ازدادت حدة الجدل فى المانيا مؤخرا حول اصرار وزير الدفاع الالمانى بيتر شتروك بنشر فرق المانية خارج العاصمة الافغانية كابول رغم المخاطر التى تحدق بهذه الفرق جراء عدم سيطرة الحكومة المركزية فى كابول على سائر المدن الافغانية ومن ازدياد قوة طالبان والقاعدة من خلال مساندة شعبية لهما. فقد تعرض وزير الدفاع الالمانى شتروك للانتقاد مرة ثانية امس من ناطق الشئون العسكرية فى الكتلة البرلمانية عن تجمع المسيحيين الديموقراطيين كريستيان شميدت الذى وصف اصرار شتروك بأنه عمل جنونى اذ يجب على وزارة الدفاع الالمانية ان تدرس الوضع الامنى خارج كابول بشكل علمى وعدم التسرع من رمى الجنود الالمان فى مواقع لا احد يعرف مدى خطرها مشيرا الى أن الحكومة الالمانية اذا ما وافقت على خطط وزير الدفاع الالمانى فانها سترتكب جريمة فى حق الجيش الالمانى على حد قوله لراديو (صوت المانيا) صباح امس. الا أن وزير الدفاع الالمانى بيتر شتروك قال للمحطة الثانية للتلفزيون الالمانى اثناء وجوده فى مدينة ريجنسبورج (الجنوبية) حيث يتفقد مواقع ثكنات عسكرية للجيش الالمانى انه سيعرض على المستشار الالمانى جيرهارد شرودر وبعد عودته من أفغانستان التى سيصلهابعد غد الاثنين عرض فكرة الدعوة الى مؤتمر دولى حول الوضع فى افغانستان ونشر قوات دولية خارج كابول على غرار مؤتمرى افغانستان الاول الذى عقد بالقرب من بون فى نهاية عام 2001 والثانى الذى عقد فى وقت سابق من العام الماضى فى بيترسبيرج بالقرب من بون أيضا مشيرا الى أن مؤتمرا ثالثا حول افغانستان ودراسة الاوضاع السياسة والامنية وتطوراتها فى افغانستان اصبح امر لا مفر منه وذلك من خلال ازدياد قوة الطالبان وامكانية عودتها الى حكم افغانستان من جديد ومن المقرر أن يغادر شتروك العاصمة الالمانية برلين يوم غد الاحد متجها الى العاصمة الاوزبكية طشقند لاجراء مباحثات مع مسئوليها السياسيين ومنها الى كابول حيث يقوم بتسليم قيادة الفرق العسكرية فى كابول التى تقودها المانيا حاليا الى حلف شمال الاطلسى الذى ستشرف كندا من خلال عضويتها فى هذا الحلف على قيادة الفرق العسكرية الاجنبية والتى يصل عددها الى حوالى 4500 عنصرا منهم حوالى 2500 من الجنود الالمان. وقد نشرت مجلة (دير شبيجل) الالمانية هذا الاسبوع تقريرا يفيد بميل مكتب المستشار الالمانى جيرهارد شرودر لارسال فرق من المستشارين المدنيين والشرطة والجنود لادارة الاقاليم الافغانية وتأمينها. وتتكون القوات الالمانية فى افغانستان من 2300 جندى وتتمركز حاليا فى العاصمة كابول وغير مسموح لها بالخروج منها. وقد صدم الالمان حين قتل أربعة من جنودهم فى يونيو الماضى.. وتخطط برلين لخفض قواتها فى افغانستان الى 1600 جندى فى الاسابيع القادمة بعد تسليم القيادة لحلف الناتو. وقال قائد هذه القوة الالماني نوربرت فان هيست في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزيون الالمانية اي ار دي من كابول قبل ان ينهي مهمته على راس هذه القوة بشكل تقريبي اعتقد اننا بحاجة الى نحو عشرة الاف رجل اضافي في افغانستان . وتابع عندها سنكون قادرين على نشر قوة ايساف في الولايات والقرار يبقى قرارا سياسيا . واضاف الجنرال الالماني الاكيد اننا سنكون بحاجة الى قوات اضافية، وانا لا ارى في الوقت الحاضر اي دولة مستعدة لارسال قوات اكثر من تلك المنتشرة حاليا في كابول . واعتبر الجنرال الالماني ايضا انه من المهم نشر قوات خارج كابول استعدادا للانتخابات العامة المقررة العام المقبل. وقال ان الانتخابات لن تلقى اعترافا دوليا ما لم تكن نزيهة. ولكي تكون نزيهة لا بد من مراقبين يشرفون عليها. وهؤلاء بحاجة الى امن لذلك علينا ان نمد الامن الى خارج كابول، الى مختلف الولايات . وختم قائلا لا بد من مرور سنتين او ثلاث قبل اقامة هيكليات متماسكة. وبانتظار ذلك ستكون افغانستان بحاجة الى مساعدة من الخارج وخصوصا مساعدة ايساف .