أعلن زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي عمرام متسناع رسمياً أمس وقف الاتصالات مع رئيس الحكومة زعيم "ليكود" ارييل شارون بشأن دخول "العمل" حكومة وحدة وطنية. وقال امام المكتب السياسي للحزب ان "العمل" سيلازم مقاعد المعارضة في الكنيست الحالية مضيفاً ان مشاركة الحزب في حكومة شارون المنتهية ولايتها أضرت به. وتوصل حزب المتدينين الوطنيين مفدال أمس الى اتفاق مع حزب "ليكود" على الانضمام الى حكومة برئاسة شارون. ومعروف ان مفدال هو حزب المستوطنين. جاءت أقوال عمرام متسناع في سياق اجتماع خاص عقده المكتب السياسي للبت نهائياً في مسألة التفاوض مع "ليكود". وسادت الاجتماع أجواء صاخبة ومشادات كلامية بين مؤيدي الشراكة ومعارضيها. وحمل المتلهفون لإعادة الشراكة على متسناع الذي التقى شارون ثلاث مرات من دون ان ينجح في ردم الهوة بينهما. وقاد الهجوم على متسناع عجوز الحزب شمعون بيريز الذي لم يخف لهاثه للعودة الى حكومة برئاسة صديقه شارون، ورأى ان التوصل الى اتفاق كان ممكناً لو عرف متسناع كيف يدير المفاوضات. في المقابل هاجم أقطاب الحمائم في الحزب ما وصفوه بتذبذب مواقف متسناع وذكروه بالتزامه القاطع أمام الناخب الاسرائيلي عدم دخول حكومة وحدة. وقال رئيس الكنيست السابق ابراهام بورغ ان من غير الممكن إعادة الشراكة مع شارون الذي يصر على مواقفه السياسية المتشددة وتحالفه مع اليمين المتطرف وأقطاب المستوطنين. وزاد ان الاتفاق الائتلافي بين "ليكود" وحزب المتدينين الوطنيين مفدال الذي أبرم صباح امس بدد الأوهام بأن شارون خلع عنه جلد الذئب وارتدى جلد حمل وديع. واعترف متسناع ومقربوه بأن الاتفاق بين الحزبين اليمينيين أسدل عملياً الستار على محاولات التقريب بين مواقف "العمل" و"ليكود" علماً أن زعيم "العمل" أوضح في اجتماعه الأخير مع شارون الجمعة الماضي رفضه القاطع الجلوس في حكومة واحدة مع "مفدال" الذي يرفض اجراء أي اتصال مع الفلسطينيين ويسعى لتوسيع رقعة الاستيطان. ونقلت الصحف العبرية عن متسناع قوله ان شارون ارتدع حين طالبه بتلخيص المواقف السياسية التي عرضها وتحدث فيها عن استعداده لتحقيق اختراق في الطريق السياسي المسدود مع الفلسطينيين، في مذكرة تفاهمات خطية. وكتبت "يديعوت احرونوت" ان شارون رد على طلب متسناع بالنظر ملياً خلف النافذة وإبداء انفعاله من الطقس الماطر وسنة الخير وظهور الزهور في منطقة النقب ثم راح يستعيد تاريخ المستوطنات، بصفته الأب الروحي لها والعلاقة العميقة بين اسرائيل والمناطق الفلسطينية حيث تنتشر مئات المستوطنات. وكان شارون أجرى ظهر أمس اتصالاً هاتفياً مع متسناع أطلعه خلاله على الخطوط العريضة للاتفاق الذي أبرمه "ليكود" مع "مفدال" زاعماً انه يتضمن رؤيته للتقدم في العملية السياسية. وكرر شارون دعوته لزعيم "العمل" بالانضمام الى حكومة وحدة وطنية تستوجب التحديات والآمال اقامتها، وقال له: "تعال لنصنع التاريخ معاً ولا نفوّت الفرصة". ورد متسناع بالقول ان من غير الممكن الانضمام الى حكومة يكون رئيسها رهينة في يد اليمين المتطرف، مضيفاً ان "العمل" سيتحلى بالمسؤولية كحزب معارض و"لن يتردد في الانضمام الى الحكومة في حال حققت اختراقاً سياسياً". من جهته، اعتبر زعيم "مفدال" الوزير المتطرف ايفي ايتام الاتفاق مع "ليكود" إسفيناً بين "العمل" و"ليكود" نجح حزبه في دقه. وأضاف انه على رغم ان الخطوط العريضة للحكومة الجديدة تقوم على المبادئ التي طرحها شارون أثناء حملته الانتخابية وبضمنها اقامة دولة فلسطينية بحسب مقاساته وشروطه، تم الاتفاق على أن يطرح موضوع الدولة الفلسطينية للحسم في الحكومة قبل اطلاق أي مفاوضات، كما ارفق الحزب المتطرف رسالة بالاتفاق تقول ان "مفدال" يعارض اقامة دولة فلسطينية وسينشط لمنعها. وأبدى ارتياحه لحصول الحزب على حقيبتين وزاريتين، البناء والاسكان والرفاه الاجتماعي، علماً ان الاولى مخولة مواصلة البناء في المستوطنات، معقل الحزب. الى ذلك، لم ينجح ارباب الاقتصاد الاسرائيلي الذين التقوا متسناع أمس في ثنيه عن قراره عدم التفاوض لتشكيل حكومة وحدة على رغم تحذيرهم من أن "الدولة على شفا كارثة اقتصادية". الى ذلك، أعلن زعيم حزب شينوي تومي لبيد انه لا يشترط دخول الحكومة بتضمين خطوطها العامة بنداً يقضي بالتزام شارون والحكومة برؤية الرئيس الاميركي جورج بوش و"خريطة الطريق" الدولية بشأن حل النزاع، وقال ان حزبه سيكتفي بأن يشير شارون، من على منبر الكنيست الى تأييد المبادئ الواردة في خطاب بوش.