بغداد، انقرة، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أكد الرئىس جورج بوش أمس انه ما زال يأمل بأن "ينزع الرئيس صدام حسين أسلحته سلماً"، و"ألا نصل الى الحرب"، فيما أعلن مسؤولون في البنتاغون ان فرقة في الجيش الاميركي مكونة من 11 ألف جندي ستنضم الى 60 ألف عسكري اميركي موجودين في المنطقة، تمهيداً لتنفيذ أي قرار يتخذه بوش بشن هجوم على العراق. وأضافوا ان أولئك الجنود مدربون تدريباً خاصاً على الحرب في الصحراء. وقال الرئيس الأميركي لصحافيين دعاهم الى زيارة مزرعته في كروفورد تكساس: "على صدام حسين أن يقرر نزع أسلحته، وأن يختار"، مبدياً في الوقت ذاته شكوكاً في حسن نية الرئيس العراقي. وزاد: "انه رجل يحب الألاعيب والمؤشرات الأولى الى نيته في نزع أسلحته ليست ايجابية". واكد ناطق باسم الجيش الاميركي ان حوالى 800 عسكري اميركي من المتمركزين في المانيا سينتشرون في منطقة الخليج، وينتمي هؤلاء الى وحدات الهندسة والاستخبارات العسكرية والاتصالات. في الوقت ذاته نفت الخارجية الالمانية ان يكون الوزير يوشكا فيشر ابلغ نظيره الايراني كمال خرازي بوجود اتفاق اميركي - روسي لاطاحة النظام العراقي "من دون حرب"، فيما اعلن ناطق باسم رئيس لجنة التفتيش انموفيك هانس بليكس ان الأخير قبل دعوة بغداد لزيارتها، وسيلبيها هذا الشهر برفقة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. في بغداد، أعلن اللواء حسام محمد أمين رئيس "هيئة الرقابة الوطنية" العراقية امس ان بليكس سيصل الى العراق في الاسبوع الثالث من كانون الثاني يناير الجاري. وكانت بغداد دعت رئيس "انموفيك" الى زيارتها "لمراجعة أوجه التعاون" بين الطرفين، وسيقدم بليكس الى مجلس الأمن في 27 الشهر الجاري تقريراً عن عمليات التفتيش، وما انجزه خبراء اللجنة ووكالة الطاقة الذين تفقدوا امس مواقع عراقية، بينها مركز لانتاج الصواريخ، ومطبعة للأوراق النقدية. وكرر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ان مواطنيه "سيقاتلون بشجاعة" اذا شنت اميركا حرباً على العراق. وحمل بعنف على مؤتمر المعارضة الذي عقد في لندن الشهر الماضي، مشدداً على ان العراقيين "يرفضون تنصيب الادارة الاميركية عملاء لحكمهم"، وواصفاً المعارضة بأنها "جزء من الديكور الاميركي" راجع ص2. وفي سياق توقعات الحرب، والرد على هجمات عراقية انتقامية محتملة نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان احتمالات هجوم عراقي على اسرائيل، بصواريخ أو ب"طائرة انتحارية" تحمل أسلحة كيماوية أو بيولوجية، ضعيفة جداً. ولفتت المصادر الى أن الرئيس صدام حسين لم يهدد الدولة العبرية، ولم يشر اليها كثيراً في خطبه هذه المرة، مقارنة مع حرب الخليج. وتابعت ان المؤسسة العسكرية في اسرائيل ترى ان تأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل بضعة أشهر امتلاك العراق 20 - 50 صاروخاً ونحو ست منصات اطلاق من طراز "الحسين" دقيق تماماً. ونقلت "هآرتس" عن مصدر رفيع المستوى ان "الولاياتالمتحدة مصممة" على أن تمضي قدماً بشن هجوم على العراق "نفترض ان يبدأ بين نهاية كانون الثاني وآذار مارس المقبل، وحتى ذلك الحين، تزيد آلة الحرب الاميركية دورات محركاتها". وأضاف: "ما زال هناك احتمال الا يغزو الاميركيون العراق، فشن هجوم يحتاج الى شرعية دولية".