فتح اغتيال شرطي بريطاني طعناً بيد جزائري مشتبه بتورطه في الإرهاب، الباب على مصراعيه أمام مطالبات بالتشدد في قوانين اللجوء التي اعتبر حزب المحافظين المعارض أن المهاجرين "يستغلونها بغية تنفيذ نشاطات إرهابية"، فيما برزت مخاوف، من تعرض المهاجرين في المملكة المتحدة لهجمات انتقامية. واعترفت باكستان للمرة الأولى أنها باشرت تفكيك مجموعة شكلها أعضاء في تنظيم "القاعدة" فارون من أفغانستان، واستقروا في كراتشي. في لندن، توعد رئيس الوزراء توني بلير أمام مجلس العموم بمضاعفة الجهود لاجتثاث الإرهاب بكل أشكاله من الجذور، وأكد "اتخاذ كل التدابير اللازمة، في بريطانيا والخارج، للتثبت من عدم وجود مخابئ للارهابيين". ورأى أن التعديلات الأخيرة على قوانين اللجوء كفيلة بحظر دخول أشخاص يشتبه بممارستهم الارهاب، مشيراً إلى "تعاون قوي جداً على الحدود الاوروبية في هذا المجال". وكان بلير يعلق على مقتل ستيفن أوك الشرطي في الشعبة الخاصة بمكافحة الجريمة، أثناء عملية دهم شقة في مانشستر ليل الثلثاء، بحثاً عن مطلوبين مغاربيين للتحقيق معهما في إطار قضية اكتشاف سم "الرايسين" في إحدى الشقق في لندن الاسبوع الماضي، وبعد اتهام أربعة مغاربيين بحيازة تلك المادة التي يمكن استخدامها في هجوم إرهابي بيولوجي. راجع ص 8 ولم تؤكد الشرطة هل قاتل الشرطي أوك 40 عاماً هو أحد المطلوبين، لكنها أشارت إلى أن أحدهما اعتقل في الشقة برفقة اثنين آخرين، فيما اعتقل الثاني في لندن. وتراوح أعمار المعتقلين بين 23 و29 عاماً. وأثارت الجريمة جدلاً واسعاً في وجوب تسليح قوى الامن البريطانية خلال عمليات من هذا النوع، لأن القاتل باغت رجال الشرطة خلال استجوابه داخل الشقة، وتوجه إلى المطبخ واستل سكيناً انهال بها طعناً على ضحيته، مصيباً عدداً آخر من رجال الأمن بجروح. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن مصادر أمنية أن 24 شرطياً شاركوا في عملية الدهم، بعضهم لم يكن يرتدي درعاً واقية، مؤكدة عدم العثور على أي أثر لمادة "الرايسين" في الشقة. وهذا أول رجل بريطاني يقتل في عملية لمكافحة الارهاب منذ بدء الحملة على المتطرفين في بريطانيا بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. باكستان في غضون ذلك، أعلنت السلطات الباكستانية البدء بتفكيك مجموعة شكلها أعضاء في تنظيم "القاعدة" فارون من أفغانستان، واستقروا في كراتشي. وهذا الاعتراف الأول من نوعه من جانب إسلام آباد بأن للتنظيم شبكة في إحدى المدن الباكستانية. وأفاد مسؤول في لاهور أن طبياً باكستانياً معتقلاً، ساعد أعضاء بارزين في "القاعدة" في العثور على مأوى، بينهم "أبو ياسر الجزائري" الذي يحمل جنسية مزدوجة جزائرية - مغربية والمسؤول عن أعمال "القاعدة" و"أبو فرج" رئيس شبكة شمال أفريقيا التابعة ومساعد خالد شيخ محمد الذي يعتبر أحد المخططين الرئيسيين لهجمات 11 أيلول. كذلك كشف محققون باكستانيون أن أسترالياً يدعى جاك توماس ويلقب نفسه ب"جهاد طوماس" اعتقل في كراتشي في الرابع من الشهر الجاري، لارتباطه بعلاقات وثيقة مع "القاعدة". وأشاروا إلى أن اعتقال توماس الذي اعتنق الاسلام قاد إلى القبض على عربيين اثنين هما عراقي وفلسطيني من الاردن، في كراتشي الاسبوع الماضي.