المباني المنهارة. وأكد الأمين العام لبلدية زموري ان العملية جارية "جزئياً" منذ أن انتهت عملية الانقاذ بصفة نهائية الاثنين الماضي، موضحاً انه "لم تبق أي ضحية" تحت حطام المساكن المهدمة في زموري والمقدرة في مقر البلدية فقط بأكثر من 243 مسكناً. وبدأ رفع الأنقاض من مقر الدرك الوطني والبنايات العمومية المنهارة، في حين تأجل رفع الانقاض من مساكن المواطنين الذين طالبوا بمنحهم مهلة لاستخراج ممتلكاتهم من تحت الأنقاض. وتعد بلدية زموري التي سجل فيها مركز الهزة الأرضية الرئيسية يوم الاربعاء الماضي، من أكبر البلديات المتضررة إذ تهدم أو تضرر بصفة كبيرة معظم مساكنها. ولوحظ ان عملية التكفل بالمنكوبين تجري على قدم وساق إذ تتواصل عمليات نصب الخيم من جانب عناصر الجيش الجزائري والحماية المدنية في وقت توزع فيه المؤن والأدوية على المنكوبين. وقال الأمين العام للبلدية ان هناك حوالى 24 ألف عائلة متضررة في زموري.