تبادل الجيش العراقي وقوات البيشمركة الاتهامات في شأن الاشتباكات التي شهدتها ناحية «التون كوبري»، آخر نقطة في كركوك والمحاذية لمحافظة أربيل عاصمة الإقليم، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين، أعقبه إعلان الجيش أمس سيطرته على بلدات زمار وعين زالة شمال نينوى، والسيطرة على 44 حقلاً نفطياً هناك. وقال بيان لخلية الإعلام الحربي «من أجل توضيح الحقائق للرأي العام، فإنه وبعد انتشار القوات الاتحادية في كركوك والمناطق المشتركة لفرض الأمن فيها ومن أجل اكمال كامل الوحدات الإدارية في كركوك، توجهت القوات الاتحادية إلى ناحية التون كوبري بعد مناشدات من أهاليها كونها أصبحت مرتعاً للإرهابيين من حزب العمال الكردستاني التركي والمقاتلين الأكراد الإيرانيين، إضافة إلى وجود البيشمركة». وأضاف: «عند اقتراب القوات الاتحادية الملتزمة بعدم إطلاق النار تعرضت إلى قصف بالهاونات وإطلاق صواريخ ميلان الألمانية التي زودت بها البيشمركة من جانب الحكومة الألمانية باتجاه قواتنا حيث أُصيبت دبابة واستشهد اثنان وأصيب خمسة من القوات الاتحادية». وتابع البيان: «كما تم تفجير جسر التون كوبري من جانب القوات الكردية، بعد ذلك تمكّنت قواتنا من إعادة الانتشار وفرض الأمن في ناحية التون كوبري». وأشار إلى أن «القوات الكردية التي تبعد ثلاثة كيلومترات ما زالت تطلق قذائف الهاون وتستعمل المدافع عيار 23 ملم والصواريخ الحرارية الألمانية باتجاه قطعاتنا». وأكد البيان أن «في إمكان القوات الاتحادية إسكات هذه النيران فوراً، لكن حرصاً من القوات المشتركة على أبنائنا من البيشمركة الموجودين مع هذه القوات لم تستهدفهم قواتنا». وأضاف أن «القوات الاتحادية التي دخلت التون كوبري هي جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وقوة من الفرقة المدرعة التاسعة. وبعد إكمال دخول المنطقة وتحقيق الأهداف في انتشار القوات وفرض الأمن، تم مسك الأرض من جانب الفرقة 20 في الجيش العراقي». ولفتت خلية الإعلام إلى «التزام القوات الاتحادية التزاماً دقيقاً في التعامل المسؤول مع المواطنين، وأنها تؤدي واجباً أمنياً دستورياً في فرض الأمن وإعادة الانتشار في المناطق المشتركة». من جهة أخرى، ردّت قوات البيشمركة على بيان الجيش العراقي، وقالت قيادة محور غرب كركوك لقوات البيشمركة أمس أن «البيان الذي أصدرته قيادة العمليات المشتركة في العراق يحتوي على مجموعة من المغالطات»، مشيرة إلى أن ناحية التون كوبري كانت مستقرة ولا يوجد فيها غير المؤسسات الرسمية». وأردفت البيشمركة أنه «قبل هجوم ميليشيات الحشد الشعبي كانت المنطقة هادئة ومكاناً للتعايش السلمي المشترك بين الأكراد والتركمان، ولم يكن فيها أي شكل من أشكال القوة باستثناء المؤسسات الرسمية». ووصف بيان للبيشمركة «ادعاء العمليات المشتركة بوجود قوات حزب العمال الكردستاني، وقوات كردية - إيرانية، بالكذب المفضوح، وأن قوات البيشمركة كانت موجودة في مواقعها ولم تكن المبادرة منها للحرب وأنها فقط دافعت عن نفسها، وتمكّنت من إعاقة الهجوم والتصدي لأولئك المهاجمين». وأكد البيان أن من وصفتهم «بميليشيات الحشد الشعبي كانت المشرف والمنفذ الرئيسي للهجوم، وبمثل بيان كهذا لا يمكن إخفاء هزيمة الميليشيات». وشهدت ناحية «التون كوبري» آخر منطقة في محافظة كركوك اشتباكات، يوم الجمعة، بين قوات الأمن العراقية وقوات من البيشمركة الكردية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ووفق مصادر أمنية تحدثت ل «الحياة»، فإن «المنطقة تشهد حالياً تعزيزات عسكرية في النقاط التي تم تحديدها ضمن حركة القوات الاتحادية»، مؤكدة «عدم وجود أوامر بالدخول إلى أربيل». وأعلنت قيادة قوات البيشمركة في محور غرب كركوك عقب اشتباكات الجمعة، عن مقتل وإصابة أكثر من 150 عنصراً من «الحشد الشعبي» خلال الهجمات، وقالت القيادة في بيان أن «أكثر من 12 عربة من نوع همر ودبابتين تم تدميرها على يد قوات البيشمركة». وقالت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي أن «قطعات الفرقة 15 في الجيش أحكمت السيطرة على ناحيتي زمار وعين زالة بالكامل شمال غربي نينوى والتابعتين لقضاء تلعفر»، وأضافت أنه «تمت السيطرة على حقول نفط بطمة وعين زالة وعلى جميع الآبار البالغ مجموعها 44 بئراً نفطية». من جهة أخرى، أكد محافظ ديالى، مثنى التميمي أن قيادة عمليات دجلة ستشرف على أمن قضاء خانقين شمال شرقي المحافظة. وقال التميمي في بيان أنه «تم رفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية في قضاء خانقين، ولم يُسمح بأي مظاهر مسلحة في القضاء». وأضاف أن «الملف الأمني سيسلم إلى مدير شرطتها تحت إشراف قيادة عمليات دجلة»، موضحاً أن «قوات الجيش بإمرة قائد الفرقة الخامسة ستتمركز في أطراف قضاء خانقين للحفاظ على أرواح الأهالي وفرض الأمن حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة ووفق الاتفاق مع رئيس أركان الجيش، الفريق الركن عثمان الغانمي».