تدخلت القوات الفرنسية الخاصة المعززة بمروحيات لإنقاذ مئات الأجانب من وطأة المعارك الضارية في مونروفيا، في وقت واصل المتمردون شن هجمات على ضواحي العاصمة الليبيرية لليوم الرابع على التوالي، بهدف إطاحة نظام الرئيس تشارلز تيلور. وتزامنت عمليات الفرنسيين في ليبيريا مع استعدادهم للانتشار في الكونغو حيث وصلت طلائعهم في عداد القوة الأوروبية لحفظ السلام في بونيا شمال شرقي، في وقت نزح عشرات الآلاف من المنطقة خوفاً من تجدد القتال هناك. ونفذت القوات الفرنسية عملية إجلاء الأجانب من ليبيريا الذين يعمل معظمهم في الإغاثة، تحت وطأة قصف مدفعي شديد. وأفاد شهود أن طائرات "ميراج" فرنسية حلقت في أجواء العاصمة الليبيرية أثناء تنفيذ عملية الإجلاء. وشن المتمردون هجوماً على الضواحي الشمالية للعاصمة فجر أمس، بعدما أعطوا تيلور مهلة 72 ساعة للتنحي. واعتبر تصعيدهم "ورقة ضغط" في مفاوضات سلام كان مقرراً أن تبدأ في غانا أمس. وقال وزير الخارجية الغاني نانا آكوفو آدو: "سنقول لتيلور إن إيكاواس هي الفرصة الأخيرة وعليه التعاون معنا". وكانت محكمة الجرائم في سييراليون دانت تيلور لارتكابه جرائم حرب في حين طلبت الولاياتالمتحدة منه الاستقالة من منصبه. وقال ديبلوماسيون في المنطقة إن تيلور سيقاتل حتى النهاية في مونروفيا التي يقول بعض نازحيها إن المتمردين أشد بطشاً من ميليشيات الرئيس. وفي غضون ذلك، نزح آلاف المواطنين من منازلهم في العاصمة مونروفيا بحثاً عن ملجأ بعيد من القتال. ويذكر أن مونروفيا شهدت اقتتالاً داخلياً في التسعينات بين القبائل المتناحرة في البلاد، ما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى وتناثرت الجثث في أحياء العاصمة. ويتهم تيلور في أنه العقل المدبر للحروب الأهلية في سييراليون وساحل العاج المجاورتين. الكونغو وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الفرنسي في كمبالا عن وصول أكثر من 700 جندي فرنسي إلى أوغندا منذ الأحد، في إطار عملية حفظ سلام أوروبية في بونيا، شمال شرقي الكونغو. وقال ناطق فرنسي إن نحو مئة جندي سيرسلون إلى بونيا اعتباراً من اليوم، في أول انتشار لقوات قتالية في كبرى مدن إقليم إيتوري. ويشهد إقليم إيتوري منذ 1999 أعمال عنف إتنية بين قبيلتي هيما أقلية ولندو غالبية، أسفرت عن سقوط نحو خمسين ألف قتيل ونزوح 500 ألف شخص. ووصلت طلائع قوة الطوارئ الأوروبية بقيادة فرنسا وبرعاية الأممالمتحدة إلى بونيا في السادس من الشهر الجاري، لضمان أمن المطار والتمهيد لوصول القسم الأكبر من القوة. وأضاف الناطق أن عدداً غير محدد من الجنود سيرسل يومياً إلى بونيا في الأيام المقبلة انطلاقاً من مطار عنتيبي قرب كمبالا. ويتوقع أن يصل عديد القوة الأوروبية إلى أكثر من 1400 جندي من بينهم 900 فرنسي. وهذه أول عملية لحفظ السلام تنفذ باسم الاتحاد الأوروبي خارج القارة الأوروبية.