بدأت الحكومة الألمانية تتخلى عن فكرة توسيع مهمة القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن إيساف إلى خارج العاصمة الأفغانية، بعدما قدم فريق الاستكشاف الألماني الذي زار كابول وهيرات أخيراً، تقريراً متشائماً عن الوضع الأمني الخطر في البلاد. وإثر اجتماع عقده مع وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك في برلين أول من أمس، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي أنه "سيكون مؤسفاً أن تقول ألمانيا لا للتوسيع". وفي تصريح إلى "الحياة" عن الوضع الأمني الصعب في أفغانستان تحدث الإبراهيمي أمس عن "عناصر ومجموعات غير مؤيدة لعملية السلام الجارية تهدد الاستقرار القائم" في أفغانستان. وذكر الإبراهيمي أن أمن الجنود والخبراء الألمان مضمون، ملاحظاً "أن لا مشكلات كثيرة لدى الألمان حتى ولو أن الوضع الأمني في بعض أجزاء البلاد بحاجة إلى تحسين". لكن وزير الدفاع الألماني شتروك استبعد اتخاذ قرار سريع في شأن توسيع مهمة الجنود الألمان إلى مناطق أفغانية أخرى، مشيراً إلى أن حكومته بدأت للتو في دراسة التقرير الذي رفعه فريق استكشاف الوضع الأمني في أفغانستان. وأضاف أن قراراً عن التوسيع لن يتخذ قبل أيلول سبتمبر المقبل، وأن الأولوية ستعطى لضمان أمن الجنود والمدنيين العاملين معهم هناك. ورد الإبراهيمي قائلاً إنه يحترم الخطة الزمنية للحكومة الألمانية، إلا أنه شدد على أهمية الإسراع في اتخاذ القرار. وأضاف: "كلما كان القرار أسرع كلما كان أفضل". ورداً على سؤال إلى "الحياة" عن تقويمه للمصاعب التي تشهدها أفغانستان حالياً، قال الإبراهيمي: "أظن أن أصعب مشكلة يواجهها الشعب الأفغاني هي من يريد مساعدته في موضوع الأمن. الأمن غير مستقر، وهناك عناصر ومجموعات غير مؤيدة لعملية السلام في أفغانستان في الوقت الحاضر، ما يهدد في الحقيقة الاستقرار ويعرقل أعمال إعادة البناء التي يقوم بها الشعب الأفغاني وحكومته بمساعدة دولية". وترتبط مسألة توسيع مهمة قوة "إيساف" بخطة إعادة الإعمار التي يمكن أن يقوم بها جنود وخبراء مدنيون ألمان في مدينة هيرات وولايتها القريبة من الحدود مع إيران، علماً أن المهمة المعطاة للوحدات الألمانية من جانب البرلمان الألماني تقتصر على العاصمة كابول ومطار بغرام القريب منها. وكانت مجلة "دير شبيغل" أشارت في عددها الأخير إلى أن وزارة الخارجية الألمانية تراجعت عن فكرة توسيع مهمة حفظ الأمن إلى خارج كابول بسبب الوضع الأمني غير المستقر. وكانت برلين وعدت وزير الخارجية كولن باول خلال زيارته ألمانيا أواسط الشهر الماضي، بالتفكير جدياً في موضوع توسيع المهمة العسكرية في أفغانستان، بعدما طلب ذلك، إلا أن تزايد العمليات العسكرية ضد "إيساف" ومقتل أربعة جنود ألمان وجرح 29 آخرين مطلع الشهر الجاري وعودة فريق الاستكشاف من ولاية هيرات بنتيجة متشائمة، قلب تفكير المسؤولين الألمان وجعلهم يؤجلون موعد اتخاذ القرار في هذا الشأن إلى الخريف المقبل. كارزاي يحض وزراءه على الموضوعية على صعيد آخر رويترز، قال مسؤولون في كابول أمس، إن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي حض حكومته على التخلي عن الانحياز للقبائل والفصائل في إطار جهوده لتعزيز الحكومة المركزية. وجاءت دعوة كارزاي في اجتماع مع الوزراء أول من أمس، في أعقاب شكاوى من جانب العديد من الأفغان من استغلال النفوذ ومحاباة أفراد الفصائل في المؤسسات الحكومية، وتشكيكهم في جدارة بعض الأعضاء البارزين في إدارته. إلى ذلك، قال الرئيس الأفغاني إن دعوة "طالبان" الأخيرة إلى مقاتلة القوات الأجنبية في أفغانستان، ما هي إلا تهديدات فارغة. وسأل: "كيف تتمكن عناصر طالبان من محاربة أحد، إذا كانت مختبئة؟".