اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس ان مجلس الحكم الانتقالي يلتزم الجدول الزمني الذي حددته الاممالمتحدة لوضع دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة ذات سيادة، في حين تحدثت انباء اميركية عن استياء واشنطن من بطء عمل المجلس وبحثها عن بدائل محتملة له. وقال ان مجلس الحكم يعتزم اجراء مناقشات مكثفة لصياغة خطة لخريطة طريق سياسية، معترفاً ببطء عمل المجلس في اتخاذ القرارات لكنه دافع عنه باعتباره "عاملاً للتوحيد والاستقرار" في العراق. واضاف زيباري، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة خارجية اسبانيا آنا بالاثيو، ان "الكرة الآن في ملعب مجلس الحكم العراقي وعليه التنفيذ"، وانه أكد للوزيرة الأسبانية انه سيتم الوفاء بمهلة 15 كانون الاول ديسمبر، التي حددتها الأممالمتحدة للاتفاق على آلية متعلقة بصياغة دستور على رغم ان ذلك يتوقف ايضاً على الظروف الأمنية. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت أمس عن مسؤولين أميركيين أن أعضاء مجلس الحكم يركزون اكثر على مصالحهم ويتحركون ببطء نحو صياغة دستور جديد، ونسبت الى احدهم القول "لا نشعر بالرضا عنهم. انهم لا يتصرفون كما ينبغي ان يتصرف مجلس تشريعي أو حاكم، ونحن بحاجة الى التحرك". وذكرت ان مسؤولين أميركيين وفرنسيين قالوا ان الولاياتالمتحدة تدرس عرضاً فرنسياً سبق ان رفضته باقامة "قيادة عراقية موقتة" شبيهة بالحكومة التي شكلت في أفغانستان بعد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة لاطاحة حركة "طالبان" الافغانية. وعلى الصعيد الامني، وقعت في وقت متأخر من ليل امس سلسلة انفجارات قوية في بغداد لم تعرف تفاصيل عنها، واعلن الجيش الاميركي اعتقال 18 شخصاً على علاقة بالهجوم الذي استهدف "فندق الرشيد" في بغداد الشهر الماضي وادى الى مقتل ضابط اميركي وجرح 15 شخصاً. وكانت سلسلة هجمات استهدفت جنود التحالف الاميركي - البريطاني فقتل جندي اميركي واصيب آخر بجروح في بغداد، فيما اعلنت الشرطة العراقية سقوط قذيفة هاون قرب مقر الادارة الاميركية في العاصمة مساء السبت. وتعرضت آلية بريطانية لانفجار في البصرة، كما اكدت الشرطة العراقية ان مسلحين قصفوا معسكراً اميركياً في الموصل فجر أمس، وادى انفجار آخر قرب المدينة الى اشتعال النار في خط لانابيب نفط. وفي دمشق وجه "مصدر مسؤول" انتقادات شديدة الى الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني وقال ان اتهاماته التي وردت في مقابلة معه نشرتها "الحياة" امس "تسيء الى سورية حكومة وشعباً" وتضمه الى "دعوات مشبوهة ومغرضة". وقال بيان رسمي ان طالباني "كرر في حديثه توجيه الاتهام الى سورية، متجاهلاً نفياً رسمياً صدر في السابع من الشهر الجاري" لأن يكون وزير الخارجية فاروق الشرع "صرح بأن المستفيدين الوحيدين من سقوط النظام السابق هم اميركا واسرائيل والاكراد". وكانت مصادر عراقية ابلغت "الحياة" اول من امس أن زعيم الاتحاد الوطني سيزور سورية على رأس وفد من المجلس يضم تسعة اعضاء في اطار جولة تشمل أيضا ايرانوتركيا اعتباراً من 19 الجاري، وان الامين العام ل "الحزب الاسلامي العراقي" محسن عبد الحميد "سمع تجديداً" للدعوة خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين. وفي انقرة، أكد رئيس الأركان التركي الجنرال حلمي أوزكوك ان قرار بلاده عدم إرسال قوات الى العراق يحرمها من التأثير في عملية اعادة الاعمار السياسي في هذا البلد، مبدياً تخوفه مما قد تؤول اليه الاوضاع في العراق، خصوصاً في شماله الكردي. وشدد اوزكوك على ان تركيا ستراقب عن كثب التطورات في العراق لأن انعدام الاستقرار في جارتها الجنوبية سيكون له أثر مباشر عليها.