اتهم كبير الاقتصاديين في البنك الدولي نيكولاس شتيرن الدول الصناعية بالرياء لمطالبتها الدول الفقيرة بفتح أسواقها بينما تتبنى إجراءات حمائية تخدم مصالح شركاتها ذات النفوذ الهائل. ومع اعتقال سلطات الأمن الأميركية المئات من المتظاهرين الذين تدفقوا على شوارع واشنطن للاحتجاج على الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين اعترف المدير العام للصندوق هورست كولر "أن العولمة فشلت في انصاف الفقراء" راجع ص 13. وحذرت الدول النامية من انعكاسات الحرب في العراق على استقرار أسواق النفط. وأعلن الان غرينسبان "ان سيناريو ارتفاع اسعار النفط الذي تم اختباره خلال حرب الخليج في 1991، ليس وارداً" وبذل وزراء المال في مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع جهودهم لضخ "جرعة من الثقة" في اقتصاد هش، لكنهم امتنعوا عن التطرق الى انهيار البورصات الدولية او خطر نشوب حرب في العراق في بيانهم الختامي. واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اعتبر وزراء مال وحكام المصارف المركزية في الدول السبع الولاياتالمتحدة وايطاليا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واليابان وكندا في بيان ان النمو الاقتصادي في دول المجموعة يتواصل لكن بوتيرة اكثر اعتدالاً مما كانت عليه في وقت سابق من السنة. وقال الوزراء في ختام اجتماعهم ليل الخميس - الجمعة "نعترف بأن المخاطر لا تزال قائمة" قبل ان يؤكدوا ان السياسات التي ينتهجونها تهدف الى "تعزيز النمو في الشهور المقبلة". مخاطر وتطرق الوزراء في بيانهم الى مخاطر الا انهم لم يحددوها بالاسم. كما انهم لم يشيروا الى الانهيار الكبير في الاسواق المالية، التي عادت في بعض هذه الدول، الى ادنى مستوياتها منذ اكثر من خمسة اعوام. ولم يتطرق الوزراء ايضاً الى المخاوف المتزايدة بسبب التهديدات بتدخل عسكري اميركي في العراق. وخلافاً لنص التسوية، الذي تم التوصل اليه بين الاميركيين والاوروبيين واليابانيين، عبر رئيس البنك المركزي الاوروبي فيم دويزنبرغ عن قلق غير معتاد ازاء سلوك البورصات الدولية. واقر بأن تدهور اسواق الأسهم كان له "انعكاس سلبي على ثقة المستثمرين والمستهلكين والاقتصاد تحسن بسرعة اقل مما كنا نتوقعه". إلا أن وزراء دول مجموعة السبع سعوا الى اظهار جبهة موحدة في مواجهة مشكلة حسابات وادارة الشركات الكبرى في اعقاب فضائح شركتي "انرون" او "وورلدكوم" في الولاياتالمتحدة التي ساهمت في زعزعة استقرار الاسواق المالية. وتعهد الوزراء بمواصلة انتهاج سياسات اقتصادية سليمة واصلاحات هيكلية اضافة الى العمل لتحسين شفافية الشركات وتحسين محاسبة الشركات وتعزيز استقلال مدققي الحسابات". وخلال المناقشات بين الوزراء، سعى الاميركيون الى التخفيف من سلبيات النتائج الاقتصادية لتدخل عسكري محتمل في العراق. سيناريو اسعار النفط وقال وزير المال الفرنسي فرنسيس مير ان رئيس الاحتياط الفيديرالي الاميركي البنك المركزي الان غرينسبان اعلن "ان سيناريو ارتفاع اسعار النفط الذي تم اختباره خلال حرب الخليج في 1991، ليس وارداً". لكنه لم يقنع الاوروبيين على الاطلاق. وقال الوزير الفرنسي "اذا حصلت حوادث في العراق، سيُترجم ذلك بفقدان الثقة وبارتفاع الاسعار في السوق النفطية"، مضيفاً ان ذلك لن يكون "نبأ ساراً للاقتصاد خلال فترة من الزمن". وتطرق فيم دويزنبرغ ايضاً الى التأثيرات التي ستنجم عن المخاوف الجيو - سياسية على اسعار الطاقة وانعكاساتها التضخمية. ورفض الدخول في مناقشة حول معدلات الفوائد، معتبراً أن السياسة النقدية لمؤسسته "مناسبة" حالياً. تليين السياسة النقدية وكان صندوق النقد الدولي اعتبر خلال عرضه الافاق الاقتصادية العالمية الاربعاء، ان المصارف المركزية في الدول الصناعية يجب ان تكون على استعداد لاستخدام هوامش المناورة التي لا تزال بحوزتها وتليين سياساتها النقدية في حال الضرورة. وطالب الوزراء مرة اخرى الارجنتين التي تعيش فترة فوضى اقتصادية كبيرة وانكماش منذ خمسة اعوام، باتخاذ الاجراءات الحاسمة التي لا بد منها تمهيدا لاستئناف مساعدات صندوق النقد الدولي. وقال الوزراء "اننا على استعداد لدعم الارجنتين عن طريق صندوق النقد الدولي اذا قدم هذا البلد برنامجاً قابلاً للدعم". في المقابل، رحبت البرازيل بالمديح الذي خصها به وزراء مال المجموعة عندما قالوا إن سياستها الاقتصادية "سليمة تبرر منحها قرضا بقيمة ثلاثين بليون دولار".