اكدت القيادة الاميركية انضمام مئات المتطوعين الأفغان إلى حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في ظل دعوات الى "الجهاد" ضد الاميركيين، فيما اعتبر رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي ان العمليات تحقق تقدماً وانها تجري في اخر معاقل "الارهابيين" في افغانستان. وتحدثت المصادر الأميركية عن مقتل أكثر من خمسمئة من عناصر "طالبان" و"القاعدة"، في حين نفى موقع "النداء" على الانترنت التابع للحركة هذه المعلومات، مشدداً على أن عدد القتلى خلال الأيام الماضية لم يتجاوز السبعة والعشرين. وقتل جنديان ألمانيان وثلاثة دنماركيين في انفجار قذيفة كانوا يبطلون مفعولها في كابول، في حادث هو الاول من نوعه منذ بدء الحرب. أكدت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" أن مئات المتطوعين الأفغان انضموا إلى حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" بعد دعوات الجهاد التي أطلقتها الحركة لمواجهة القوات الأميركية وحكومة حميد كارزاي. وفي وقت اعترفت القيادة الأميركية بانضمام مقاتلين جدد إلى "طالبان"، أوقفت غاراتها على مواقع المقاتلين في جبال عرما بانتظار وصول المزيد من التعزيزات، قدرتها الأوساط الأفغانية المحلية المتعاونة مع الأميركيين بخمسة آلاف مقاتل. واكد العديد من سكان غارديز ان ومضات القصف التي تمكنوا من مشاهدتها ليلاً من المدينة تواصلت حتى صباح امس قبل ان تتوقف. واعلن عبد المتين حسن قائد احدى وحدات غارديز ان "القصف الجوي علق منذ الصباح"، مضيفاً "ان مقاتلي طالبان والقاعدة لم يعودوا قادرين على السيطرة على كامل المنطقة كما كانوا يفعلون من قبل لأنهم اضعفوا كثيراً". ولم تشاهد سوى مروحيتين مقاتلتين من طراز "كوبرا" وهما تتجهان الى الجبال انطلاقاً من القاعدة الاميركية الواقعة على بعد كيلومترين من غارديز، فيما عادت مروحيتان اخريان، واحدة مقاتلة والثانية لنقل الجنود. عدد القتلى وتحدثت المصادر الأميركية عن مقتل أكثر من خمسمئة من عناصر "طالبان" و"القاعدة"، في حين نفى موقع "النداء" على الانترنت التابع ل"طالبان" هذه المعلومات، مشدداً على أن عدد القتلى خلال الأيام الماضية من الحرب لا يتعدى السبعة والعشرين. ولكن الناطق باسم القوات الاميركية الميجور براين هيلفرتي قال امس ان نحو 400 مقاتل من "القاعدة" قتلوا خلال خمسة ايام من المعارك في منطقة غارديز. وافادت المصادر العسكرية رداً على اسئلة خلال العمليات ان القوات الاميركية خسرت ثمانية رجال قتلوا في المعارك في حين اصيب نحو خمسين بجروح. واعلن الميجور هيلفرتي "قتلنا نحو 400 من عناصر القاعدة". واضافت المصادر ان المقاتلين باتوا الآن يتجمعون في سهل يقع على بعد نحو خمسين كلم جنوب غارديز. وكشف الموقع الالكتروني أن مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" استخدموا صاروخين روسيين من طراز "سام" لاسقاط المروحيتين الاميركيتين في غارديز وخوست. واضاف الموقع أن المقاتلين هاجموا تجمعاً لقوات أميركية داخل غارديز يبلغ عددها 70 عنصراً فوقع عدد من القتلى والجرحى في صفوفه. كارزاي وقال رئيس الحكومة الأفغانية الموقتة حميد كارزاي في أول تعليق له على المعارك في الشرق الأفغاني أن الهجمات تحقق تقدماً على رغم الخسائر الباهظة في صفوف القوات الأميركية، مشيراً الى ان جبال عرما هي آخر معقل ل"الارهابيين" في افغانستان. وكشفت أمس مصادر أميركية عن وجود مخطط لزعزعة الحكومة الأفغانية في كابول عبر تفخيخ سيارات تستهدف مصالح غربية واعضاء الحكومة الأفغانية، اضافة إلى خطف صحافيين غربيين رداً على الهجوم الأخير على الشرق الأفغاني. وفي مؤشر الى تدهور الوضع الأمني في أفغانستان عقد قادة الحرب الأفغان وفي مقدمهم وزير الدفاع الجنرال محمد قاسم فهيم والزعيم الأوزبكي الجنرال عبدالرشيد دوستم، وحاكم ولاية هيرات الجنرال اسماعيل خان لقاء في كابول بحضور كارزاي والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، لدراسة الوضع الأمني في البلاد. وتعهد دوستم اثر اللقاء بدعم الحكومة الأفغانية وتقديم عشرة آلاف مقاتل من قواته للمشاركة في المعارك ضد "طالبان" و"القاعدة"، مشدداً على أن 90 في المئة من قوة "طالبان" و"القاعدة" تم تدميرها حتى الآن. الالمان والدنماركيون من جهة أخرى، اعلن مسؤول كبير في الجيش الالماني في برلين مقتل جنديين المانيين وثلاثة جنود دنماركيين من عناصر القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان ايساف امس في كابول نتيجة انفجار صاروخين كانوا يحاولون ابطال مفعولهما. واوضح المفتش العام في الجيش الالماني هارالد كويات ان المانيين اثنين وثلاثة دنماركيين قتلوا في حين اصيب سبعة جنود اخرين بجروح، ثلاثة منهم اصاباتهم خطيرة واثنان اصاباتهم طفيفة. واضاف كويات ان الجنود كانوا يعدون صاروخي جو-ارض من طراز "اس اي-3" من صنع روسي لتفجيرهما في مكان مخصص لذلك، من دون ان يوضح ما اذا كان احد الصاروخين هو الذي انفجر.