اقتحمت الشرطة البريطانية فجر امس الإثنين مسجد "شمال لندن" في فنزبري بارك الذي يُشرف عليه "أبو حمزة المصري"، واعتقلت سبعة أشخاص للإشتباه في علاقتهم بأربعة مغاربيين مُتهمين بتصنيع مادة "الرايسين" السامة. وأعلنت سكوتلنديارد انها صادرت في العملية الضخمة التي شارك فيها نحو 150 شرطياً تدعمهم طائرات مروحية، وثائق "بالغة الأهمية" ومسدساً يطلق مقذوفات تشل حركة من يتعرض لها وعلى عبوة من الغاز المسيل للدموع اضافة الى سلاح آخر، لكنها لم تعثر على مادة "الرايسين". ووصف "أبو حمزة" الذي لم تطله الاعتقالات، عملية الشرطة بأنها "استفزاز". ويبدو ان الشرطة كانت تعي مدى حساسية اقتحامها المسجد، إذ الزمت ضباطها الذين نفّذوا العملية ارتداء اغطية خاصة لأحذيتهم، كما منعتهم من دخول غرف الصلاة. واقتصرت عملية الدهم على المكاتب والغرف المُلحقة بالمسجد حيث صُودرت وثائق وأجهزة كومبيوتر. وكانت الشرطة لا تزال أمس تُفتّش المسجد وتطلب من الراغبين في الصلاة الذهاب الى مساجد أخرى في هذه المنطقة المتنوّعة عرقياً والتي تضم جالية كبيرة من شمال افريقيا وتركيا. واكدت الشرطة انها اعتقلت في المسجد ستة أشخاص من شمال افريقيا وواحداً من أوروبا الشرقية. راجع ص 8 وقال مساعد مفوض الشرطة اندي تروتر ان المعتقلين "اناس نرى انهم تورطوا في نشاطات ارهابية ... ما عثرنا عليه يعضد تحرياتنا. عثرنا على وثائق بالغة الاهمية". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم سكوتلنديارد ان الشرطة صادرت ايضاً مئات الوثائق خصوصاً جوازات سفر وبطاقات هوية وبطاقات اعتماد. وقالت مصادر سكوتلنديارد ان العملية التي كانت محضّرة من قبل، مرتبطة بالتحقيق في قضية سم "الرايسين" المتهم فيها اربعة أشخاص مغاربيين اعتُقلوا في شمال لندن هذا الشهر. ووجّهت الشرطة اتهامات الى مغاربي خامس كامل بورغاس تهمة قتل الشرطي ستيفن أوك في مانشستر خلال عملية مرتبطة بالتحقيق في قضية "الرايسين"، كما وجّهت تهمة تتعلق بالإرهاب أمس الى الليبي خالد الورفلي. وكان الشيخ "أبو حمزة" تحدث قبل أيام عن معرفته ببعض المتهمين في قضية "الرايسين" في شمال لندن. وهو هاجم أمس بعنف عملية اقتحام المسجد، قائلاً ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير نفّذها ل"التغطية على اخطائه". ومنحت لجنة الشؤون الخيرية في الحكومة البريطانية "أبو حمزة" حتى يوم أمس لتبرير ما تعتبره خرقاً منه للاجراءات التي تسمح له بالقاء الخطب في المسجد. وهددته بمنعه من الخطابة فيه مجدداً، وهو أمر وعد الشيخ المصري الأصل بعدم التقيّد به. وتشتبه الشرطة ان "أبو حمزة" يجنّد في مسجده متطوعين إسلاميين للقتال الى جانب تنظيم "القاعدة". على صعيد آخر، نشرت مجلة "نيوزويك" الاميركية في عددها الاخير ان مسؤول عمليات "القاعدة" في الخليج عبدالرحيم الناشري المعروف ايضاً باسم الملا بلال، كشف ان هذا التنظيم وضع استراتيجيات عدة لهجمات بحرية، قد تؤثر على الامنين الاميركي والعالمي. واضافت ان الناشري الذي اعتقله الاميركيون العام الماضي، اعترف بأنه لعب دوراً رئيسياً في العمليتين اللتين استهدفتا المدمرة الاميركية "كول" وناقلة النفط الفرنسية في اليمن، ومحاولة تفجير سفن اميركية في مضيق جبل طارق. وكتبت انه وضع استراتيجيات عدة لاستخدام سفن وطائرات وحتى التدرب على غواصات لتنفيذ هجمات ارهابية. من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية اميركية امس، ان عسكريين اميركيين تبادلوا النار السبت والاحد، مع مهاجمين مجهولين حاولوا الاقتراب من قاعدتين لهم في شرق افغانستان، مشيرة الى سقوط جرحى بين المهاجمين، من دون تسجيل اي اصابات في صفوف الاميركيين. وكشفت السلطات الجزائرية أمس أنها وقعت أخيراً 4 اتفاقات مع دول أوروبية اسبانيا، ايطاليا، فرنسا وألمانيا تقضي بترحيل الرعايا الجزائريين المقيمين بطريقة غير شرعية. وجاء هذا الإعلان في سياق تزايد المخاوف من التهديدات التي يشكّلها الناشطون الإسلاميون الجزائريون ضد أمن بعض العواصم الأوروبية بعد كشف مخططات لاعتداءات مسلحة في بريطانياوفرنسا وألمانيا.