تصاعدت الخلافات بين بلغراد ومحكمة لاهاي، إثر رفض الحكومة الصربية طلب المحكمة تسليم اربعة من كبار قادتها العسكريين، لمحاكمتهم بتهم تتعلق بالحوادث التي شهدها اقليم كوسوفو اثناء الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا عام 1999. ويشمل طلب المحكمة جنرالي الجيش: نيبويشا بافكوفيتش 57 عاماً رئىس اركان الجيش اليوغوسلافي السابق وقائد الفيلق الثالث المرابط في جنوب صربيا اثناء القصف، وفلاديمير لازاريفيتش 54 سنة قائد وحدات الجيش في منطقة كوسوفو خلال القصف، وجنرالي الشرطة: سريتان لوكيتش 48 سنة قائد الشرطة في كوسوفو اثناء القصف ومساعد وزير داخلية صربيا للشؤون الامنية حالياً، وفلاستيمير جورجيفيتش 55 سنة المساعد الامني لوزير الداخلية الصربي خلال حوادث كوسوفو. وتتعلق التهم المنسوبة الى القادة الاربعة "بتواطئهم في ارغام نحو 800 ألف مدني الباني على النزوح عن ديارهم واغتصاب نساء البانيات والتسبب في وفاة نحو مئة الباني مدني والحاق اضرار بالاماكن الدينية والتراثية للألبان خلال الحوادث التي شهدها اقليم كوسوفو اثناء الغارات الجوية الاطلسية ربيع 1999". وأكد وزير الداخلية الصربي دوشان ميخايلوفيتش ان طلب تسليم القادة الاربعة "تعجيزي ويشكل تجاوزاً لما كانت اوضحته ديل بونتي بانتهاء الملاحقات في صربيا بعد آخر قائمة قدمتها المحكمة منذ عام". وأضاف: "لن نقبل تنفيذ هذا الطلب ابداً، ولن اكون الوزير الذي يوافق على تسليم مسؤولين عسكريين تقيدوا بتنفيذ واجباتهم في الدفاع عن وطنهم". وذكرت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي في تصريح صحافي امس، ان طلب التسليم كان معداً منذ زيارتها لبلغراد الشهر الماضي، ورفض رئىس الوزراء الصربي زوران جيفكوفيتش استلامه، ما جعلها تقدمه الى وزير الخارجية غوران سفيلانوفيتش. ونقلت وكالة انباء "بيتا" التي مقرها بلغراد عن السفير الاميركي لقضايا مجرمي الحرب بيير ريشار بروسبير، ان محكمة لاهاي "ستوافق على حسم قضية المتهمين الاربعة في المحاكم المحلية الصربية، اذا قامت بلغراد باعتقال القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش وتسليمه الى محكمة لاهاي". ومن جهة اخرى، اعلنت حكومة "اتحاد صربيا والجبل الاسود" ان مسؤول الشؤون الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا "يصل الى بلغراد الخميس غداً وينتقل منها الى بريشتينا، للتباحث في شأن استمرار المحادثات في شأن كوسوفو، في ضوء اللقاء الذي حصل في العاصمة النمسوية فيينا في 14 من الشهر الجاري".