في خطوة وصفت بأنها استرضاء القادة اليوغوسلاف، ألمحت المدعية العامة في محكمة لاهاي كارلا ديل بونتي، الى انها فتحت تحقيقاً في انتهاكات زعماء "جيش تحرير كوسوفو" في كل ما وقع في الاقليم من أحداث، لكنها أكدت انها لن تزور بلغراد مرة أخرى، قبل أن تغير السلطات هناك موقفها من تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب. وأكدت ديل بونتي ان طرفين تقاتلا في كوسوفو، وما دام جرى التحقيق بخصوص الجانب الصربي واستدعاء الذين توافرت معلومات عن مسؤوليتهم في جرائم ضد الانسانية، فلا بد من الوقوف أيضاً على ممارسات الطرف الآخر الألباني. وجاء ذلك في مقابلة لها مع صحيفة "داناس" الصادرة في بلغراد أمس، أوضحت فيه ان التحقيقات في شأن زعماء "جيش تحرير كوسوفو" تم فتحها، لكنها قالت: "لا أستطيع أن أقدم أسماء محددة، الى أن تصدر لوائح عن المحكمة بذلك". ورفضت ايضاً تأكيد أو نفي ان تحقيقات جديدة جرت في شأن احداث البوسنة، بعدما تردد ان المتورطين فيها هم: رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش وسلفه مومير بلواتوفيتش ونائب رئيس الحكومة الصربية رئيس أركان الجيش اليوغوسلافي السابق الجنرال مومتشيلو بيريشيتش، ورئيس حزب الوحدة الصربية الذي أسسه زعيم الميليشيات اركان وعضو البرلمان الصربي بوريسلاف بيليفيتش. ويذكر ان احدى صحف بلغراد نشرت أول من أمس أسماء تسعة ألبان، بينهم هاشم تاتشي والجنرال أغيم تشيكو وراموش خير الدين، باعتبار انه ستوجه اليهم تهم قريباً، وذلك بحسب "معلومات موثوقة من محكمة لاهاي"، اعتبرها المراقبون تسريباً من المحكمة لاسترضاء القيادة اليوغوسلافية. وأشارت ديل بونتي الى أنها لا يمكن أن تنسى الانزعاج الذي انتابها عندما التقت الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا في القصر الجمهوري في 22 كانون الثاني يناير الماضي. وأوضحت انها لن تزور بلغراد ثانية الى أن يظهر ما يدل على تغيير في موقف السلطات هناك من التعاون مع المحكمة". وأكدت ان على بلغراد تسليم الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش و10 متهمين آخرين، بينهم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش، مؤكدة انه في حال رفضت بلغراد ذلك "فإن التعامل معها سيكون عن طريق المجتمع الدولي". ومن جهة أخرى، أكدت وسائل الاعلام في بلغراد أمس، ان اجتماعاً عقدته الحكومتان الاتحادية اليوغوسلافية والمحلية الصربية، أخفق في إيجاد صيغة للتعاون مع محكمة لاهاي. ونقل تلفزيون بلغراد عن رئيس الوزراء اليوغوسلافي زوران جيجش قوله: "ما دمت رئيساً للحكومة، فإن ميلوشيفيتش لن يسلم الى لاهاي".