أدى موسى بلاه رئيس ليبيريا الجديد أمس الاثنين قسم الرئاسة خلال حفل شهد اعلان الرئيس تشارلز تيلور عن تنحيه وتسليمه السلطة لخلفه معتبرا أنه (سيعود ان شاء الله) في يوم ما، وبعد الحفل غادر تيلور البلاد على متن طائرة رسمية نيجيرية بعد ظهر أمس لتصبح نيجيريا منفاه على الأرجح، بعد أسابيع من حرب أهلية أودت بحياة الآلاف من الناس وشردت عشرات الآلاف من سكان العاصمة.وقال بلاه مخاطبا المتمردين بعد أدائه اليمين: لم يعد لديكم عذر يمنعكم من الانضمام الى قافلة السلام. وكان المتمردون يطالبون بتنحي تيلور.وبعد ان ادى القسم الدستوري المعتاد اعلن بلاه رسميا رئيسا لليبيريا في مراسم رسمية جرت في القصر الرئاسي في مونروفيا ليصبح الرئيس ال 22 للبلاد.ودعا الرئيس الجديد اعضاء حركتي (الليبيريين المتحدين للمصالحة والديموقراطية) (لورد) و(الحركة من اجل الديموقراطية في ليبيريا) (مودل) الى العمل معه على اعادة السلام الى البلاد.وقبل ذلك القى تشارلز تايلور كلمه اعلن فيها قبوله بان يكون (كبش فداء الازمة في ليبيريا) مؤكدا ان (التاريخ سينصفه). وقال تايلور: لقد اديت واجبي. وعلينا ان نتعلم كيف نترك الماضي وراءنا، داعيا شعب ليبيريا والمجتمع الدولي الى "انتهاز الفرصة لمساعدة ليبيريا". واعتبر تايلور انه لا اهمية للرئاسة وان اهم واعلى شيء هو الشعب. وختم قائلا ان شاء الله سأعود دون ان يعلن صراحة في اي وقت انه استقال. ومساء الأحد كانت طائرة نقل عسكرية نيجيرية تربض في كالابار بجنوب نيجيريا لشحن أربع سيارات لتيلور ومتعلقات تخصه لنقلها الى نيجيريا. وهكذا تنحى تشارلز تيلور عن منصبه ليفتح الطريق أمام اتفاق سلام مع المتمردين الذين يحاصرون العاصمة مونروفيا منذ أسابيع، لكن المتحدثين باسم المتمردين والقوات الحكومية حذروا يوم السبت من استمرار العنف حيث يرفض المتمردون المرشح الذي اختاره تيلور ليخلفه. وذكر متحدث حكومي أن الموالين للحكومة قد يواصلون القتال حتى لا يخضع مصيرهم لفريق حكم انتقالي ضعيف بقيادة بلاه. ووعد المفاوضون من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في العاصمة الغانية أكرا بألا تتجاوز فترة حكم بلاه الانتقالية المدة اللازمة لترتيبات اختيار رئيس مؤقت. وذكرت تقارير أولية أن بلاه سيستمر في منصبه حتى تشرين أول أكتوبر / المقبل. وفي خطاب الوداع اتهم تيلور الولاياتالمتحدة بمساندة جيوش المتمردين التي تمكنت من شل حركة القوات الحكومية داخل العاصمة مونروفيا. وقال: يمكنهم إيقاف تقدم كلابهم الان. وبوسعنا أن ننعم بالسلام. ويواجه تيلور تهما من محكمة جرائم الحرب في سيراليون عن دوره في الحرب الاهلية التي شهدتها تلك الدولة. ومن المتوقع أن يتلقى عرضا باللجوء من نيجيريا على الرغم من أنه سيظل هاربا من وجهة نظر المحكمة. وتعرضت الولاياتالمتحدة لمطالب دولية من أجل أن تقود التدخل العسكري في ليبيريا ولكنها رفضت تولي القيادة على الارض حتى يتنحى تيلور ويغادر البلاد. ووعد تيلور بذلك عدة مرات ولم يف بوعده، إلا يوم أمس. ويتولى تنفيذ عملية السلام في ليبيريا التي جرى التوصل إلى اتفاق بشأنها في أكرا تحت رعاية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بضع مئات من الجنود النيجيريين وهي القوة التي يفترض أن تصل إلى أكثر من 3250 جنديا. وتواصل وكالات الاغاثة الانسانية مطالبتها بتحسين الوضع الامني وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الانسانية. ورحب الاتحاد الافريقي بالتغيير الجديد في ليبيريا وقال في بيان من أديس أبابا (أثيوبيا) إنه يحيي القرار الذي وضع المصالح العامة للبلاد فوق الاعتبارات الشخصية. وأعرب عمارة عيسى الرئيس المؤقت لمفوضية الاتحاد الأفريقي في بيان صدر عقب إعلان تيلور استقالته واعتزامه مغادرة البلاد ليعيش في المنفى في نيجيريا كما وعد قبل ذلك، عن أمله في أن يلتزم بهذا الوعد بشدة. تيلور (وسط) متوجها الى نيجيريا بعد ان اعلن تنحيه عن السلطة موسى بلاه وزوجته نيتي يحيي الجمهور عقب ادائه القسم