سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكد ان قتلى الأميركيين بالمئات ... ونفى وجود تنسيق مع أصوليي باكستان . الناطق باسم "طالبان" حامد آغا ل"الحياة": لا علاقة لنا ب"القاعدة" ولا عرب في صفوفنا
نفى الناطق الرسمي باسم حركة "طالبان" حامد آغا في أول لقاء له مطول وخاص مع وسيلة إعلامية أي علاقة للحركة الآن مع تنظيم "القاعدة"، كما نفى وجود مجاهدين عرب في صفوف الحركة. وقال رداً على أسئلة وجهتها اليه "الحياة" عبر الفاكس إن موقف باكستان تجاه طالبان "غير إيجابي وأن ليس للحركة أي علاقة مع التنظيمات الإسلامية الباكستانية"، في اشارة إلى ما تردد عن عودة ظهور الحركة في بيشاور وكويتا اللتين تحكمهما سلطات محلية اسلامية. وهدد بتصعيد العمليات العسكرية ضد "القوات الهندوسية واليهودية والصليبية" في أفغانستان. واكد آغا مقتل "مئات" من الجنود الأميركيين منذ بداية الاحتلال الأميركي لأفغانستان، متهماً المسؤولين الأميركيين ب"إخفاء خسائرهم"، ولمح الى وجود أسرى أميركيين وأجانب لدى الحركة، رافضاً الحديث عن "عددهم أو أماكن وجودهم"، مشيراً الى أن قوات "طالبان" تسيطر على عدد من المديريات والبلدات الأفغانية، وأن الشعب الأفغاني يبدي تعاطفاً مع الحركة بعدما أدرك كذب الادعاءات الأميركية". وفي ما يأتي نص المقابلة: كيف تنظرون إلى إطلاق وزير خارجية طالبان مولوي وكيل أحمد متوكل، وهل تثقون به الآن؟ - ليست لنا علاقة مع متوكل، فهو رجل مجاهد وطيب خدم حركة "طالبان" وظلم كثيراً على رغم استسلامه للقوات الأميركية وعلى رغم مناداة أميركا بحقوق الانسان. نحن هنا نتكلم على الماضي ولا نعرف عنه شيئاً الآن في ظل عدم الحديث معه. ما هي نشاطاتكم العسكرية وكيف تقوّمون وضع الحكومة الأفغانية وهل بينكم وبينها مفاوضات؟ - بدأت حركة "طالبان" هجمات قتالية في مختلف أنحاء البلاد تحت ظل قيادة السيد ملا محمد عمر مجاهد، ونجحت هذه الحملات في مختلف الولايات بالفتوحات الكثيرة التي أدت إلى مقتل عشرات من الجنود الأميركيين والميليشيا الموالية لهم، وتدمير عدد كبير من المعدات والمراكز العسكرية. وفي الآونة الأخيرة سيطرت "طالبان" على الكثير من المديريات في ولاية زابول وقندهار وأورزكان وهلمند وبكتيا وبكتيكا وخوست ولوجر وغزني وغيرها من الولايات، كما شنت قواتنا المجاهدة هجمات ناجحة على القوافل العسكرية الأميركية والموالية لها على الطرق العامة التي تصل بين الولاية والأخرى، وأدى ذلك إلى مقتل العشرات وتدمير عشرات من ناقلات الجنود الأميركيين والقوات الموالية لها. ونذكر على سبيل المثال الهجمات الناجحة على القوافل والمراكز الأميركية في منطقة بيرمل في ولاية بكتيكا ومنطقة شكين والتي أسفرت عن سقوط 36 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى كما دمرت تسع ناقلات جنود. والعمليات الجهادية تتصاعد يوماً إثر يوم على هذه القوات اليهودية المعتدية علينا، وحتى القادة الميدانيون الأميركيون اعترفوا بضراوة المقاومة، وقال القائد العسكري الأميركي في أفغانستان الرائد باول انه رأى الموت بعينيه في اشتباكات مجاهدي "طالبان" وأن المقاومة تشتد وتزداد صعوبة وأن مستقبل القوات الأميركية في أفغانستان في خطر. ونحن نقول لباول ان العمليات التي رآها ليست بشيء أمام العمليات المقبلة، بإذن الله، وإن كان رأى الموت في السابق فسيذوقه في المستقبل. كم تقدر خسائر القوات الأميركية والدولية؟ - القوات الأميركية تواجه عمليات عسكرية متنامية وفي كل أرجاء البلاد. وعندما تسقط طائرة في غزني يقتل فيها 25 شخصاً لا يعلن الناطق الأميركي سوى مقتل خمسة جنود. ويحصل ذلك في مناطق عدة، لذلك نعتقد أن عدد الضحايا الأميركيين يصل إلى المئات. من هي القوى الأفغانية وغير الأفغانية التي تقاتل داخل أفغانستان، وهل بينكم وبينها تنسيق؟ - لا شك في أن أميركا وقوات التحالف الغربي أرادت احتلال أفغانستان، وفي مقابل هذا بدأ الشعب الأفغاني القيام بفريضة الجهاد كما قاوم الاحتلال السوفياتي في السابق، ولأداء هذه الفريضة لا تهم الأحزاب واللافتات، بل المهم هو أن الشعب الأفغاني مستعد للدفاع عن أرضه وعرضه. هل هناك مفاوضات بينكم وبين الحكومة الأفغانية أو الأميركيين؟ - الإدارة الحاكمة حالياً في البلاد عميلة وأداة في أيدي المعتدين. ونحن على يقين بأن المفاوضات مع عملاء لا معنى لها ولا تأثير، ولسنا على استعداد للقيام بذلك. أميركا هي التي اعتدت على بلادنا باسم الإرهاب ولا يجوز لها أن تبقى على أرضنا، وما تتناقله وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات بيننا وبين الأميركيين لا صحة له ولا أساس، والحركة ترفض أي شكل من أشكال الحوار مع المعتدين والمحتلين لأرضنا. أما إذا أعلنت أميركا وطلبت المفاوضات فحينها سنتشاور مع العلماء والقادة والإخوة المجاهدين وكذلك أبناء شعبنا. لماذا تكثيف العمليات العسكرية من جانبكم في الفترة الأخيرة وما هي الأسباب لذلك؟ - من المعروف أن المحتلين كلما أرادوا تعزيز احتلالهم واستعمارهم لأفغانستان اشتدت المقاومة ضدهم، وهذا ما حصل مع الغزاة البريطانيين والسوفيات من قبل، اذ سعى كلاهما إلى التلاعب بعقول الأفغان تحت مسمى الإعمار والأمن والاستقرار والديموقراطية وغيرها من الشعارات الزائفة، لكن الشعب الأفغاني لا تنطلي عليه مثل هذه الشعارات الممجوجة والمرفوضة والبالية. كيف تتصلون مع زعيم الحركة الملا عمر؟ - الاتصال مع زعيم الحركة موجود والأمور منظمة وستستمر في طريقة أفضل بإذن الله ونعتذر عن التفصيل في الأمر. هل لديكم علاقة مع تنظيم "القاعدة"، وهل لا يزال بعض العرب يقاتلون في صفوفكم؟ - أفغانستان احتلت كما تعرفون وينبغي أن يوجه السؤال عن "القاعدة" إلى الإدارة العميلة التي تتشدق بأنها تسيطر على كل الأرض الأفغانية. لا علاقة لنا بتنظيم "القاعدة" وليس عندنا مجاهدون عرب. هل لديكم علاقات وتنسيق مع الأحزاب الإسلامية الباكستانية أو غير الباكستانية وكيف تقوّمون سياسة باكستان تجاهكم؟ - ليست لنا علاقة بالأحزاب الإسلامية الباكستانية وغيرها ونعتقد أن موقف حكومة باكستان ليس إيجابياً تجاه الحركة. هل لديكم أسرى أميركيون أو أجانب يمكن أن تقايضوهم مع أسراكم في غوانتانامو؟ - في شأن الأسرى الأميركيين والأجانب، فالزمن هو الذي سيسمح بالحديث عنهم، وإذا جاء الزمن فسنتحدث عن ذلك بالتفصيل. ولكن لن أتحدث عن عدد الأسرى ولا عن أماكن وجودهم. الكثيرون يتحدثون عن عودة "طالبان" إلى الساحة السياسية والعسكرية الأفغانية. كيف ترون ذلك؟ - منذ البداية بدأنا المقاومة والجهاد ضد الطاغوت، ولم نتوقف ولو للحظة واحدة. أما النشاطات والتحركات السياسية فهي التي تكشف العمليات العسكرية، والتي تصاعدت بعدما أدرك الشعب الأفغاني كذب الادعاءات الأميركية والحكومة الأفغانية العميلة، وأيقن أن المحتلين والغزاة إنما جاؤوا لاستعمار البلد واحتلاله. من أين تحصل "طالبان" على الدعم المالي والعسكري في ظل الظروف الحالية؟ - كما تعرفون حكمت الحركة البلاد أعواماً عدة وكانت لديها أسلحة وذخائر ومعدات في مناطق خاصة ونحن نستفيد منها الآن. أما المساعدات المالية فهي من بعض الإخوة الأفغان والأغنياء المسلمين فجزاهم الله خير الجزاء. تحدثت تقارير عن مجلس شورى جديد للحركة. كيف تتم إدارة الأمور السياسية والعسكرية في ظل هذه الظروف القاسية؟ - إذا نظرنا إلى الماضي القريب نرى أن البعض كانوا لا يتخيلون مجرد رفع الصوت ضد أميركا ناهيك عن المقاومة والجهاد ضدها. أما الحركة فأثبتت أن الجهاد ممكن حتى في مواجهة أكبر قوة نووية. الظروف التي نمر فيها صعبة وشاقة للغاية، ومجلس الشورى يقوم بدوره وفق الزمان والمكان المناسبين. لماذا تركزون في عملياتكم العسكرية على المناطق الجنوبية والمجاورة لباكستان، وهل يعني ذلك ان هناك دعماً باكستانياً لكم؟ - لا نتفق مع الرأي القائل ان عمليات الحركة منحصرة في مناطق الجنوب والمناطق المجاورة لباكستان، بل إن الحركة تقوم وقامت بعمليات في قلب البلاد وشمالها وغيرها مثل ولايات تخار ومزار الشريف وفارياب وقندوز وغزني ووردك ولوجر وغيرها. يتردد كلام عن تعاظم الدورين الهندي والإسرائيلي في أفغانستان؟ - قلنا مراراً ان أفغانستان أصبحت مستعمرة ومحتلة والإدارة الحاكمة عميلة للاستعمار والغزاة، وهذه فرصة ذهبية لكل أعداء الإسلام من يهود وهنود وأميركيين وغيرهم للنفاذ إلى أفغانستان. كيف تنظرون إلى الانتخابات المقبلة في أفغانستان؟ - الإدارة الأفغانية أتت نتيجة للاحتلال العسكري وليس لها أي غطاء إسلامي أو دولي ولا تتمتع بحماية الشعب الأفغاني. الأفغان شاهدوا ما جرّ عليهم اتفاق بون والانتخابات الماضية والمخطط الاستعماري تحت مسمى "اللويا جيرغا"، كما رأوا لعبة الدستور التي يتم التحضير لها والتي شرعنت الوجود الأميركي والأجنبي في بلادنا. ما هي علاقاتكم مع قادة المجاهدين السابقين؟ - على الشعب الأفغاني أن يفهم أن ما فعله الشيوعيون تحت مسمى الملبس والمأكل والمسكن هو ما خلف الخراب والدمار. لكن ما يفعله الاستعمار الصليبي واليهودي أخطر من الاستعمار السوفياتي، وعلى قادة المجاهدين أن يتذكروا بياناتهم وأقوالهم السابقة والتي كانوا يتحدثون فيها بحماسة. شعلة النار مقبلة إلى أفغانستان والسكاكين التي يعدها الجزار إنما تعد لهم أيضاً، فعلى هؤلاء القادة أن يستيقظوا وينهضوا ضد هذه القوة الجبارة ويتنبهوا لما سيحصدونه لئلا تضيع ثمرات الجهاد. في حال عودتكم إلى السلطة كيف ستتعاملون مع القوات الأوزبكية في شمال أفغانستان والتي تتهمونها بقتل المئات من قواتكم والقوات المؤيدة لكم؟ - موقفنا هو أن كل هذه القضايا يتم البت فيها داخل المحكمة الأفغانية وما تقرره المحكمة ينبغي التزامه والعمل به.