سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفت ارسال تعزيزات عسكرية الى تكريت ... ومسؤول كردي يؤكد عدم بقاء البشمركة في المدينة ... ودبابات أميركية في اتجاه الموصل أميركا تطمئن تركيا الى سيطرتها على كركوك بعد استيلاء الأكراد على عدد من المدن
أعلن ضابط اميركي ومسؤول كردي ان القوات الكردية "البشمركة" والاميركية باتت تسيطر على مدينة كركوك شمال العراق، بعد سقوطها في ايديهم صباح امس، فيما تدفق آلاف من الاكراد الى المدينة بعد الظهر. وسارعت واشنطن الى طمأنة تركيا التي تخشى ان يفرض الاكراد امراً واقعاً في المنطقة، فأعلن الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر امس ان القوات الاميركية تسيطر على كركوك، وستتولى السيطرة على المنطقة بدل الاكراد، فيما لوحظ تقدم دبابات أميركية في اتجاه الموصل. واتصل وزير الخارجية التركي عبدالله غل بنظيره الاميركي كولن باول الذي أكد ان تعزيزات اميركية تتوجه الى المدينة لتحل محل قوات البيشمركة فيها. واشار الوزير التركي الى ان واشنطن اقترحت على انقرة ارسال قوات تركية لمراقبة خروج البيشمركة، وان تركيا وافقت على هذا الاقتراح. الى ذلك، اعلن حاكم كركوك في المنفى رزكاري همكام ان على المقاتلين الاكراد الذين دخلوا الى كركوك مع القوات الاميركية ان "ينسحبوا" منها. وكانت القوات الكردية سيطرت في وقت سابق امس على عدد من البلدات على الطريق المؤدي الى مدينة كركوك منها مدينتا مخمور والتون كوبري وخانقين. ودخلت دبابات اميركية امس اربيل للمرة الاولى، فيما انطلق طابور دبابات آخر في اتجاه مدينة الموصل التي تعرضت لقصف جوي اميركي. في غضون ذلك، نفى ناطق عسكري اميركي ارسال تعزيزات عسكرية الى منطقة تكريت، مؤكداً استمرار التركيز على هذه المنطقة. سقط وسط مدينة كركوك الاستراتيجية النفطية في شمال العراق في أيدي القوات الاميركية والكردية صباح امس من دون معارك. وتدفق آلاف الاكراد بعد الظهر على المدينة لاستعادة املاكهم التي صادرها نظام الرئيس صدام حسين باسم سياسة التعريب التي انتهجها وتم بموجبها ابعاد آلاف الاكراد ومصادرة املاكهم ونقل معظمها الى السكان العرب. واصطفت مئات السيارات امام احد الممرات الجبلية الاخيرة المطلة على المدينة، في الطريق التي اعيد فتحها خلال النهار. وقال معظم المتوجهين الى كركوك بعدما بث التلفزيون الكردي سقوطها انهم يريدون العودة الى منازلهم وبعضهم الى عائلاتهم. ودخل البيشمركة مع القوات الاميركية صباحاً الى كركوك بعد انسحاب آخر القوات العراقية واندلاع انتفاضة شعبية. وتمركزت مجموعات من قوات البيشمركة مدججين بالسلاح في عربات امام مبنى الحكومة المحلية المحافظة وسط المدينة التي كان هجرها السكان المحليون في منتصف النهار. سيطرة اميركية - كردية على حقول النفط وكان القائد الكردي في "الاتحاد الوطني الكردستاني" عثمان بامرن زار المدينة بعدما قصفتها قاذفات "بي-52" فجر امس، وقال ان مدينة كركوك اصبحت "تحت سيطرتنا". واضاف ان "قوات الاتحاد الوطني الكردستاني تسيطر على الحقول النفطية" في كركوك. وأفاد ضابط اميركي دخل مع القوات الكردية الى المدينة، وطلب عدم نشر اسمه، ان ثمة "وحدات اميركية حول حقول النفط". وان القوات الكردية والاميركية تسيطر على "القسم الاكبر" من المدينة. تمرد الاكراد... ودخول البيشمركة و"المارينز" وقال احد سكان هذه المدينة بافي ياسين: "جرى تبادل لاطلاق النار حول المدينة امس الاربعاء لكن ليس في داخلها. العراقيون انسحبوا صباح اليوم امس بعدما تمرد السكان، ثم وصل المقاتلون الاكراد". واوضح سامان محمود عبدالله الذي يقيم في المدينة ايضاً ان "العراقيين رحلوا صباحاً. دخل بعض المقاتلين الاكراد ثم تمرد السكان وعقب ذلك دخل البيشمركة بأعداد كبيرة وأصبحوا في وسط المدينة". وقال القائد الكردي عثمان باني مراني: "عندما انهى العراقيون انسحابهم ثار السكان وجرت معارك محدودة قرب المطار. وعندها دخلنا لضمان استقرار الوضع". واكد عسكري في القوات الخاصة الاميركية طالبا عدم ذكر اسمه: "دخلنا لأن انتفاضة اندلعت في المدينة. والانتفاضة دبرها بيشمركة في الداخل في الوقت الذي كان العراقيون ينهون فيه انسحابهم" موضحا "دخلنا لضمان الاستقرار". وعند مدخل المدينة كان الوضع هادئاً وليس هناك ما يشير الى حصول معارك. لكن اعمال نهب حصلت في المباني الادارية. إذ نهبت جموع المواطنين كل ما وقع تحت نظرها من قطع الاثاث والثلاجات واجهزة التبريد. وعلى الطريق الذي يؤدي الى كركوك على بعد 20 كيلومترا من الجنوب الشرقي من المدينة كانت لا تزال هناك عملية مواجهة في بداية منتصف الظهر بين القوات الخاصة الاميركية والقوات الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" من جهة، والقوات العراقية من جهة اخرى قرب قرية لايلان التي تشكل معبراً استراتيجيا. وحاول اعضاء في القوات الخاصة الاميركية ومقاتلين اكراد من البيشمركة السيطرة على هذه المنطقة التي كان يتحصن فيها عدد من القوات العراقية يقومون باطلاق نار ثقيل على القطاع. وفي قرية ليلان استفاد المقاتلون الاكراد من الدعم الجوي الاميركي من خلال عمليات قصف على المواقع العراقية. واستمرت عمليات التعزيز للاميركيين والمقاتلين ابتداء من بعد الظهر من خلال استلام المعدات والمدفعية في هذا القطاع. وقال سكان غادروا المدينة ان جنود الجيش العراقي هناك اما القوا سلاحهم او انسحبوا في اتجاه تكريت الى الجنوب. وذكر السكان ان المدينة شهدت قتالاً محدوداً فقط. سقوط بلدة خانقين وكانت القوات الاميركية وقوات البيشمركة استولت على بلدات في المنطقة امس، وقال مسؤول كردي ان القوات العراقية في بلدة خانقين الشمالية تقهقرت وان المقاتلين الاكراد سيطروا على البلدة. وأكد جوتيار نوري المسؤول في مكتب "التنظيم الديموقراطي - السليمانية" وهو أحد فروع "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يسيطر على المناطق الواقعة شمال خانقين المجاورة للحدود مع ايران "انتهى أمر خانقين"، التي تقع على بعد نحو 120 كيلومترا شمال شرقي بغداد. ... وبلدتي مخمور والتون كوبري وأكد المسؤول العسكري الكردي الجنرال مصطفى كاكامين امس ان القوات الاميركية والمقاتلين الاكراد سيطروا على بلدتي مخمور والتون كوبري القريبتين من مدينة كركوك. وتبعد مخمور أربعين كيلومترا شمال غربي اربيل بينما تقع التون كوبري على مسافة حوالى عشرين كيلومترا شمال شرقي كركوك. وقالت صحافية في الموقع ان المقاتلين الاكراد البيشمركة دخلوا التون كوبري بعيد الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي. موضحة ان حشداً يعبر عن فرحته كان في استقبالهم على الطريق. ودخلت قوات اميركية البلدة قبل ساعتين من ذلك، بحسب ما ذكر احد افرادها. يذكر ان التون كوبري تضم حوالى 15 الف عائلة وتفتح الطريق الى كركوك. واضاف العسكري الاميركي ان مخمور الواقعة في منتصف الطريق بين الموصل وكركوك اصبحت تحت سيطرة الاكراد والاميركيين الاربعاء "من دون معارك". قصف جوي ودبابات اميركية الى الموصل في غضون ذلك، دخلت دبابات اميركية امس اربيل، وهي المدينة الرئيسية في المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد في شمال العراق حيث ساعدت القوات الاميركية الاكراد هناك على التقدم نحو المدن وحقول النفط التي كانت تخضع لسيطرة بغداد. وللمرة الاولى تُرسل مدرعات اميركية الى مسافة قريبة جداً من خط الجبهة العراقية الشمالية. وتبعد كل من الموصل ثالث اكبر مدينة عراقية وكركوك عاصمة النفط الشمالية مسافة 80 كيلومترا من اربيل. وكانت المدينتان خاضعتين لسيطرة بغداد لكن انهيار سلطة صدام حسين ترك مصيرهما محل شكوك. وقال مراسل صحافي انه شاهد طابوراً من 12 دبابة طراز "ابرامز" واربع عربات مدرعة اميركية تتجه نحو قاعدة اميركية موقتة في مطار اربيل وسط هتافات حشود من الاكراد الذين اصطفوا على جانبي الطرق صباح امس. وقال جندي انهم من الفرقة 163 المدرعة، ووصلوا من المانيا الى مطار حرير مساء الاربعاء. ورفض توضيح الجهة التي ستتوجه اليها. لكن القافلة اتخذت في ما بعد الطريق الوحيد المؤدي الى الموصل. كذلك ذكر مراسل صحافي آخر، انه شاهد دبابات اميركية تتجه الى الموصل، فيما بثت "قناة العربية" التلفزيونية الفضائية، ان مراسلها الموجود في منطقة مرتفعة تشرف على الموصل رصد قصفاً جوياً اميركياً على الخطوط الامامية العراقية. لا تعزيزات اميركية في تكريت من جهة اخرى، قال ناطق باسم القيادة الاميركية الوسطى الجنرال فيكتور رينوار في قطر امس ان عديد القوات الاميركية ليس "كبيراً" في منطقة تكريت، معقل صدام حسين، على رغم اننا "بالتأكيد نركز على هذه المنطقة مع استمرار العمليات". وكان ناطق باسم "المؤتمر الوطني العراقي" معارضة اعلن الاربعاء ان كبار القادة العراقيين غادروا بغداد ولجأوا الى تكريت على بعد 200 كلم شمال بغداد. وقال احمد آغا الجلبي الناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي ومقره لندن انه لا يعرف مصير صدام حسين. واضاف ان معظم القادة "غادروا بغداد وتوجهوا الى منطقة تكريت حيث الملاجئ المحصنة ومخابئ الاسلحة". وكان مسؤول في القيادة الوسطى الجنرال فينسنت بروكس صرح الثلثاء ان القوات الاميركية تواصل الضغط على تكريت لمنع الوحدات الموالية للرئيس صدام حسين من الوصول الى هذه المدينة. وقصفت مقاتلات اميركية مواقع عراقية حول المدينة الاربعاء.