صحيح ان ماريا معلوف تنتمي الى الجيل الإعلامي الجديد، إلا انها تتمتع بحضور لافت وسعة اطلاع وثقة كبيرة بنفسها، ما خوّلها تقديم برنامج سياسي على شاشة "نيو تي في" هو "بلا رقيب". وإذا كانت ماريا بدأت عملها في NTV كمذيعة للأخبار، إلا ان طموحها "كان اكبر بكثير"، فهي اليوم تعد برنامج "بلا رقيب" وتقدمه وتعالج فيه المواضيع السياسية الآنية محلياً، عربياً وحتى دولياً. وتقول ماريا ان "الإعلام عالم متنوع وشامل يتناول العالم كله، وهذا ما يجعل من هذه المهنة - الرسالة موقع جذب مهماً لأي فتاة تريد ان تحقق ذاتها. اما في ما يتعلق بالدراسة فقد سبق دخولي عالم الإعلام انجاز الدراسات العليا في علم الاجتماع السياسي تحت عنوان "الطائفية في لبنان"، واعتبرت معلوف ان من الأفضل للإعلامي ألا يركز على دراسة الإعلام، بل على تخصص في ثقافة معينة يُغني بها الرسالة الإعلامية، فالإعلام يحتاج الى اختصاصات متنوعة من الاقتصاد الى الفلسفة الى التاريخ الى السياسة. جزء من شخصيتها ولفتت الى انها لم تختر العمل الإعلامي السياسي بل وجدته منذ البداية لأنه يشكل كما تقول جزءاً من شخصيتها لما فيه من تحديات، وأضافت: "بطبيعتي احبّ التحدي والصراع والحوار والنضال من اجل قضية اؤمن بها ولذلك لم يطلب مني احد الدخول الى عالم السياسة التي اصبحت بالنسبة إلي جزءاً اساسياً في الحياة اليومية وفي عملي وفي مهنتي كمقدمة برنامج سياسي على مستوى الوطن العربي". وعما اذا كانت مع التخصص في العمل الإعلامي، قالت: "لست مع التخصص في الإعلام، لكنني مع التخصص ضمن الإعلام نفسه، اي ان يختار الإعلامي السياسة او الاقتصاد او اي علم آخر يغني به المؤسسة، لكن ينبغي ان يضيف الى ذلك تسلحه بثقافة عامة. والتعريف العلمي الذي احبه للثقافة هو معرفة كل شيء عن شيء ومعرفة شيء عن كل شيء لهذا الشيء". وإذا كان العمر المبكر للإعلامية يعطي الثقة للمشاهد، خصوصاً في الحوارات السياسية، اعتبرت ماريا ان العمر المبكر في مهنة الفتاة الإعلامية يساعد جداً في تعزيز مهاراتها وكفاياتها "فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر" وأي شيء نتعلمه في فترة الشباب كما قالت يؤثر فينا في شكل دائم ويوفر الأساس الضروري الذي يمكن ان نبني عليه تجاربنا واختباراتنا المقبلة، وهذا يعطي الثقة للإعلامية قبل ان يعطي الثقة للمشاهد. وهذا ما افخر به في عملي الإعلامي، خصوصاً عندما أتلقى يومياً الكثير من الاتصالات والرسائل التي تعبّر عن تقدير المشاهدين لبرنامجي. عفوية الابتسامة وتقول ماريا معلوف انها عندما تبتسم تفعل ذلك بصورة عفوية مؤكدة: "لست ممن يحاولون الابتسام عن قصد لجذب المشاهد، خصوصاً ان انشغالي في اجوبة الشخصيات السياسية والفكرية التي احاورها يجعلني اركّز على الجوهر لا على المظهر". وإذا كانت الرصانة من طبعها ام ان جدية الأخبار والحوارات السياسية هي التي تفرض عليها ذلك، قالت: "الرصانة والجدية ضرورتان لأي عمل او مهنة، فكيف وأنني أنطلق من الإعلام الى السياسة التي هي هم اساسي في تفكيري وطموحاتي، وكذلك لا تقتضي الأخبار والحوارات السياسية الجدية المطلوبة، وإنما العمل السياسي نفسه يقوم على الشعور بالمسؤولية والجدية في التعاطي مع القضايا العامة وفي طليعتها مشكلات الناس وحاجاتهم ومطالبهم. ولذا اقول ان الرصانة والجدية هما من طبيعتي وليستا فرضاً أو اكتساباً". وفي مواجهة الملاحظات عليها بأنها تقلّد مذيعات "الجزيرة" خصوصاً في اعتماد بعض المفردات وفي طريقة الجلوس ايضاً، قالت معلوف: "هناك قواسم مشتركة بين المدارس والأساليب في قراءة الأخبار وإجراء الحوارات، وبالمناسبة فإن اسلوب قناة "الجزيرة" ليس اسلوباً خاصاً بها، فقد تأثرت هذه القناة جزئياً بBBC وCNN كما ان مسألة القراءة بقوة وشغف امر بديهي، خصوصاً حينما يكون الموضوع سياسياً. اما في ما يتعلق باختيار المفردات فغير صحيح اطلاقاً انني تأثرت بقناة "الجزيرة" او بغيرها. اما طريقة الجلوس فإنها طريقتي وهذا هو اسلوبي دائماً". ورداً على سؤال اذا كانت راضية عن نفسها في تقديم برنامج "بلا رقيب" قالت: "اعلامياً، البرنامج هو الذي اتفاعل معه بصورة مرضية. لكن سياسياً، البرنامج الذي اطمح إليه يتخطى الإعلام الى برنامج انتخابي يكون اساساً للتغيير الذي احلم به لوطني وللأمة العربية".