اعلن العراق انه سيبدأ تدمير صواريخ الصمود-2 اعتبارا من اليوم السبت مع التشديد على ان قرار الاممالمتحدة بهذا الصدد هو قرار متعسف.ويعتقد مراقبون امريكيون ان موافقة العراق على تدمير صواريخه سيضع بوش في موقف حرج وربما يتسبب في اجهاض قضية الحرب بينما يعزز موقف فرنسا وينقل اليها قيادة الرأي العام العالمي في مواجهة الولاياتالمتحدة.وقد اكد مصدر عراقي امس ان العراق وجه بالفعل رسالة وافق فيها على تدمير صواريخ الصمود-2 الى رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) هانس بليكس مشددا على ان القرار متعسف ولا ياخذ بعين الاعتبار الحقائق العلمية والفنية حول هذه الصواريخ معتبرا ان توقيت قرار اللجنة له اهداف سياسية. وختم قائلا ان التدمير يمكن ان يبدأ ابتداء من الغد السبت.وكانت لجنة انموفيك اعلنت الخميس ان العراق وافق على مبدأ تدمير صواريخه المحظورة من نوع الصمود 2 في رسالة الى رئيس اللجنة هانس بليكس. من جانبه قال الرئيس الاميركي جورج بوش في مقابلة نشرتها صحيفة يو اس اي توداي امس الجمعة ان الرئيس العراقي صدام حسين لا ينوي نزع اسلحته مؤكدا سننزع اسلحته الآن. وقال بوش في رأيي ان صدام حسين لو كان لديه ادنى نية لنزع السلاح، لفعل. سننزع اسلحته الآن. واضاف ان رفض اتخاذ قرار (بهذا الصدد) يعني انه ستكون هناك تضحيات اكبر في المستقبل. وقال ان الحرب لا تشكل بالنسبة له سوى خيار اخير لكنه مقتنع بان الاميركيين يفهمون تماما ان نزاعا قد يحدث قريبا. وقال فكرت كثيرا في التبعات والثمن الذي يتعين دفعه في حال نشوب نزاع، مؤكدا انه لا يريد للاميركيين ان يسألوا يوما اين كان الرئيس بوش. لماذ لم يتصرف من اجل ضمان امن الشعب الاميركي. واشار بوش بوضوح الى انه سيتجاوز الحصول على موافقة الاممالمتحدة لشن الحرب، مؤكدا ان المناورات الدبلوماسية الجارية للتصويت على قرار جديد في مجلس الامن الدولي تعبر عن التزام تجاه اصدقائنا وحلفائنا. وقال الاهم هو ان يتم نزع سلاح صدام حسين. ويقول مراقبون سياسيون ان مطلب الاممالمتحدة بأن يبدأ العراق في تدمير صواريخه المحظورة بحلول اليوم السبت يعتبر مطلبا مصيريا ويضع بغداد امام خيار مصيري بين التعاون والتحدي. ويقول محللون ان الرئيس العراقي صدام حسين كان واثقا منذ وقت طويل من أن الولاياتالمتحدة ستغزو العراق مهما فعل ولكنه يرى ان شيئا من التعاون مع مفتشي الاسلحة هي خدعة لكسب مزيد من الوقت واحداث انشقاق في الرأي العام العالمي. طلب هانز بليكس كبير المفتشين الدوليين من العراق البدء في تدمير صواريخ الصمود 2 بحلول اليوم السبت. ويتوقع دبلوماسيون في الاممالمتحدة ان تنصاع بغداد لهذا المطلب حتى بعد أن ابلغ صدام شبكة /سي.بي.اس/ ان العراق ليس لديه صواريخ مخالفة لمواصفات الاممالمتحدة. وقال توبي دودج من جامعة وورويك البريطانية اي شيء غير انصياع العراق الكامل سيضر كثيرا بالفرنسيين. ويبدو ان الرئيس الامريكي جورج بوش في خطابه الصارم الذي القاه يوم الاربعاء اثر في النقاش الدائر في بغداد باظهار عزمه على الاطاحة بصدام سواء بموافقة المنظمة الدولية أو بدونها. وقال تيم ريبلي من المركز الدولي للدراسات العسكرية والامنية بجامعة لانكستر يوشك العراقيون على ادراك ان سياسة اللف والدوران لا تجدي. ويمكن ان يصبح موضوع الصواريخ أكثر اهمية من التقرير الذي قدمه بليكس لمجلس الامن امس الجمعة. وفي مقال بصحيفة فاينانشال تايمز قال جيمس روبين المتحدث السابق لوزارة الخارجية الامريكية انه اذا نفذ العراق مطلب بليكس فان قضية الحرب ستنهار. واقترح روبين ان يكون رد واشنطن على تدمير الصواريخ هو التفاوض مع فرنسا لوضع جدول زمني لقضايا اخرى تلتزم به بغداد لتتجنب الحرب.ولكن هل توافق الولاياتالمتحدة بعد كل هذه الحشود العسكرية في الخليج وارتفاع حرارة الجو على أي تأخير.ويرد ريبلي على هذا التساؤل قائلا خطب بوش لا توحي بذلك.. وصدام طلب من شعبه حفر الخنادق.